Home»Régional»الصومال، أفغانستان والعراق مصير واحد !!!

الصومال، أفغانستان والعراق مصير واحد !!!

0
Shares
PinterestGoogle+

هناك جانب آخر في السياسة الأمريكية حسب اعتقادها هو الإحساس العميق بالكرامة الوطنية توازيه حاجة ماسة لإثبات الجدارة والالتزام بمقتضيات ميثاق الشرف، إذ ثمة أفعال تتسم بالجبن وتثير الاشمئزاز والغضب لا يمكن لهم أن يفعلوها وأخرى تتصف بالانحطاط والإهانة لا يمكن لأمريكا قبولها من الغير، ويقتضي ميثاق الشرف الأمريكي أن تشرف على الأعمال الصعبة والقذرة مهما حاولت تجنبها مثلما هو الحال في العراق وأفغانستان والصومال ولبنان وفلسطين وسوريا وإيران…الخ.

شنت إثيوبيا الحرب على المقاومة الإسلامية في الصومال، كالعادة بمساندة ودعم أمريكي مما أسفر عن مقتل العديد من المدنين، وأضرار في بنيتها التحتية الهشة أصلا وبتاريخ 8/1/2007 عاودت كرتها وهاجمت جنوب الصومال بمساندة مروحيات إيه سي 130 التابعة للقوة الأمريكية على أساس محاربة أوكار الإرهاب التابع للقاعدة المتمركز هناك إلا أنهم قتلوا أزيد من 100 مدني، كما عهدنا تبريراتهم على لسان بريان ويتمان الناطق باسم البانتجون أن الهجمة وقعت حسب معلومات موثوق بها من أجهزة المخابرات الأمريكية في المنطقة، ما أكده عبد الرحمان ديناري الناطق باسم الحكومة الصومالية الحالية بأن الضربة كانت عنيفة وشرسة خلفت الكثير من القتلى المدنيين فضلا على تدمير عدد كبير من رؤوس الماشية والمحاصيل الزراعية وضبط 28 من المتطرفين الإسلاميين إثر هروبهم من شدة القصف، أما الرئيس الصومالي عبد الله يوسف احمد اكتفى بتبني الموقف الأمريكي وبرره بالحل الصحيح وتنظيف بلده من الإرهاب وحملهم مسؤولية الهجوم على السفارة الأمريكية بتنزانيا وكينيا.

على اثر نتاج هذه الأحداث فالسياسة الأمريكية لا زالت تشق سفنها الظالمة البحر في كبرياء حتى تصطدم بصخرة تغرقها وتريح العالم من بطشها وتعسفها. يعد هذا التدخل المباشر في الصومال الثاني من نوعه بعد العدوان الأول سنة1993 عند مقتل 18 من المار ينز الذين كانوا يشكلون جزء من قوة الأمم المتحدة. حيت أجبرت أمريكا سحب قوتها حين عرضت وسائل الإعلام التمثيل بجثة أحد جنودها وجره عبر طرقات مقديشو
والذي كان لها درع كبير المقاومة الإسلامية باستخدامها العبوات الناسفة، الكمائن، والسيارات المفخخة إذ قضت بذلك على 140 جندي من قوة حفظ السلام مما أضطر الأمم المتحدة كذلك سحب قوتها.أصبح لتلك الهزيمة اثر قوي ونقاط عديدة سببت في أزمات خطيرة، قوبلت بالدعم الأوروبي لأن المنكوبين تستهويهم أساليب الذين يتحدثون لهم عن نكباتهم والمظلومين يجدون العطف الكامل على من شتم ظالميهم، وجو الرضا بمنعهم من البحث عن حقيقة المتحدث أو معرفة من هو الشاتم أصلا، ومشاركة المظلوم على النيل من الظالم ولو كان على حق، هل أصبح من المحتم أن يجاري الأوروبيون والأمم المتحدة دولة العصر في هذا الخطأ الشنيع؟ لو عرفوا من هم هؤلاء القوم وجدوهم يضاهون التماسيح في البكاء وأنهم يلينون الظاهر ليتمكنوا من سلب أعز شيء من الشعوب. وحبكة لجوء أمريكا إلا إثيوبيا ما هي إلا استراتيجية لتمرير انتقامها.
التواجد الأمريكي يزعزع استقرار دول القرن الإفريقي برمته، وهذا يشمل تخطيطها وأهدافها في كل من العراق وأفغانستان والصومال ولبنان وفلسطين وسوريا وإيران
بل هو رسالة واضحة المعالم للأمة العربية والإسلامية أنها لن تتمتع بأي حصانة مادمت لم تركع لشروط ومتطلبات ركاب مصالحها. الصومال ليست له ثروات البترول
يفتح شهية اهتمام المجتمع الدولي بل هو بلد فقير قائم على المساعدات، لكن له موقع استراتيجي هام في القرن الإفريقي وهذا ما جعلهم يبحثون كي يجعلوا منه قاعدة متقدمة لأغراضهم العدوانية الهمجية.
كيف لا وأمريكا وحلفاؤها يتجرعون مرارة الهزيمة التي لا تنسى أن يتغاضوا عن الأحداث على ارض الصومال، ها هم يبتكرون هزيمة لبلد إسلامي ويعتبرونها بشرى سارة لم يسمعوا بها منذ عقدين من الزمن، أكثر من هذا هو تحصيل 20 سنة من العمل المتواصل ومد أمراء الحرب بالمال والسلاح و… من اجل تقسيم البلد إلى مقاطعات صغرى أليس هذا خير إثبات على أن أمريكا متورطة كعادتها في عمليات دعم المرتزقين الغير شرعيين؟ أليس بعلمها المسبق الهجوم على الصومال الذي يتناقض مع قرار الأمم المتحدة ؟ أليست زيارة الجنرال جون أبو زيد رئيس القيادة الأمريكية الوسطي لأديس أبابا لوضع اللمسات الأخيرة مع الرئيس مليس قبل صفارة انطلاق الحرب لخير دليل؟

أمريكا تبالغ في تأثير القاعدة والإرهاب على المسلمين في كل بقاع المعمور، وقد أصبحت المسؤولية على عاتق الذين يشعرون بالمسؤولية وينشدون للحرية والعزة
والدفاع عن العقيدة، وأصبح العمل منوط بكل رجال الإصلاح الذين يجب أن لا يخلو منهم جيل كي يحقوا الحق ويصلحوا التحريف ويزيلوا الزيغ حتى تعود الأمة الإسلامية غضا طريا كما كانت عليه و أدل على هذا الحديث الشريف الذي يقول " إن الله يبعث على رأس كل مائه سنة من يجدد الأمة أمر دينها " إذا كان هذا الحديث خرج مخرج وعد الهي فإن له من سنن الدين وطبيعته ما يهيئ المسلمين لتحقيقه.
على أمريكا أن تستعد لمواجهة العراق وأفغانستان من جديد في القرن الإفريقي، لأن السياسة البوشية لا تتناغم مع صوت أغنيات الواقع القارة بل تستبيح الأراضي العربية والإسلامية، كلما فشلت تجربتهم أثناء التطبيق ادعوا يجب خلق بشر جديد وأفكار جديدة وأوطان جديدة دون أن يعيروا اهتماما لفشل تجاربهم والأسباب الحقيقة وراء ذلك، ستظل أمريكا بسياستها العرجاء اتجاه العرب والمسلمين، كحمار الرحى يدور، والمحل الذي ينتقل منه هو المحل الذي انتقل إلية.

21/1/2007 صباح الشرقـــــي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. محمد شركي
    23/01/2007 at 18:37

    تحياتي للأخت الكاتبة المقتدرة الأستاذة صباح أوافقك الطرح ولكنني أعتقد أن المقالات يجب أن تركز بالدرجة الأولى على الطابور الخامس في هذه الأقطار لأنه جزء من المؤامرة لهذا لا بد من توعية جماهيرنا بخطورة الخيانة والعمالة أما العدو فأمره واضح . ان بعض القيادات وبعض الفصائل تضع الأقنعة على وجوهها لتخفي ملامح الخيانة باسم الشرعية الدولية وباسم الاتفاقيات والمعاهدات التي تعتبر وصمة عار على جبيسن الأمة ؛ ومعلوم أن العدو يقرب العناصر العميلة ويقصي الوطنيين الأحرار ويحاول الخونة تصدير خيانتهم ووضع من يعارضهم في قفص الاتهام بدعوى بث الفتنة والفرقة وخدمة مصالح العدو؛ ولعلك على علم بما وقع في مؤتمر الدوحة للتقارب بين السنة والشيعة من تبادل الشتائم والاشتباكات بين من يمثلون النخب وهو امر نبهت اليه عندما كشفت عن فساد عقيدة التشيع التي سببت لنا كل هذه الكوارث فوجدت معارضة ممن كنت أعتقدهم أصحاب وطنية صادقة وعلمت من خلال اتصالات مع اخوة في غزة بطبيعة هؤلاء الأشخاص الذين يدورون في فلك دحلان وقريع والذين تسببوا في استنزاف الثروات واستنزاف مكتسبات الانتفاضة
    تحياتي ودام قلمك صادعا بالحق في وجه العدو والعملاء ولا يغرنك مدح المنافقين فانهم يريدون التفرقة بين الأحرار والمناضلين المخلصين
    وصدر جريدة وجة سيتي مفتوح لك ولكل حرة عربية وحر عربي

  2. صباح الشرقي
    23/01/2007 at 23:28

    أستاذي القدير محمد الشركي المحترم… كانت على كاهلي حمولة لا يعلم ثقلها الا الله تعالى، الحمد لله بهذه المداخلة الكريمة وبنضج فهمكم العميق للأمور والذي يحمل أطيب الكلام وأصدقه ، خففتم عني كثيرا جازاكم الله خيرا،،،بعلمكم انني تابعت مجريات الأحداث عن كتب على الموقعين، حصرت تدخلاتي بخصوص المس بالمرأة والسيادة المغربية، والحمد لله حصلت على إعتذار علني من المعني بالأمر ونشر على نفس الصحيفة، اما بخصوص تعرية الشيعة نزلت عند رغبة زوجي لسبب واحد كي لا يتفرع ويتأجج الصراع خصوصا بالنسبة لوضعي كإمراة،،، وبفضل تعليماتكم النيرة وسخاء حرفكم الصادق حاولت ان يكون لي مبدأ ورأي وموقف واضح للآخرين كي لا يتعبهم الوصول إلى مضمونه، وسط ملايين العناوين المعروضة على مسرح الأحداث والحمد لله لا اجد صعوبة لقبول الإنتقاد المر من من سولت لهم أنفسهم ذلك وكل ما يجري لا يصدمني حتى يمنعني من الإستمرارية في التفكير والنضال والعطاء،،، أستاذي القدير مدح المنافقين لا يعنيني شيئا ومهما حاولوا التفرقة بين مواقفنا ونضالنا وآرائنا وحريتنا لن يصلوا لمبتغاهم أبدا، لسبب واحد ، ان هؤلاء يتعودون على النفاق وينتهون بنسيان نفاقهم، اي يصبح ما يتظاهرون به جزءا من افكارهم ومبادئهم المذلة والمشينة ،،، شكرا جزيلا على سعة صدركم وتفهمكم موقفنا،،، دمتم معنا على ضفاف الخير والعطاء ، ولكم سيدي التوفيق والتقدير

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *