لو كان في نية وزارة التربية الوطنية توحيد إطار التفتيش التربوي لما فصلت بين السلك الإعدادي والسلك التأهيلي
محمد شركي
أعجبني مقال الأخ الفاضل السيد المكي قاسمي بعنوان : » إلى كل من يشغله أمر ومصير مفتش التعليم ….. » وأنا أقدر غيرته وصلابته في الدفاع عن شرف الهيئة كما أثنيت من قبل على الأخ الفاضل السيد رشيد معراض الذي نشر هو الآخر مقالا في الموضوع . وأنا أيضا أثمن مشاركة الأخ المكي في الحوار حول قضية وحدة إطار التفتيش التربوي ، وإن كنت لا أوافقه على أن القضية لا يجب أن تثار على هذا الموقع أو غيره من المواقع الإعلامية لأن هذا الموقع أخذ على عاتقه وضمن مسؤوليته المهنية أن يغطي كل ما له علاقة بالجهة الشرقية والوطن وفي جميع المجالات ، ولن يكون موضوع التفتيش أقدس من غيره من المواضيع التي تثار في هذا الموقع وتناقش بهدوء أو بحدة حسب طبيعتها تنويرا للرأي العام الذي قد يستهدف بالمغالطات أحيانا في الجهة وباقي جهات الوطن . وقبل أن أعلق على هذا المقال أذكر الأخ المكي أنني إن كنت قد أثرت القضية على هذا الموقع فليس في الأمر ما يستغرب كما قال لأن دأبي وديدني هو الكتابة على هذا الموقع منذ سنوات ويوميا حتى أن البعض يعيب على مدير الموقع ذلك مع أن الموقع لا يمنع أحدا من نشر أفكاره وآرائه، كما أنني مواظب على الكتابة في كل ما له صلة بقطاع التربية الذي يعنيني من قريب .
ولا يستقيم أن يعيب علي ذلك من كانوا بالأمس يصفقون عندما كنت أكتب عن جهات كانت تسيء إلى التربية بسوء تدبيرها وسوء سلوكها وأصبحوا اليوم يعيبون علي الكتابة لمجرد أن نقدي شملهم وكشف حقيقتهم للرأي العام التربوي وصار براقش القوم من هؤلاء والذي جنى عليهم لسوء تقدير منه ينعتني بنعوت ليست من شيمي وهو الذي كان بالأمس يحتمي بمقالاتي التي جعلته يتجاسر على من كان لا يستطيع مجرد طرق بابه وكثر الله خير النقابة ورجالها المخلصين سواء من قضى منهم نحبه أو من ينتظر الذين طوعوا الوعر للبغاث المستنسرة اليوم .
على كل حال لست أبالي عندما تأتيني المذمة من ناقص كما قال شاعر العرب لأنها شهادة كمال ولله الحمد ولا مانع لما أعطى الله عز وجل .أخي الفاضل السيد المكي ما كتبت مقالي الأول إلا غيرة على النقابة وخوفا من تفجيرها عن طريق السلوك الذي أدنته بدورك في مقالك ، وأنت مسؤول في المكتب الجهوي للنقابة . لقد حذرت خلال اليوم الدراسي في الموسم الفارط من حساسية قضية توحيد إطار التفتيش التربوي ، ولا زلت أحذر منها وأنا على علم بما يروج في أوساط الفئتين من مفتشي التعليم الابتدائي والثانوي ويتعلق بوجهتي نظر على طرفي نقيض .ولا زلت أذكر نقاشا ساخنا دارت بمركز تكوين المعلمين بمناسبة تصحيح مباراة التوظيف المباشر بين الفئتين في هذا الشأن ، لهذا كررت التحذير ووجهت نداء للعقلاء من الوزن الثقيل لتدارك القوم قبل أن ينفجر الوضع إلا أن الذين كانوا وراء إضرام فتيل نار الفتنة دخلوا على الخط منهم من رد ومنهم من علق بأسوأ الردود وما عبروا إلا عن مستواهم ، ولولا أني قدرت هذا المنبر ومن يزوره لكلتهم الصاع صاعين من جنس بضاعتهم. ولو أنهم انتبهوا إلى ما قلته منذ أول مقال وهو أن وحدة الصف داخل النقابة من أوجب الواجبات وإلا لماذا اجتمع مفتشو السلكين الابتدائي والثانوي تحت لواء نقابة واحدة ، وكانوا من قبل لا يعرف بعضهم بعضا ، وكانوا تحت ألوية النقابات الحزبية و زال بعضهم تحتها إلى يومنا هذا ؟
فوحدة الصف شيء ، ووحدة الإطار أمر آخر إن قلنا به أو طالبنا به عرضنا أنفسنا لسخرية الوزارة الوصية لأنها في المرسوم رقم 2.02.854 بتاريخ 10/02/2003 المتعلق بشأن النظام الأساسي الخاص بموظفي وزارة التربية الوطنية المنشور بالجريدة الرسمية عدد 5082 بتاريخ 13/02/2003 حددت لكل إطار مهام دقيقة ، وصنفت المفتشين التربويين إلى مفتشين للتعليم الابتدائي من درجتين : الدرجة الأولى مرتبة في السلم 11 ، والدرجة الممتازة مرتبة خارج السلم بعد أن صفت ملف من كان مصنفا في السلم 10 بفضل نضال النقابة ، ومفتشين للتعليم الإعدادي بموجب مرسوم آخر رقم 2.04.78 الصادر بتاريخ 04/05/2004 المنشور في الجريدة الرسمية عدد5212 سنة 2004 ، ومفتشين للثانوي بنفس الترتيب في السلم والدرجة بعد تصفية ملف المكلفين بالتفتيش بفضل نضال النقابة كذلك ، كما صنفت مفتشي باقي القطاعات نفس التصنيف. فلو أن الوزارة الوصية فكرت في توحيد إطار التفتيش التربوي لما خلقت فئة مفتشي التعليم الإعدادي لإنصاف المدرسين في السلك الإعدادي الذين لم يكن بوسعهم ممارسة مهمة التفتيش إلا في السلك الابتدائي بعد سنة تكوين في المركز الوطني لتكوين المفتشين مقابل ثلاث سنوات من التكوين بالنسبة للمعلمين . لهذا فالقائل أو المطالب بوحدة الإطار يجد نفسه أمام تناقض صارخ مع المرسومين الوزاريين ولمن أراد أن يجلس فوق قدره وليس دونه كما يفعل الأكياس العقلاء له ما يشاء فهو حر ولن تغير نظرته الخيالية لنفسه من الواقع شيئا . ولعل بعض هؤلاء وقد صرحوا بذلك قد غرهم تصنيف الدرجتين الأولى والممتازة في كل فئة فأردوا ركوب ذلك لتبرير حلمهم بوحدة الإطار ، لهذا سمى بعضهم عدم تناول الأرقام الاستدلالية في مناقشة القضية قفزا عليها وما هو بقفز ولكن القوم خبطوا خبط عشواء ، وما أظن الذي أشار عليهم بذلك إلا غوي مبين .
أخي الفاضل إن عين الصواب ما جاء في مقالك وهو المطالبة بالتعويض على الإطار وهو مظلمة المفتشين التربويين كما صرحت بذلك في حضرة كاتبة الدولة للوزارة لما زارت نيابة جرادة إلى جانب مظلمة الاستقلالية ، أما عبث العابثين بوحدة صف النقابة من خلال التفكير المحنط في المصالح الشخصية الضيقة قبل التفكير في المصلحة العامة للهيئة فلن ينهي مظلمة المفتشين بل سيكرسها طالما لم يتدارك حكماء الهيئة الوضع الآيل إلى التسيب بسبب العناصر غير المنضبطة لإرادة القواعد والتي تسيء فهم تسيير دواليب النقابة ولا تميز بين تكليف وتشريف ، و لئن لم يتدخل الحكماء فورا فإن مصير النقابة سيكون الزوال كما جاء في الأثر : » إذا آلت الأمور إلى غير أهلها فانتظر الساعة » وآمل ألا تحل ساعة نقابة دافعنا عنها ورضينا من أجلها بالهم الذي لم يرض بنا . وأخيرا أؤكد لك ما أكدته للأخ رشيد معراض من محبة تمليها الزمالة ووحدة الصف ، وأكبر فيك الموضوعية والنزاهة ونعم الفيصل كما جاء في مقالك المحترم .




Aucun commentaire