Home»Islam»حراسة العقيدة والمذهب تقتضي منع كل ما يسيء إليهما من بدع وضلالات

حراسة العقيدة والمذهب تقتضي منع كل ما يسيء إليهما من بدع وضلالات

0
Shares
PinterestGoogle+

من المعلوم أن الشأن الديني في كل بلاد الإسلام تخصص له وزارة ترعى شؤونه ، وعلى رأس ما ترعاه العقيدة والمذهب . ومن المعلوم أيضا أن المغرب بلد سني أشعري العقيدة ، ومالكي المذهب لهذا فدور الوزارة المكلفة بالشأن الديني فيه أن تحرس هذه العقيدة وهذا المذهب صيانة للدين . فالوزارة الوصية على الدين عندنا قد تحرص على استصدار مذكرات بين الحين والآخر تأمر خطباء الجمعة بالتطرق لموضوع ديني أو وطني أو اجتماعي ، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان حد أمرهم بتناول مواضيع شبه إشهارية من قبيل الحديث عن الملح مثلا. ومقابل حرص هذه الوزارة على استصدار مثل هذه المذكرات ، وأحيانا استصدار خطب محررة لا تحرك ساكنا أمام ظواهر سلبية يعج بها المجتمع بل ربما ساءلت بعض من يواجه هذه الظواهر السلبية من الخطباء ولامته وعاتبته.

فما معنى أن تكون في المغرب السني الأشعري أوكار للرافضة ؟ ، و مذاهب غير المذهب المالكي جهارا نهارا ؟ وما معنى أن تحيى بعض المناسبات الدينية عن طريق بدع وضلالات كما هو حال مناسبة المولد النبوي الشريف ، وحال مناسبة عاشوراء ؟ لقد عرضت علينا وسائل الإعلام الوطنية بالأمس صورا لما يسمى  » بابا عاشور  » ففي أية آية أو أي حديث ورد خبر  » بابا عاشور  » ؟ وما أظنه إلا ترجمة هجينة  » لبابا نويل  » ودخول لجحر الضب المنتن وراء النصارى على حد تعبير الحديث النبوي الشريف . لقد ظهر على شاشاتنا  » بابا عاشور  » على هيئة قزم النصارى يرقص وسط الصبية والنساء ، وقد خصصت له أمسيات في العديد من المرافق الاجتماعية ، وسيقدم للسياح النصارى على أنه من مقومات أصالتنا على حد تعبير الإشهار المصاحب لصوره . فأين الوزارة الوصية الحريصة على ألا تكون خطب أعياد الفطر والأضحى إلا في مسجد أو مسجدين في حين يكتفى في غيرهما بالصلاة فقط ؟ وكأن الناس في غير المسجد والمسجدين المخصصة فيهم خطب الأعياد أزهد في النصح من غيرهم ، مع أن كل الناس في حاجة إلى نصح خصوصا في مناسبات الأعياد ، وما عيد الفطر والأضحى إلا كالعيد الأسبوعي عيد الجمعة الذي هو عيد النصح عند المسلمين إن لم نقل ما أحوج غير رواد المسجد والمسجدين للنصح لأن رواد المسجد والمسجدين قد يمارس بعضهم ما يمكن أن نسميه صلاة رسمية بروتوكولية ، وقد لا يعنيهم النصح بقدر ما يعنيهم البروتوكول.

إن حراسة العقيدة والمذهب معناه حضور الوزارة الوصية على الشأن الديني للبث في كل ما من شأنه أن يسيء إلى العقيدة والمذهب ،وأضعف الإيمان أن ترسل المذكرات إلى خطباء الجمعة تطالبهم بتوعية الناس لتمكينهم من التمييز بين الدين والبدع والضلالات . وإذا كان من حق أصحاب البدع والضلالات أن يمارسوا بدعهم وضلالاتهم دون رقابة بل بتزكيات وإشهار وإعلام رسمي، فما بال خطباء الجمعة لا يستفيدون من هذا الحق فيعرضون خطبهم ووعظهم كما يعرض أصحاب البدع والضلالات بضاعتهم ؟ إن الحريات العامة ومنها حرية الاعتقاد لا يمكن أن تكون على حساب الثوابت العقدية والمذهبية ، وهي محل إجماع الأمة. ولا يمكن أن تكون الأمة متناقضة في مواقفها تقر عقيدة ومذهبا معينين ، وفي نفس الوقت تسمح بما ينقضهما من بدع وضلالات . فلماذا تنطق البدع والضلالات في بلادنا ، وتسكت ـ سواء بفتح تاء المضارعة أو بضمها ـ منابر الجمعة ؟ وصدق من قال : أأسكت أنا لتتكلم أنت ؟ ، فمن أنت حتى أسكت أنا لتتكلم أنت ؟ والمصيبة أن يتكلم المبتدع والمروج للضلالات ،ويسكت حارس العقيدة والمذهب عن الكلام أو يمنع من ذلك.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. مغربي
    20/12/2010 at 13:06

    بسم الله كلامك على صواب يا استاذنا الكريم وفقك الله.

  2. المغربي الحر
    13/12/2011 at 22:56

    قال الكاتب
    وما معنى أن تحيى بعض المناسبات الدينية عن طريق بدع وضلالات كما هو حال مناسبة المولد النبوي الشريف

    اقول
    هل تعتقد ان الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف من الضلالات والبدع

    لا اعتقد انه بدعة اذا خلا من اي عمل يخل بالشرع. ولم يبغني ان المغاربة يقترفون الاثام اثناء احتفالهم بذكرى المناسبة الكريمة هذه

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *