Home»National»سبع صنائع والرزق ضائع

سبع صنائع والرزق ضائع

0
Shares
PinterestGoogle+

رحم الله من قال:
والعدل يبكي الجن لو سمعوا به ويستضحك الأموات لو نظروا
فسارق الزهر مذموم ومحتقر وسارق الحقل يدعى الباسل الخطر
انه قول جبران خليل جبران,الشاعر المفلق,والكاتب والرسام المبدع, ولعلي حين اقرآ هذين البيتين استخلص منهما الحكم الرائعة,حكما حول العدل, وحين أقول العدل فاني لا اقصد عدل المحاكم والقضاء بمعناه الشمولي,لكني اقصد عدل وزارة التربية الوطنية بين موظفيها ,هل فعلا تعطى المستحقات حسب ما يقدم الموظف من أعمال تخدم المنظومة التربوية,أم تعطى التعويضات حسب المراكز التي يشغلها الموظف مهما كانت أعماله؟

ولا باس أن اضرب مثلا من الواقع ,وأقيس هذا العدل بين مدير بالتعليم الابتدائي ومدير في الإعدادي أو الثانوي ,فإذا كان هؤلاء يقدمون للوزارة نفس العمل,ويزاولون نفس التسيير والتدبير, فلم تكون الفوارق في التعويضات؟ علما أن مدير الابتدائي يمارس عمله منفردا في جميع المجالات منها التربوي والإداري والمالي, بينما زميله في الأسلاك الأخرى يمارس عمله بمعية طاقم من المعيدين والحراس والمقتصدين؟أنا لا أقيس هذا القياس وابتغي من ورائه حسدا معاذ الله بل أقيسه لأجعل ذوي الأفكار النيرة والناكرين للذات,أمام فكرة قد يعتبرها البعض خاطئة وقد يعتبرها النبلاء صائبة فيحكمون هل فعلا هناك عدل ,أم هناك عدل يستضحك الأموات ويبكي الجن؟
لا أخوض في هذا القياس حتى لا أكون مبالغا بل أمر عليه مر الكرام,لكني سأعود إلى مدير مدرسة ابتدائية,هلا تساءل النبلاء عن الأعمال التي يقوم بها هذا الشخص في صمت؟

قد أجيب وأقول لمن لا يعلم أن مدير الابتدائي مقتصد ,ومؤطر تربوي,وساع للبريد,وباحث عن المشاريع,وشريك لكل الشرائح من المجتمع,وممثل للوزارة وطنيا والنيابة محليا ,ورغم ذلك فهو صامد خدمة للوطن,وينتظر من النبلاء طبعا أن يعترفوا له بجهده,ويشكروه على تعبه وعنائه,فان فعلوا فاني اعتقد جازما أنهم سيرون بعد شكرهم له دموعا في عينيه
وبسمة الكبرياء على شفتيه,لكن للأسف , هناك من يعزف على نغمات الحسد والتكبر على هذه الشريحة فيقول بلا خجل ولا حياء,إن المديرين بوقفتهم هاته ومطالبتهم ببعض الحقوق عبر جمعيتهم الوطنية ,قد طغوا وتجبروا رغم ما قدم لهم من تجهيزات كالحواسيب والهواتف النقالة والمكاتب الفاخرة والكراسي الدائرة وكأنها ملكه الخاص,, ونسي هؤلاء التعويضات التي ينهبونها هم من الوزارة بغير وجه حق,مقابل أعمال يقوم بها المدير في مجال واحد وأوحد.

لكن حين يطالب المدير في الابتدائي بتعويضات تساوي الأتعاب التي يقوم بها يصبح في نظر هؤلاء طاغيا متعنتا متمردا, بل هناك من يتبجح بمركزه ويجهر بقول اقل ما يقال عنه ,انه بدافع التكبر واحتقار الآخرين, فيقول إذا كان المدير غير مرتاح لما يقدم له من تعويضات وتجهيزات فعليه أن يطلب الإعفاء؟أي إعفاء يا ترى ؟ هل الوزارة ملك لهذا الصنف حتى يستعبد الناس؟هذه هي عبرة العدل التي استشفها من قول جبران ولنا عودة إلى عبر أخرى قد يستشفها القراء بلا عناء.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. كتابي محمد
    19/12/2010 at 01:10

    مقال على مقاس قول جبران وقول حيمري قرات مقالك بامعان مابين السطور ولعمري انه جامع مانع في حق قائد الاجيال والله لو عرف عامة الناس منزلة هذا الجندي المجهول لما بجلوه واثنوا على مهامه العشر او يزيد ضان هذا المدير لاينتظر لاجزاء ولاشكور فقط شيء من الاعتراف والتفاتة لما يسديه للمنظومة التربوية باخلاص ونكران الذات وتحمل قل نظيره لي عودة للموضوع قريبا حتى ذلك الحين احييك وفي خاطري شيء من حتى,,,,,,,,كتابي محمد

  2. مدير التعليم الابتدائي
    19/12/2010 at 01:10

    هنيئا لك صديقي على هذه المقالة التي لايمكن للنبلاء إلا وصفها بالموضوعية . وهنيئالجمعيتنا الوطنية والمناضلة على قيادة هذه المحطة النضالية حتى انتزاع مطالبها المشروعة .وهنيئا لكل مديرات ومديري التعليم الابتدائي الذين نفذوا هذه المعركة في صمت رهيب دون ضجيج حتى تبين للوزارة الوصية أن دور المدير يعد طلائعيا وحاسما ولا يمكن إطلاقا الاستغناء عليه . ولا نملك إلا الإشادة بموقف الوزارة التي تفهمت المهام الجسيمة الملقاة على عاتق المدير ،وعليه استجابت للمطالب المشروعة في جو تسوده الثقة والجدية . ولا يفوتني أن أنوه بموقف النقابات والفرقاء الاجتماعيين وكل من ساند ودعم هذه المعركة من قريب أو بعيد . أخيرا لاإعفاء بعد اليوم بالأساليب المزاجية ، والخزي والعار لمن ينوي الإساءة للمدير واحتقار دوره فهل من حياء بعد اليوم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  3. الاحمر امعمر
    19/12/2010 at 01:11

    الاخ علي كنا سمعتا باحداث منصب تائب مدير الابتدائي فهل تحفف هذا الوعد الصادر عن الوزارة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *