ليس الاحتفال بمناسبة الهجرة ببدعة إنما البدع في بعض أساليب الاحتفال

تعودنا من بعض إخواننا في الخليج العربي إصدار الفتاوى في كل مناسبة ، ومعظم الفتاوى تتعلق بالتحريم والتبديع تبعا لبعض المذاهب وخصوصياتها. وعند حلول كل سنة هجرية تتكرر فتوى تحريم الاحتفال بالسنة الهجرية. ومعلوم أن الاحتفال لغة هو المبالاة والاهتمام . فإذا كان المقصود بتحريم أو منع أو تبديع الاحتفال بمعنى المبالاة والاهتمام فالقضية فيها رأي لأنه من المفروض أن يبالي المسلمون ويهتموا بموعد حلول الهجرة لما في الهجرة من دروس وعبر . وأما إذا كان الأمر يتعلق بتحريم بعض أساليب الاحتفال التي انتقلت من أعياد اليهود والنصارى وغيرهم بحلول مناسبات التقويم السنوي عندهم من قبيل اقتناء مقتنيات هؤلاء من مأكولات ومشروبات وملبوسات وغير ذلك فالفتوى تصح وتثبت .
فالاحتفال بمناسبة الهجرة هو اهتمام بالحدث وليس ركوب الحدث وجعله فرصة استهلاك ولعب ولهو. فالفتاوى الخليجية صحيحة إذا ما تعلق الأمر باستغلال مناسبة الهجرة لتصير كرنفالا ، ولكنها لا تستقيم إذا ما اقتصر الأمر على استحضار الحدث والاستفادة منه واتخاذه عبرة. فالضرورة تقتضي أن يحتفل بالهجرة لأن كل سنة يوجد في المسلمين من يسمع بالهجرة أو يستوعبها لأول مرة . فالمسلمون ككل الناس عبارة عن أجيال متلاحقة يبلغ السابق اللاحق ، ويعلمه دينه وتاريخه ، لهذا لا يجوز تجاهل مناسبة الهجرة حتى لا تصير بعد مرور فترة زمنية في خبر كان كما يقال.
ومعلوم أن بعض الإجراءات لا مندوحة عنها من قبيل اعتبار رأس السنة الهجرية يوم عطلة رسمية من أجل لفت الأنظار إلى أهمية اليوم وأهمية الحدث. وربما جاز لفت أنظار الصغار إلى المناسبة بما يشعرهم بها قياسا على ما كان يفعل السلف الصالح مع الصغار يوم عاشوراء إذ كانوا يصومونهم ويصنعون لهم لعبا تلهيهم عن التفكير في الطعام ، ولم تكن اللعب تطلب لذاتها بل تستغل كوسيلة لغرض أسمى ، لهذا لا بأس بما يجعل الصغار يشعرون بمناسبة الهجرة دون أن يكون ذلك مقصودا لذاته بل مجرد وسيلة لغاية التعريف بالهجرة وبصاحبها عليه الصلاة والسلام .




Aucun commentaire