لا زال موقع وجدة سيتي منذ انطلاقه يكرر شعار ومبدأ التمييز بين المناقشة وبين التجريح ولكن مع الأسف الشديد لا زال كثير من الناس يخلط بين الأمرين . ولا يخلط بين الأمرين إلا من يثبت عجزه عن مناقشة القضايا التي تطرحها المواضيع المنشورة على هذا الموقع . لقد كان الموضوع المنشور هو قضية مطالبة بعض المفتشين التربويين في السلك الابتدائي بتوحيد إطارهم مع غيرهم من المفتشين سواء التربويين أو غير التربويين طمعا في المستحقات ليس غير وعن طريق ركوب نقابة المفتشين التي وجدت للدفاع عن كل المفتشين لا لتحقيق مصالح البعض على حساب غيرهم ولا لتوحيد فئات المفتشين تحت إطار واحد. وإذا ما كان هذا هو الموضوع ، وهذه هي القضية التي يجب أن تناقش فإن المفتش أحد المفتشين من السلك الابتدائي علق على مقالي الثاني في هذا الموضوع بما يلي من العبارات الجارحة  » وصفني بضيق الأفق ، وبالجهل بأخلاقيات العمل النقابي ، وبالتحامل الكبير على مفتشي التعليم الابتدائي ،وبالحقد الدفين ، وباللف والدوران ، وبالاندفاع وتحريض المندفعين من مفتشي التعليم الثانوي من أمثالي ، وبأنني عنصر مخرب ومدمر ، وبأن رحيلي عن النقابة فيه خير كثير ، ووسم مقالاتي بالسموم والسهام ، ووصفني بالتعالي والتكبر ، وبالطمع في الفلوس  » فهذا نموذج المناقشة عند السيد مفتش التعليم الابتدائي .

ولقد أحسن موقع وجدة سيتي إذ نشر تعليقه وإلا كان من الشاكين الباكين من حيف الموقع الذي لا ينشر التجريح . ما هكذا يا مفتش تورد الإبل ، ولا هكذا تناقش القضايا . عليك أولا أن تعرف الحدود بين المناقشة والتجريح. وعليك أن تكون كيسا وتراجع تجريحك لغيرك فعسى أن يكون بعض ما جرحتني به ينطبق عليك ، فالذي لا يميز بين المناقشة والتجريح أولى بصفة ضيق الأفق والجهل والتحامل والحقد الدفين والاندفاع . يا مفتش لقد كان دائما في انتمائي للنقابة خير لها ، وما كنت يوما مصدر شؤم كما زعمت وكنت من الأوائل الذين ساهموا في تأسيسها ، ومن المدافعين والغيورين الصادقين ، وما كنت يوما مرتزقا بها ولا طالب مصالح. وما كنت يوما متعاليا على فئة من فئات المفتشين بل كنت متعاليا على العقلية الانتهازية التي تسيء إلى سمعة الإطار بشكل من الأشكال ولا يصح التعالي بين منخرطين في جهاز نقابي واحد. وعندما أدين سلوك بعض المفتشين التربويين في التعليم الابتدائي فهذا لا يمس كل مفتشي هذا السلك بل أنا أقدر التقدير الكبير من عرفت منهم ، ومن عاشرتهم وهم أصحاب خصال حميدة ومواقف مشرفة وشجاعة . ولا يعني أيضا انتمائي لمفتشي التعليم الثانوي أن الجميع منزه عن الدنايا بل من هذا الصنف من وقف المواقف المخزية ضد زملائه وحاز المذمة ولا زال يذكر بسوء بين أقرانه. لقد دافعت عن وحدة صف النقابة من خلال التحذير من كل ما من شأنه أن يقوضها.

فالمطالبة بتوحيد إطار التفتيش بين كل الفئات مصدر اختلاف بين هذه الفئات وهذا من شأنه أن يشتت الصف لهذا حذرت منه ولا يجب أن يعتبر ذلك تحريضا أو تخريبا أو تدميرا أيها المفتش . لقد استفادت بعض فئات التفتيش ومنها فئتك من نضال غيرها من الفئات التي لم تستفد شيئا لهذا لا يحسن بك أن تصف من وقف إلى جانبك بأنه مندفع وضيق الأفق وجاهل ومتحامل ومخرب ومدمر وطامع . لم يكن في مقالي لا لف ولا دوران بل هي غيرة على النقابة . أما اللف والدوران فكان من الذين تحينوا الفرصة من المنتمين إلى فئتك لتمرير قضية خلافية مقوضة للنقابة . لست أنا الطامع في الفلوس يا حضرة المفتش بل بعض من هم قوم في فئتك من الذين يشغلهم هاجس التساوي في الإطار مع غيرهم طمعا في الفلوس ليس غير ، والطمع طاعون كما يقال . فعليك يا حضرة المفتش أن تتعلم مستقبلا أدب الحوار والمناقشة ، ولو جاريناك في تجريحك لقلنا فيك شعرا ونثرا يورثك غما طويلا ولكننا نربأ بأنفسنا عما لم تربأ به وجزاؤك عند ربك يوم العرض عليه.