أخبار الانتخابات في البلاد العربية تثير الغثيان

خلافا لكل بلاد العالم في مجال تنظيم الاستحقاقات الانتخابية تنفرد البلاد العربية بمهازل وفضائح انتخابية يندى لها الجبين. ففي حين تصور وسائل الإعلام العالمية في كل أرض الله العمليات الانتخابية بشكل طبيعي سواء أثناء التسجيل أو أثناء الحملات الانتخابية أو أثناء التصويت أو أثناء الفرز وإعلان النتائج أو أثناء قبول النتائج ، تجد وسائل إعلامنا العربية تنقل أطوار معارك حقيقية وليست معارك انتخابية معارك بقوات الشرطة وقوات مكافحة الشغب وعنف متبادل ، باتهامات واسعة النطاق بشيوع الرشاوى وشراء الذمم ، وأخبار عن الشغب الدامي، وعن الاعتقالات والمحاكمات والإقصاء المقصود للمرشحين ،والاستئصال على خلفيات حزبية ، والاتهامات في السير والأعراض ، والاتهامات المضادة ، وقوانين المنع الطارئة ضد بعض عبارات وشعارات الحملة الانتخابية وكأنها شعارات نازية أو فاشية إلى غير ذلك مما يطول وصفه من المخازي التي لا تخجل لا الحكام ولا الشعوب العربية أمام الرأي العام العالمي .
وبعد ظهور النتائج يبدأ المخاض العسير وتطول مدد الإعلان عن تشكيل البرلمانات والحكومات ، وتبدأ الصراعات من جديد بسبب التزوير والغش والتدليس ، وتبدأ الاعتقالات من جديد ، ويظهر الفريق الغالب منتهى الشدة والقسوة والصرامة ضد المنهزمين ، ولا وجود للإقرار بالهزائم في ثقافتنا على غرار ما يوجد في ثقافات الأمم الأخرى بل كل ما يوجد هو التخوين والتجريم المتبادل بين الفائز والخاسر. وتأتي النتائج خيالية للأحزاب الحاكمة أو الموالية للحكام تقارب المائة في المائة ، وقد بدأت نسب تسع وتسعين في المائة تخجل من الظهور في السنوات الأخيرة ، ونزلت إلى سقف دون ذلك ولكنه سقف لا زال مرتفعا جدا لا يعكس ما يسبق إعلان النتائج من اتهام وتجريم وتشكيك وطعن وتخوين بحيث يخيل لمن يتلقى خبر النتائج المبالغ في ارتفاعها أحد أمرين قد حصل : إما صدق الجهة الغالبة و إما عبث الأحداث السابقة لإعلان النتائج وعدم صحتها. فمن المفروض أن تسمى الاستحقاقات الانتخابية في العالم العربي استحقاقات الغرر أو مسرحيات العبث الانتخابي . ومع وعي الإنسان العربي بمهازل الانتخابات فلا زال لا يربأ بنفسه عن الترفع من الهبوط إلى هذه الدرجة من السخف المثير لسخرية الرأي العام العالمي من خلال اقتناء بطاقات التصويت ، ومن خلال الترشيح من أجل الحصول على مناصب النهب والسلب ، وتوفير المشروعية لأنظمة حكم نافقة .ولا توجد في أرض الله بلاد تعرف نتائج انتخاباتها أو استفتاءاتها يقينا لا تخمينا ما عدا البلاد العربية فعلى سبيل المثال عرف العالم نتائج استفتاء جنوب السودان قبل موعده ، وبدأ الحديث عن قيام قيامة الحرب بسبب النتيجة المحسومة مسبقا كما صرح أحد الرؤساء الأفارقة المستعد للمشاركة في القيامة كما شارك في قيامة الصومال من قبل ، وقيامة بلدان إفريقية أخرى لأنه مقاول حرب محنك يستجيره تجار الحرب العالميون لأن بلاده لا تتوفر على استثمارات ما عدا استثمار الجيش المرتزق. لقد مر دور بلدان عربية فيما يخص مهازل الانتخابات ولا زالت بلدان عربية أخرى تنتظر دورها وحتما ستستفيد من تجارب غيرها ، وستكون حتما الاستفادة في الاتجاه السلبي ، وهو توقع محسوم مسبقا وفي مستوى توقع النتائج الانتخابية المحسومة أيضا قبل الأوان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .




1 Comment
الشعوب العربية ستنهظ من المغرب لبغداد و ستصنع مستقبلها و ستكنس كل يد اثمة ساهمت في تخلفنا والله في عوننا سبحانه