Home»Régional»عندما تداس اخلاقيات الحوار

عندما تداس اخلاقيات الحوار

0
Shares
PinterestGoogle+

لا شك ان الحوار البناء له اخلاقيات وتقنيات .تحافظ على المودة والاخاء والتماسك بين الاطراف المتحاورة.لكن عندما تداس هذه الاخلاقيات وينقلب الحوار الى طعن ولعن وتصغير شان طرف لطرف اخر فانه لم يعد حوارا او دفاعا عن فكرة معينة بل اصبح في خانة التسفيه والنبش في مكامن الضغينة والحقد ومواطن العداء ان لم نقل قلة الحياء.
فما بال القارئ حين يقرأ مقالا ويجد صاحبه قد تجرد من هذه الاخلاقيات والتجأ الى الافتخار والاعتزاز بشواهده العليا.وقوله انها المعيار الحقيقي لكماله الفكري وأن الاطراف التي تحاوره لا يمكنها مجاراة افكاره ونبوغه لأنها حسب رأيه دون المستوى انطلاقا من شواهدها التي لا تضاهي شواهده.
ولا يسعني الا ان اجيب صاحب هذه الفكرة:اين انت من محمد شكري الذي ترجمت اعماله الى لغات لا تعد ولا تحصى؟اين انت من علي كرم الله وجهه الذي حير المفكرين بنهج البلاغة؟هل كانا يمتلكان شواهد عليا؟بالطبع لا ولكن ما سر نجاحهما الفكري والادبي؟انه سر واحد وأوحد.انه التواضع الذي يرفع صاحبه الى منزلة النبلاء والعظماء.
لقد علمنا التاريخ أن الرجال لا يقاسون بالشواهدولا بضخامة الابدان ولا بجاه ولا مال بل يقاسون بجودة الاعمال وحسن السيرة والافعال.
نحن من امة المصطفى عليه السلام,امة تقيس رجالاتها بالفضائل وحسن الشمائل ,وخصال التواضع والكياسة والايثار والعفو وحب الخير واحترام الاخرين.والتجرد من الانانية العمياء.فعليك بها يا صاح والا كنت كدب المرحوم احمد بوكماخ مغرورا بنفسه.
علي حيمري

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. دخيسي ع
    12/11/2010 at 11:24

    أزكي مقال الأستاذ بما يلي : يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر

  2. عبدالله عومو
    12/11/2010 at 11:24

    كلام في الصميم ولا يحتاج إلى تعليق.

  3. DRISS ACHOUR
    12/11/2010 at 13:27

    ما تفضلتم به أستاذنا الجليل في مقالكم تحت عنوان عندما تداس أخلاقيات الحوار هو رأي لايملك القارئ الموضوعي والمكتسب لأدبيات الحوار إلا احترامه طبعا .وإذا كنت لاأختلف معك في كون النبل والعظمة لا تصنعها الشواهد دائما العليا منها والدنيا ولكن ما ينبغي أن نعلم جميعا هو أن الأمر لا يعدو أن يندرج ضمن الاستثناء علما أن هذا الأخير لا يقاس عليه وفي هذا الباب لا شك أنك تعلم جيدا أن الجهل والمعرفة هما على طرفي نقيض وبالتالي فلا قياس مع وجود الفارق على حد تعبير علماء المنطق ، إلا أن الفكر الإنساني يحتفظ لمبدعين وفنانين بمجدهم وعبقريتهم رغم أنهم غير حاصلين على شواهد وعلى العكس هناك من الحاصلين عليها من ماتوا غرباء

  4. himri ali
    21/11/2010 at 00:31

    اشكر الاساتذة الافاضل على تعقيبهم على مقالي كل حسب منظوره وانني اتمنى من الاعماق الا اكون سفيها بمقالي هذا وان اكون ممن يكنون الحقد لاي كان او تسفيه ارائه او حسده لا بالعكس يبقى الصديق صديقا ويبقى الراي الاخر محترما واني بمقالي هذا اريد النصح لا اقل ولا اكثر وكيف لا وقد قيل الصديق مراة صديقه والانسان بطبعه خطاء ,
    اشكركم مرة اخرى املا الا اجرح مشاعر احد والا اسفه اراءه بل بالعكس اكون مغتبطا جدا حين يكون الحوار مبنيا على الاحترام والاعتراف بقدرات المحاور والله ولي التوفيق

  5. kettabi mohamed
    21/11/2010 at 00:31

    قرات مقال للا ستاذ الشاعر و الاديب على حيمري يحمل عنوان ادبيات و اخلاقيات الحوار غاية في الدقة والبيان كما يتميز بخاتمة فلسفية وجمالية كما تميز المقال بميزتين نادرتين بعد النظر ودقة الاحكام ان احترام الاخر ومقارعة الراي يتطلب من المحاور ان يدافع عن رايه شريطة احترام الاخر بمعنى ان تكون البنية الحجاجية مقنعة ودامغة ومن شروط الحوار كذلك التواضع والتمحيص وقراءة مابين السطور والتعليق يجب ان يكون حرا دون اللجوء الى تبخيس الراي الاخر اواحتقاره او الادعاء بامتلاك المعرفة لان الحكيم الفيلسوف سقراط قال في احدى محاوراته الفلسفية كلما اعرف انني لا اعرف شيئا وهذه قمة التواضع كما سئل ذات يوم الفيلسوف الرحوم الدكتور محمد عابد الجابري كيف يعيش فاجاب اعيش بالعلم ومن اجله وهو كذلك صاحب القولة الشهيرة خبز وزيتون ورحمة من رب العالمين وبكل صراحة هذه قمة التواضع لاحظوا معي كيف تكلم الهرم ان حياة الفرد تقاس بما تركه منميراث ادبي وفكري زعلمي زليس ا

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *