Home»International»وقفة مع كتاب : ـ هذا هو الكافي للكليني ـ للكاتب طه حامد الدليمي (الحلقة الثانية

وقفة مع كتاب : ـ هذا هو الكافي للكليني ـ للكاتب طه حامد الدليمي (الحلقة الثانية

0
Shares
PinterestGoogle+

كنت قد نشرت الحلقة الأولى من حلقات الوقفات مع كتاب الدكتور طه حامد الدليمي ، و ذكرت فيها أن الذي حملني على هذه الوقفات هو انخداع بعض أهل السنة البسطاء والسذج بالعقيدة الرافضية التي يموه عمائم السوء السود على فسادها بالتسويق لفكرة حب آل البيت بين العوام والرعاع ، وهي الشراك الذي يوقع بسطاء الناس في الانخداع. وفي هذه الوقفة سأستعرض ما تضمنه الكتاب في الفصل الثاني تحت عنوان :  » الولاية والإمامة والإمام  » ص33 . وقبل ذلك أذكر بأن من أركان عقيدة الرافضة ما يسمى الإمامة والولاية إذ لا تستقيم عقيدتهم دون هذا الركن فهم يؤمنون أن الله عز وجل خلق الكون من أجل الأئمة من أبناء علي والحسين رضي الله عنهما ، وما النبوة عندهم إلا مجرد تمهيد للإمامة والولاية ، وعندهم أن عمر النبوة والرسالة لم يتجاوز 23 سنة في حين أن عمر الإمامة والولاية مستمر إلى نهاية العالم . وعلى غرار ما جاء في الفصل الأول يحاول مؤلف الكتاب الإحالة على كتاب الكافي للكليني وهو عمدة الرافضة لبيان كيفية عبث وازدراء الكليني بكتاب الله عز وجل من خلال التعسف في تأويله التأويل الباطني المدسوس من أجل استغفال العوام البسطاء واستدراجهم إلى الاعتقاد الفاسد ذلك أن الرافضة يطرحون المعتقد الفاسد مستغلين حب الناس لآل البيت وركوب ذلك ثم البحث في كتاب الله عما يؤيد الافتراءات وبطريقة التأويلات الباطلة البعيدة التي لا تستقيم لا عقلا ولا منطقا ولا نقلا ولا سند لها في علوم القرآن وخاصة علم أسباب النزول ، وتبقى تأويلات الرافضة خاصة بهم لا يشاركهم فيها أحد من المسلمين .

ولو سمح لكل عقيدة فاسدة أن تنهج نهج الرافضة في تأويل كلام الله عز وجل لكانت النتيجة ما لا يحصى من التفاسير الباطلة ، ولوجد حتى الكفار والمشركون وأصحاب الكبائر ما يبرر كفرهم وشركهم وكبائرهم على طريقة تأويل وتفسير الرافضة . يروي مؤلف الكتاب أن الرافضي الكليني ذكر في الكافي الجزء الأول ص 392 عن أبي جعفر أنه نظر إلى الناس يطوفون حول الكعبة فقال : هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية ، إنما أمروا أن يطوفوا بها ثم ينفروا إلينا فيعلمونا ولايتهم ومودتهم ، ويعرضون علينا نصرهم ، ثم قرأ قول الله تعالى : (( فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم )) . ويعقب الكاتب إن الآية في كتاب الله عز وجل جاءت خبرا من الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام ودعائه وقد ترك ابنه الرضيع إسماعيل عليه السلام وأمه بمكان قفر وحيدين ، فما علاقة هذا الحدث بولاية أبي جعفر ؟ ولماذا التعريض بالحجيج في زمنه وهم مسلمون يؤدون مناسك الحج كما أمرهم الله تعالى وتشبيههم بحجيج الجاهلية الوثنيين إذا هم لم يقدموا الولاء لأبي جعفر ؟ ونبه الكاتب إلى طواف الرافضة عند قبر الحسين رضي الله عنه يوم عرفة مخالفة للمسلمين السنة كما تنص على ذلك العقيدة الفاسدة وهي محاولة لنسخ دين محمد صلى الله عليه وسلم بالعقيدة الرافضية الضالة .

وعلى نفس الشاكلة وبنفس أسلوب التعسف في التأويل المغرض لكتاب الله عز وجل يسوق الكاتب عن الكليني في الجزء الأول من كتاب الكافي ص 413 قوله : عن أبي عبد الله أنه قال : إن قول الله عز وجل: (( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال )) يعني ولاية أمير المؤمنين. وعنه أيضا في الجزء الأول من الكافي ص 217 أنه قال في قوله تعالى : (( فاذكروا آلاء الله)) أتدري ما آلاء الله ؟ قلت : لا ، قال : هي أعظم نعم الله على خلقه وهي ولايتنا . ويعقب الكاتب إن هذا الكلام يجعل ولاية أبي عبد الله أعظم من نعمة نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، مع أن سياق هذه الآية يتعلق بنبي الله هود عليه السلام قبل مولد أبي عبد الله بقرون طويلة . ويسرد الكاتب شواهد من الكافي في الجزء الأول الصفحات 220 ، 419 ، 422 ، 423 ، 417 الآيات القرآنية التي تم تأويلها التأويل المغرض من أجل إثبات الولاية وهي: (( وألو استقاموا على الطريقة )) ويقصد الكليني بها ولاية علي والأوصياء من بعده و: (( فأقم وجهك للدين حنيفا )) قال هي الولاية ، و: (( هنالك الولاية لله الحق )) قال هي ولاية أمر المؤمنين ، و: ((رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا)) قال يعني الولاية و : (( إنك على صراط مستقيم )) قال إنك على ولاية علي. فهذه الآيات من سورة الجن وسورة الروم وسورة الكهف وسورة نوح وسورة الزخرف مع اختلاف سياقاتها وارتباطها بأحداث ماضوية تسبق زمن علي بن أبي طالب بقرون فإنها صارت عند الكليني أحد منظري العقيدة الرافضية تخص علي والولاية. ويسوق الكاتب ما يدل على أن الولاية عند الرافضة أعظم من كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله حيث يذكر الكليني في الكافي الجزء الثاني ص18 قوله أن أبا جعفر قال : بني الإسلام على خمس : الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية . ولما سأله شخص يدعى زرارة : وأي شيء من ذلك أفضل ؟ قال: الولاية أفضل لأنها مفتاحهن . ويسوق الكاتب من الكافي الجزء الأول ص 321 قصة خاتم الولاية على غرار خاتم النبوة ذلك أن الحسن بن الجهم قال : كنت مع أبي الحسن جالسا فدعا بابنه وهو صغير فأجلسه في حجري فقال لي : جرده وانزع قميصه فنزعته فقال لي : انظر بين كتفيه فنظرت فإذا في أحد كتفيه شبيه بالخاتم داخل في اللحم ثم قال أترى ما هذا ؟ كان مثله في هذا الموضع مع أبي . وينتقل الكاتب بعد ذلك للحديث عن الإمامة التي يعتبر منكرها عند الرافضة كمنكر الألوهية والرسالة ذلك أن الكليني في الكافي الجزء الأول ص 181 يقول: عن أبي عبد الله قال : كان أمير المؤمنين إماما ثم كان الحسن إماما وعدد البقية ثم قال : ومن أنكر ذلك كان كمن أنكر معرفة الله تبارك وتعالى ومعرفة رسوله صلى الله عليه وسلم . وفي الكافي الجزء الأول ص 187 جاء ما يلي : عن أبي عبد الله قال : لا يسع الناس إلا معرفتنا ولا يعذر الناس بجهالتهم ، من عرفنا كان مؤمنا ومن أنكرنا كان كافرا ومن لم يعرفنا ولم ينكرنا كان ضالا حتى يرجع إلى الهدى.

ومن الغرائب بعد هذا الحكم أن الكليني يروي بأن آدم عليه السلام وبعض الأنبياء لم يقروا بالإمامة حيث جاء في الجزء الأول من الكافي ص416 عن أبي جعفر أنه قال : (( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما )) قال عهدنا إليه في محمد والأئمة من بعده فترك ولم يكن له عزم أنهم هكذا وإنما سمي أولو العزم لأنه عهد إليهم في محمد والأوصياء من بعده والمهدي وسيرته وأجمع عزمهم على أن ذلك كذلك والإقرار به . فبموجب الحكم السابق يكون آدم متهما عند الرافضة بالكفر تنزه نبي الله عما يقول السفهاء الرافضة . ويسوق مؤلف الكتاب حديث الكليني عن الإمام الذي يشبه النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في الكافي الجزء الثاني ص 8 عن أبي عبد الله قال : الأئمة بمنزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنهم ليسوا أنبياء ولا يحل لهم من النساء ما يحل للنبي صلى الله عليه وسلم فأما ما خلا ذلك فهم بمنزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم . ويسجل الكاتب الملاحظة التالية : هل الفرق بين النبي والإمام مجرد عدد الزيجات ؟ وأكثر من ذلك يزعم الكليني في الجزء الأول من الكافي ص176 أن أبا جعفر قال : النبي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك ، والرسول يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك ، قلت : الإمام ما منزلته؟ قال : يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين الملك ثم تلا هذه الآية المحرفة  » وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث )) وتتكرر هذه الآية المحرفة في الصفحة 270 من الجزء الأول من الكافي . ويزعم الكليني أن الحجة تقوم على الخلق بالإمام وذلك في الجزء الأول من الكافي ص 177 حيث جاء عن العبد الصالح وأبي عبد الله وأبي الحسن الرضا قالوا : إن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بإمام حتى يعرف وفي الحاشية « حي يعرف  » . ويسوق الكاتب بعد ذلك أوهام وخرافات الرافضة ومنها ما جاء في الكافي الجزء الأول ص 386 حيث جاء عن أبي عبد الله وهو يتحدث عن مولد الأوصياء قال : وإذا وقع من بطن أمه وقع واضعا يديه على الأرض رافعا رأسه إلى السماء فأما وضعه يديه على الأرض فإنه يقبض كل علم لله أنزله من السماء إلى الأرض فإذا قال ذلك أعطاه الله العلم الأول والعلم الآخر . ومن الترهات ما جاء في الكافي الجزء الأول ص 388 حيث جاء عن جميل بن دراج قال : روى غير واحد من أصحابنا ـ أي الرافضة ـ أنه قال : لا تتكلموا في الإمام فإن الإمام يسمع الكلام وهو في بطن أمه فإذا قام بالأمر رفع له في كل بلدة منار ينظر إلى أعمال العباد .

ومما جاء في الكافي الجزء الأول ص 222/223 عن أبي جعفر قال : إن الله جمع لمحمد صلى الله عليه وسلم سنن النبيين من آدم وهلم جرا إلى محمد صلى الله عليه وسلم قيل : وما تلك السنن ؟ قال : علم النبيين بأسره وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم صير ذلك كله عند أمير المؤمنين فقال رجل : يا ابن رسول الله فأمير المؤمنين أعلم أم بعض الأنبياء ؟ فقال : اسمعوا ما يقول إن الله يفتح مسامع من يشاء ، إني حدثته أن الله جمع لمحمد صلى الله عليه وسلم علم النبيين وأنه جمع ذلك كله عند أمير المؤمنين وهو يسألني أهو أعلم أم بعض النبيين ؟ . ومن الأساطير الواردة في الكافي الجزء الأول ص 261 أن أبا عبد الله قال : ورب الكعبة ورب البينة ثلاث مرات لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما ولأنبأتهما لما ليس في أيديهما لأن موسى والخضر أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة ، وقد ورثناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وراثة . ومن الترهات أيضا ما جاء في الكافي الجزء الأول ص 261 حيث جاء أن أبا عبد الله قال : الله أكرم وأرحم وأرأف بعباده من أن يفرض طاعة عبد على العباد ثم يحجب عنه خبر السماء صباحا مساءا . وفي نفس الصفحة جاء على لسان أبي عبد الله : إني لأعلم ما في السماوات وما في الأرض، وأعلم ما في الجنة وما في النار وأعلم ما كان وما يكون . ومما جاء في الكافي الجزء الأول ص 471 أن الإمام يعرف لغة الطير فقد جاء في هذه الصفحة أن محمد بن مسلم قال : كنت عند أبي جعفر يوما إذ وقع زوج ورشان ـ أي زوج من الحمام البري ـ على الحائط وهدلا هديلهما فرد أبو جعفر عليهما كلامهما ساعة ثم نهضا فلما طار على الحائط هدل الذكر على الأنثى ساعة ثم نهضا قلت : جعلت فداك ما هذا الطير ؟ قال : يا ابن مسلم كل شيء خلقه الله من طير وبهيمة أو شيء فيه روح فهو أسمع لنا وأطوع من ابن آدم إن هذا الورشان ظن بامرأته فحلفت له ما فعلت فقالت : ترضى بمحمد بن علي فرضيا بي فأخبرته أنه لها ظالم فصدقها . فهذا اختصاص سليمان عليه السلام الذي سأل الله تعالى ملكا لا ينبغي لأحد من بعده قد صار إلى الإمام والله لا يخلف وعده ولكن الرافضة قوم يفتون على الله الكذب ولا يستحيون حتى صار الورشان عندهم كالإنسان يتهم الذكر أنثاه وقد أحل الله تعالى للورشان ما لا يحل للإنسان .

ومن كذب الكليني ما جاء في الجزء الأول من الكافي ص 237 وهو كافي الكذابين أن أمير المؤمنين قال إن حمارا كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : بأبي وأمي أنت إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه كان مع نوح في السفينة فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال : يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم ، فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار . ويعقب الكاتب الدكتور طه الدليمي بقوله : حتى حمار الكليني كذاب إذ زعم أن جده الربع فقط كان في سفينة نوح . ومما ساقه الكاتب من فاسد المعتقد عند الكليني ما جاء في الكافي الجزء الأول ص 143/144 عن أبي عبد الله أنه قال في قول الله تعالى (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها )) نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتها . وهذا منتهى الشرك في عقيدة الرافضة . ويتناول الفصل الثاني من كتاب الدليمي خزعبلات الكليني من قبيل وصف الإمام بصفات الله تعالى في الجزء الأول من الكافي ص 201 ، ومن قبيل ادعاء خلق الأئمة من ذات الله تعالى الجزء الأول من الكافي ص 389 ، وأن الأئمة يلتقطون من زغب الملائكة المتناثر على الأرض الجزء الأول ص393 ومن قبيل إحياء الأئمة للموتى الجزء الأول ص 470 ، ومن قبيل حديث الأئمة في المهد الجزء الأول ص310 ومن قبيل ابتلاع الأرض لما يخرج من بطونهم مسكا إلى غير ذلك من السخافات التي لا يؤمن بها إلا المتخلفون عقليا من ضحايا عمائم السوء الذين يصلون إلى قلوب المتخلفين عقليا عن طريق ادعاء محبة آل البيت لتمرير الشرك الصراح . ومع كل ذلك يوجد من أهل السنة المغفلين من يؤمن أن الرافضة أهل إيمان ككل المؤمنين مع وجود الأدلة الدامغة على فساد عقيدتهم من الكافي المصدر المعتمد عندهم والذي لا يطعنون فيه .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *