Home»National»الحركة النقابية المغربية وأهم الدروس المستخلصة منها.

الحركة النقابية المغربية وأهم الدروس المستخلصة منها.

4
Shares
PinterestGoogle+

الحركة النقابية المغربية وأهم الدروس المستخلصة منها
. بونيف محمد

1 ـ تقديم
أصبح العمل النقابي هما من همومنا اليومية ولا يمر يوما من الأيام دون أن نقرأ في المنابر الإعلامية المكتوبة الورقية أو الإلكترونية شيئا عن هذا النشاط الإنساني الذي أصبح يمر في بلادنا بعنق الزجاجة نظرا للأزمات البنيوية التي أصبح يعيشها ، بسبب تخليه على مجموعة من القيم والمبادئ التي لا زالت حاجتنا إليها ماسة ومبررات وجودها قائمة ، وبسبب تفشي البيروقراطية والانتهازية وتشردم الطبقة العاملة التي اختلط عليها الحابل بالنابل لكثرة النقابات .
ومساهمة مني في إغناء النقاش حول هذا النشاط ، أقدم للجميع هذا الموضوع علنا نجد فيه مجموعة من القيم والدروس التي تنير حاضرنا النقابي ، وهو جد مختصر يلخص فقط أهم الأحداث التي أراها مناسبة ومفيدة، وسأتبعه بموضوع آخر حول قيم ومبادئ العمل النقابي والدروس التي افتقدناها ، بل لم يفتح عينه عليها جيل جديد من شغيلتنا وعمالنا .

2 ـ ماهو العمل النقابي ؟
العمل النقابي هو مجموعة من القيم المادية والمعنوية التي راكمتها الإنسانية بعد مخاض عسير وتضحيات جسام قدمتها الحركة العمالية العالمية في نضالاتها ضد جشع الأنظمة الرأسمالية ، هذه الأخيرة أيقنت في النهاية أن العمل النقابي يخلق نوعا من التوازن الاجتماعي وسلمت به واعترفت بمجموعة من الحقوق النقابية ، ويعد العمل النقابي أيضا شكلا من أشكال الصراع الطبقي (1) بحيث يفرض نوعا من إعادة توزيع الدخل ، وقد لعبت القيم النقابية التي تسلحت بها الطبقة العاملة العالمية وهي تدافع عن مكتسباتها دورا هاما في نشر السلم(2) ونبد الاستبداد ، وإرساء ترسانة هامة من التشريعات والاتفاقيات الوطنية والدولية كان لها الأثر العميق في تحسين أوضاع العمل والرقي بالطبقة العاملة .

3 ـ الحركة العمالية في المغرب .
أما عندنا في المغرب فلم تظهر الطبقة العاملة كطبقة لها موقعها في الإنتاج إلا بعد سنة 1912 حسب مجموعة من الدارسين(3) ، عندما بدأ الاستعمار في إحداث قطاعات عمومية لتوطيد نفوذه : مثل قطاع الصحة والتعليم والبريد ….ويعود تاريخ تكون تجمعات مهنية ببلادنا باختصار شديد إلى ماعرفته أوضاع فرنسا من تطورات بعد نهاية الحرب العالمية الأولى (1914ـ 1918) وما واكبها من تغيرات اقتصادية وقمع لإضرابات 1920 وصعود الكتلة اليمينية في فرنسا وانعكست هذه الأوضاع على الحركة العمالية في المغرب وأدت بسبب الضغط وتضافر مجموعة من الظروف إلى تحول التجمعات المهنية إلى ودا ديات مهنية سنة 1922 مثل ودادية التعليم الابتدائي ، الجمعية الودادية لبريد المغرب ، ودادية التعليم الثانوي ، … إلا أن الملفت للانتباه هو أن ودادية التعليم الابتدائي كانت هي الأقوى حيث كان المعلمون يعتبرون أنفسهم معلمو الطبقة العاملة والعاملون على تأطيرها وتكوينها ويعتبرون مكانهم معها ، وارتبط العمل النقابي بالوطنية .

وكان من نتائج فشل نضالات هذه الودادية رغم ما ذكر عنها : استخلاص دروس هامة أدت إلى الدفع بالعمل النقابي نحو الأمام ، كما كان لفوز تكتل اليسار بفرنسا في انتخابات ماي 1924 آثارا هامة وصلت إلى حد الاعتراف بالحق النقابي للمغاربة أي كانت بداية الإحساس بضرورة وحدة الطبقة العاملة لصيانة المكتسبات .
وتكونت لجنة عمل ضد حرب الريف في إطار C.G.T.U (4) بفرنسا وكان لها مناضلون في المغرب ، وكان للحزب الاشتراكي الفرع الفرنسي للأممية العالمية أنشطة مكتفة ، وتشكلت الفدرالية الاشتراكية للمغرب في فروعه الذي كان أولها بالرباط ، وقد أعطى الاشتراكيون والشيوعيون دفعة هامة للعمل النقابي بالمغرب (5) بحيث انصبوا على تكوين العمال من خلال عروض وندوات مستغلين كل المناسبات والفرص المتاحة وكانت فئة المعلمين كما ذكرت هي النواة الصلبة لتكوين العمل النقابي ، وفي أبريل 1926 تحولت ودادية التعليم الابتدائي إلى النقابة الوطنية لمعلمي ومعلمات فرنسا رغم منع الاستعمار للعمل النقابي بالنسبة للمغاربة واكتسبت خبرة هامة .

وبعد مجموعة من الأحداث التي كان لها الأثر البليغ في تطور الحركة العمالية ومعها العمل النقابي ، وبعد الهجوم والإجهاز على المكتسبات التي أحرزها العمال الفرنسيون بالمغرب ومعهم المغاربة خاصة بين سنتي 1926 و1929 تأكد بالملموس وبما لا يدع مجالا للشك للعمال الفرنسيين أنه لا بديل عن توحيد الطبقة العاملة لمواجهة التراجعات ،ومند مارس 1935 شرعوا في استقطاب العمال المغاربة الذين كانوا قليلي التنقيب لما تعرضوا له من منع إلى حدود 1933، كما طرح ومن قبل العمال الفرنسيين أيضا مطلب أجر متساو لعمل متساو أي المساواة بين العمال الفرنسيين والمغاربة في الأجر بالنسبة لنفس العمل .و تم إدراك أن وحدة الطبقة العاملة هي أكبر سلاح لمواجهة تصلب أرباب العمل وسلطات الاستعمار ، وقد كان لهذه الخطوة تأثير بليغ على الحركة الوطنية المتمثلة في كتلة العمل الوطني برأي العديد من المفكرين وبدأت بوادر التضامن مع العمال من طرف الأسر والتجار في الإضرابات تظهر.

وخلال المؤتمر التأسيسي للإتحاد الجهوي ل C.GT.. يومي 16 و17 /01/1937 تم تغيير اسم C.G.T. إلى C.G.T.U. أي اتحاد النقابات الكونفدرالية بالمغرب وبرز الطابع العمالي المحض وتم الاحتجاج على عدم الاعتراف للمغاربة بالحق في العمل النقابي أي تم إدراك قيمة الوحدة والتضامن في النهوض بالعمل النقابي .
إلا أن من بين ما أثر سلبا على العمل النقابي التناقض الذي كان بين الحركة الوطنية والعمال بسبب جدور الاولى الاجتماعية وخطها الإيديولوجي الذي جعلها تتجه نحو النضال السياسي وتتخلى عن العمل النقابي مما جعل مهام تأطير العمال تلقى على عاتق الحزب الشيوعي رغم هيمنة الفرنسيين عليه ، كما تجلى هذا التناقض في محاولة حزب الاستقلال بعد الإضرابات العنيفة لسنة 1948 إنشاء نقابة على أسس دينية إلا أنه فشل تحت ضغط قواعده و الواقع الموضوعي، وما وصل إليه اتحاد النقابات الكونفدرالية من شعبية بحيت وصل عدد منخرطيه إلى 30000 سنة 1945 ووصل عدد المغاربة في مكتبه إلى سبعة أعضاء من أصل عشرة خلال مؤتمره الرابع، ودعا في النهاية الحزب منخرطيه إلى الانضمام إليه وفتح نقاشا مع الحزب الشيوعي من أجل التنسيق في مجال العمل النقابي .

وفي مؤتمره الخامس سنة 1948 أنشأ الاتحاد الكونفدرالي للنقابات شعبة اقتصادية فضحت الأجور المتدنية للمغاربة التي لم تكن تسمح بتغطية حاجياتهم الأساسية ، كما فضح وندد بتوزيع الوحدات الإنتاجية حسب مناطق المغرب النافع والمغرب الغير النافع .
وفي يوليوز 1948 عرف المغرب موجة من الإضرابات مثل إضراب عمال باطن الأرض حيت دام إضراب عمال جرادة 23 يوما وكذلك عمال خريبكة وشلت الإضرابات الحركة الاقتصادية ، وعينت فرنسا الجنرال كوان كمقيم عام لقمع الإضرابات وتفكيك العمل النقابي الذي أصبح يهدد الاحتلال الفرنسي بسبب مغربته وتنامي دور الشيوعيين المغاربة داخله ،وتم حل نقابة المنجميين في جرادة وخريبكة وحلت فدرالية باطن الارض وحكم على بعض قادتها بالأشغال الشاقة مدى الحياة ، وتمت اعتقالات واسعة في صفوف النقابيين .
وشكل المؤتمر السادس لاتحاد النقابات الكونفدرالية محطة بارزة في تاريخ الحركة النقابية بالمغرب فقد أعلن عن قرار الاستقلال عن CGT والتحول إلى مركزية نقابية مغربية ، وتميز المؤتمر أيضا بانعقاده يومي 11و12 نوفمبر 1950 بدار النقابات تحت الرئاسة الشرفية لجميع ضحايا القمع وانتخب لجنة تنفيذية من 50 عضوا ومكتبا من تسعة أعضاء من بينهم ستة أعضاء مغاربة وهم: الطيب بن بوعزة كاتبا عاما ومامون العلوي أمين المال ومساعده ألبير عياش ،ومبارك علال ومحمد الحداوي والمحجوب بن الصديق وبهذا أصبح جليا إحكام سيطرة المغاربة على إ.ع.ن.ك.م C.GTU

ا ـ تأسيس الاتحاد المغربي للشغل:
في أواخر 1945 تم الأفراج على العمال وعلى معتقلي أحداث 1952 وتكونت لجنة تنظيم وتطوير الحركة النقابية الحرة بالمغرب ، ترأسها الطيب بن بوعزة.
وفي 20مارس 1955 تحقق أمل المغاربة في تأسيس نقابة مغربية مستقلة هي الاتحاد المغربي للشغل بالاتفاق مع الحركة العمالية وحركة المقاومة المسلحة ، وظهر التوجه الوحدوي للنقابة المغربية ونبدها للتعددية ، وبدأ الانسحاب من الاتحاد العام للنقابات الكونفدرالية والالتحاق بالنقابة الجديدة ودافع الاتحاد المغربي للشغل على إثر تأسيس القوات المسلحة الملكية على حق جيش التحرير في الاحتفاظ بأسلحته ومتابعة عملية التحرير الشامل والكامل لجميع المناطق المستعمرة ، ولعبت حركة المقاومة دورا أساسيا في ترسيخ الاتحاد المغربي للشغل ووصل عدد المنخرطين سنة 1959 إلى 650 ألف وشمل التنظيم النقابي كا القطاعات حتى ماسحي الأحذية وتم إنشاء الشبيبة العاملة وظهر المسرح العمالي وتزايدت الندوات التكوينية إنه العصر الذهبي للحركة النقابية وعل الرغم مما سبق كله لم تكن للاتحاد المغربي للشغل استراتيجية واضحة تؤثر على علاقة الإنتاج وأصبحت معتركا لصراعات سياسية بين تيارات المعارضة البورجوازية كما تم تشويه الاستقلالية بحيث تم غزل الطبقة العاملة عن التيارات التقدمية ، ولم بكن الاتحاد الوطني للقوات الشعبية عالما بظاهرة التبقرط النقابي وقادرا على قيادة الطبقة العاملة بل كان أقرب إلى مناقسة البيروقراطية النقابية وقيادة الاتحاد المغربي للشغل.واستطاع الجهاز البيروقراطي إزاحة التيار السياسي وعزل الطبقة العاملة التي أصبحت تقف موقف الحياد من الصراع الطبقي .

ب ـ الإصرار على الوحدة النقابية .
ونظرا للوعي بضرورة الوحدة النقابية تم اعتبار تأسيس الاتحاد العام للشغالين بالمغرب في مارس 1960 أول اختراق بورجوازي لصفوف الحركة النقابية ، كما اعتبر إقدام الخطيب زعيم الحركة الشعبية على تأسيس اتحاد نقابات العمال الأحرار سنة 1963، وإقدام رضى كديرة على تأسيس الاتحاد النقابي للقوى العمالية وكان كاتبا عاما للحزب الاشتراكي الديمقراطي ، وتأسيس الكونفدرالية الحرة للعمال المغاربة محاولات لتقسيم وتشتيت الطبقة العاملة .
وضل الاتحاد المغربي للشغل يهيمن رغم ذلك بحيث حصل على 1 ،72 من مناديب العمل سنة 1965 و2،65 سنة 1969 ولقد استطاعت الطبقة العاملة في منتصف الستينات تجاوز البيروقراطية وإفشال محاولات التقسيم .

وفي فاتح ماي 1964 رفع العمال المتظاهرون شعار التنديد بالتوجه الإصلاحي للقيادة النقابية وطالبوا بإطلاق صراح المعتقلين في موجة الإضرابات التي نفدت ابتداء من 1964 واستمرت إلى 23 مارس 1965 حيت تحولت إضرابات الطلبة إلى انتفاضة شعبية وأعلنت حالت الاستثناء وفي 7 ماي 1965، و تم اختطاف المهدي بن بركة في 29 أكتوبر 1965 ، وبعد صمت طويل ومريب دعا الاتحاد المغربي للشغل إلى إضراب عام لرفع حالت الاستثناء .
وفي النهاية تم الوصول إلى خلاصة وهي محدودية نضالات الاتحاد المغربي للشغل وإحكام البيروقراطية قبضتها عليه بعد فشل محاولات عدة للحفاظ على وحدنه ووحدة الطبقة العاملة وتطهيره من البيروقراطية .

ج ـ تأسيس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل
جاء هذا التأسيس كما أسلفت بعد محاولات عدة لإصلاح الاتحاد المغربي للشغل وذلك في 25 نوفمبر 1978 وكان في ذلك الوقت استجابة لحاجة العمال إلى أداة نقابية كفاحية تنسجم مع مطامح الطبقة العاملة في التحرر من كل أشكال الاستغلال ، كما جاءت كجواب على الانحطاط البيروقراطي والانتهازية النقابية ، وتكونت على أساس احترام الديمقراطية وتوسيع المبادرة القاعدية ، كما صرح العديد من مؤسسيها بعزمهم دمج النضال النقابي في استراتيجية تحويل اشتراكي للعلاقات الاجتماعية والاقتصادية،
وقد دشنت بالفعل ك. د.ش مرحلة كفاحية هامة أستعرضها من خلال المحطات التالية
في البداية انتقدت بشدة تعامل الاتحاد المغربي للشغل مع الباطرونا
في يناير 79 أضرب عمال المؤسسات الصناعية تضامنا مع عمال المكتب الوطني للكهرباء .

وفي 4 يناير 79 خاض 10000 سككي إضرابا لا محدود واستمر إلى غاية 19 يناير .
30 يناير 1979 ،عمال الدوكيرات خاضوا إضرابا لا محدود ا بميناء الدار البيضاء
فبراير 1979، 4000 عاملا بجرادة خاضوا إضرابا لمدة أسبوعين .
عمال مكتب الأبحاث والمساهما ت المعدنية خاضوا إضرابا لعدة أيام .

في أبريل 79 بعد إضرابات متقطعة خاض المدرسون إضرابا عاما لمدة 48ساعة وانضم الاتحاد العام للشغالين بالمغرب إلى بعض جمعيات الآباء ووقف ضد الإضراب وتم إغراق المؤسسات بالشرطة وكثرت الاعتقالات .
وبعد دعوة النظام لمجموعة من النقابات لتوقيف تمرد العمال في القطاع العمومي والخاص استجابت المركزيات الرجعية آنذاك ومنها بيروقراطية الاتحاد المغربي للشغل التي أوقفت إضراب مستخدمي الأبناك وأعلنوا مقاطعتهم ل.ك.د.ش التي دعت إلى إضراب عام في الصحة وذلك يوم 7 مارس وتم طرد حوالي 1600 عامل
تربعت ك.د.ش. على قمة الاحتجاجا ت وعلى إثر الزيادة في المواد الغذائية في 29 ماي 1981 دعت إلى التعبئة وتراجعت الحكومة ولبت طلبها.

وفي 6 يونيو 1981 انطلقت مظاهرات عنيفة قي الشرق: وجدة وبركان…. وقلصت الحكومة الزيادة إلى 50 بالمائة ودعت ك.د.ش.إلى إضراب عام في يونيو 81 تحول إلى مواجهات عنيفة في الدار البيضاء
تراجع كفاحية ك. د.ش ونضاليتها .
ياختصار شديد أصبح مآل كفاحية ك.د.ش معروف بحيت عرفت هي الأخرى تفشي البيروقراطية في أسوء صورها وهيمنة الاتحاد الاشتراكي المكشوفة عليها ، كما دخلت في اتفاقية غشت 96 وتراجعت على بعض مبادئها وقيمها التي التزمت بها عند التأسيس ، ولم تعد تؤمن بالصراع الطبقي واستبدلته بالتوافق والتراضي ، وأثبتت مجموعة من المعارك والأحداث محدودية نضالاتها ، منها النضالات التي خاضتها الطبقة العاملة بجرادة .ولعب دخول الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية للحكومة دورا هاما في ارباك الخط النضالي ل.ك.د.ش
وجاءت .فدش من رحم كدش وهي الأخرى لا تختلف حاليا عن سابقاتها في شيئ ، أي جاءت هي الأخرى كإجابة مشوهة عن الأوضاع

د ـ خلاصة : في ضل انهيار مجموعة من القيم النقابية والتي لا زالت الحاجة إليها قائمة وملحة ، وتساوي جميع النقابات الكبرى في بلادنا في تفشي البيروقراطية والانتهازية في صفوفها ، وفي تمييع النضلات الكبرى ذات البعد الوطني واقتصارها على الاستثمار السياسي لفائدة قئة تستغل مواقعها لإحراز مزيد من المكتسبات الخاصة والمحدودة .لم يعد من منافع للعمل النقابي سوى خدمة النضال المحلي بحيت أصبحت المبادرة على مستواه ممكنة ومشروطة بوجود مناضلين شرفاء محليا أكثر من ذي قبل
وشكرا

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. PROFESSEURE
    10/11/2010 at 12:57

    أين هي هذه النقابات من المذكرة 154 التي هي صفعة كبيرة للمنظومة التربوية و تحطيم القيم التي بناها أسلافنا فنحن لا نرى أي تواجد للنقابات

  2. سواري العروسي
    11/11/2010 at 18:33

    في البداية أشكر الأخ بونيف على طرح هدا الموضوع الهام للنقاش وأعتبر أن ما جاء به غاية في الأهمية وقليلا ما نجد في المغرب في الوقت الراهن من يكتب بقلم يدقق في المعرفةالنقابية وفي تاريخيتها، قلم يستعصي عليه الانغماس في حبر اديولوجية الزعيم الحزبي أو النقابي. وهدا ما تفتقده نخبنا النقابية والسياسية ويجعلها دوما خارج اللعبة.
    لقد عشنا في المغرب تجربة نقابية غنية بالدروس أفضت للأسف الى اقتناع جماهير العمال والموظفين والفلاحين بعدم جدوى الاستمرار بالنضال داخل نقابات تفتقد الى الشروط التنظيمية التي تضمن لها الدفاع عن حقوقها و تدفعا للتضحية من أجلها. بتعبير آخر، لم تكن تجربتنا النقابية ناجحة بالقدر الدي يجعلها مكسبا تاريخيا يدفع بالطبقة العاملة الى استثمار تجربتها وتوظيفها للتقليص من هيمنة رأس المال والبورجوازيةوكتابة التاريخ لأجلها.والنتيجة، انحصار بل اندحار الزخم النقابي وتفشي الطموح الانتهازي.
    في طل المآل النقابي الدي يعرفه الجميع، لا بد من السؤال حول الأسباب الداتيةالتي قد تكون أدت الى فشل الحركة النقابية المغربية في تحقيق أهدافها(1) وكدا الأسباب الخارجية لدلك وعن طبيعة التفكير النقابي الدي يمكن تصوره كبديل(2)؟
    ـ 1 أسباب الفشل الداتية
    أعتقد أن أسباب الفشل النقالبي في المغرب متعددة ومتنوعة. لكن، يمكن تحويرها في أسباب داتية وأسباب خارجية.

    ان الوقوف على الأسباب الداتية للنقابات والتي شكلت عوامل حاسمة في تراجعها كثيرة ومتعددة وتتطلب من النقابيين دراستها وترتيبها حسب درجة تأثيرها ولا أعتقد أن هدا العمل صعب الانجاز كما أنني لا أعتقد أن عملا لا يعتمد المعرفة التاريخية الدقيقة للعمل النقابي والسياسي في المغرب بقادر على مدنا بما يمكن الاستفادة منه في تجاوز الوضعية الحالية.
    في هدا المقال المتواضع، سنعمل على تركيز الاشارة الى بعض الأسباب وطرحها للنقاش بغرض الوصول مع أكبر عدد من المهتمين بالموضوع، الى ما يمكن الاتفاق عليه كعامل حاسم في تفسير الظاهرة النقابية بالمغرب.
    فمن بين الأسباب التي أعتقد أنها حاسمة هو غياب الرجال المتشبعين بفكر القيادة الجماعية.حيث أن نقاباتنا بقيادتها ومناضليهاـ المتنورة – غارقة في تنفيد أجندة الحزبي، وان لم يكن الزعيم دي عصبة سياسية، يكون العمل النقابي بزعامته ومناضليه منهمكا فيٍ تكريس مكانةالزعيم الدي لا بد من أن يكون هو الممثل البرلماني، أو المهيمن على مالية التنظيم، أو هو صاحب العقد والحل في كل المواقف.ففي جميع الأحوال،هناك استحواد على سلطة اتخاد القرار كيف ما كان هدا القرار.وهو يعني غياب فكر القيادة الجماعية وهي بشكل أو بآخر،حضور للأنانية وبالتالي حضور للطموح الفردي الانتهازي.ان المناضلين الشرفاء يلاحظون جيدا أن الخطاب النقابي يحاول دوما رفع شعار القواعد، فعندما تلتف من حوله الجماهير ويتقوى مده وتعترف السلطة بدلك بشكل غير مباشر، يحدث التفريط في الورقة التفاوضية الرابحة، فيقع التراجع والاحباط وسيادة عدم الثقة.

    ان تاريخ العمل النقابي في المغرب حافل بضياع الفرص التاريخية لتحقيق مشروعه ان كان له مشروعا بالفعل.
    هدا مااعتبرته سبباداتيا رئيسيا، وهدا يعني أن هناك أسباب ثانوية كالاختراقات وصراع التيارات في بعض النقابات وضعف في الالتزام عند المناضلين
    ـ2 الأسبابالخارجية
    كماهو حال تعدد الأسباب الداخلية وبروز احداها كعامل رئيس، هو الحال كدلك بالنسبة للأسباب الخارجية، ان تاريخ الحركة النقابية العالمية يسجل أنه مع سقوط النظام الشيوعي وصعود تيار الديمقراطية الرأسمالية الليبرالية والمتمثل سياسيا في اليمين الشعبوي، أصبحت النقابات العمالية سواء في أوربا أو في البلاد الأخرى، من ضمنها المغرب، تعاني من هينةرأس المال الدي لا يبحث عن غير احتكار كل شيء خاصة في دول العالم الثالث.أما في العالم دو التقاليد الرأسمالية فهناك على الأقل الاعتراف الى حد كبير بضرورة الانسجام مع أسس الليبرالية السياسية التي تعترف للفرد بحريته. لكن نتيجة تلك الهيمنة يصبح من الحتمي تراجع مجال التضامن الاجتماعي والحريات الفردية والجماعية(غوانتنامو نمودجا)، كما أن صدى الفكر السياسي لنهاية التاريخ تغلغل الى المقاولات ليحد من طموح العمال ويؤثر على كفاحهم ويرسم لهم آفاق محدودة.هدا باختصار شديد ما نعتبره عاملا خارجيا قد كان حاسما في تراجع الطموح والفعل النقابي في البلدان الأخرى وفي المغرب.ان هدا العامل أساسي ويمكن التوسع فيه أكثر. انني هنا أريد ابداء اشارات أولية فقط وانتظار ما يمكن أن يثيره هدا القول من ردود للفعل وحينداك نعمق النقاش أكثر.
    الى جانب هدا العامل يمكن أن ندكر من العوامل الخارجية الثانوية ما يتعلق بتراجع الحركة التقدمية بالوطن العربي والثورة الفلسطينية بالأساس وانعكاسات دلك على ما يمكن تسميته على غرار الأممية الاشتراكية بالتوجه النقابي العربي التقدمي الدي كان الى حد ما صمام آمان للنقابات العربية دات الاتجاه المماثل. من ناحية أخرى، يمكن وضع مسألة التماثل الاديلوجي والتنظيمي بنقابات لها مرجعيتها الاجتماعية والسياسية الخاصة بها في نفس الاطار الدي نتحدث فيه.
    ان هده العوامل الخارجية في نظري أقل أهمية من العوامل الداتية لأن الواقع أثبت ان هناك من استطاع الصمود ومواجهة هدا التوجه القديم الجديد لنظام اجتماعي يريد أن يسود في كل أرجاء العالم.

    خاتمة
    ان العمل النقابي في المغرب في تراجع مستمر.في مقابل دلك، ظلت النخب مستركنة وعاجزة على التفكير في وجود حلول لوضعية نقابتها. قد لا يكون دلك العجز الا كسلا انتجته دوائر اتخاد القرار النقابية نفسها، أو موقفا سلبيا يشي بعدم الرضى عن أساليب التسيير الأنانية.
    لقد ظهر للعيان أن فكرة نهاية التاريخ ليست الا أكدوبة لم تستطع أن تبقي العالم في غفلة مطلقة، وأن الانسان من طبعه طواق للحرية ورفض الاستغلال ومن ثمة فهو آت من جديد. فعلى هدا الأساس يصبح من المشروع التفكير في كيفية بعث نقابة تمثل الجميع، وهدا يجرنا الى التساؤل عن من تكون طليعة هدا التوجه ، وما هي الخطوات الأولى للسير فيه بثبات؟

    كان دوما محتدما بين

  3. SAMAOUI
    11/11/2010 at 18:33

    احيي الاخ صاحب المقال على هذا المجهود ، ولكننا بحاجة اكثر الى تحليل واقعنا النقابي كي نقف عند اهم الفجوات التي تميزه لان نقل تاريخ الحركة النقابية بشكل ميكانيكي من الكتب لا يخدم الشأن النقابي خاصة وان المراجع كثيرة وتتباين في رصد تاريخ تطور العمل النقابي بالمغرب وعموما شكرا على طبيعة الموضوع

  4. بونيف محمد
    12/11/2010 at 13:55

    تحية للجميع
    بداية أحيي الأخ الذي رمز إلى اسمه ب السموي على المساهمة . أخي تاريخ العمل النقابي برأيي بالإضافة إلى الجانب المعرفي يلقي الضوء على مجموعة من المشاكل والأعطاب التي يعاني منها حاضره ، فهو بالنسبة لنا إذا لم نقرأه قراءة ميكانيكية ، أي إذا لم نكتف بمنطوق الكلمات والنصوص ،كالمرآت بالنسبة للسائق لا يتسنى له السير قدما نحو الأمام دون النظر إلى الخلف من خلالها . فمن خلال بعض الوقائع والأحداث التاريخية للحركة النقابية ومن حمولتها الفكرية وقراءة ما وراء الكلمات يمكننا الخروج بمجموعة من الدروس التي تعتبر خطوات هامة نحو فهم حاضر العمل النقابي وفك رموزه .
    كما أنني نظرا لخصوبة موضوع العمل النقابي وشساعته أعتبر موضوعي هذا بداية للنقاش فقط أو محفزا له .
    وكمثال أشرح لك ما وراء تركيزي على ودادية التعليم الابتدائي ومزاوجة رجال التعليم بين المساهمة في الحركة التحررية والعمل النقابي ، وهو ما قصدت من خلاله الإشارة إلى تخلي رجل التعليم خاصة والمثقف عامة حاليا على دوره التاريخي الذي من المفروض أن يطلع به كمؤطر نقابي وسياسي ، وقد كاد أن يكون رسولا .

    كما أحيي الأخ سواري العروسي على مداخلته القيمة وأعتذر منه على هذا الرد الخاطف ولنا لقاء قريبا وشكرا .

  5. عبد الوهاب جرادة
    24/03/2015 at 00:34

    كل النقابات اعتادت التقاتل كالاكباش تلتهم الغداء على فتات السلطة واني احار لهم نهجا وانتماء وكل خطاباتهم الرنانة نتتهي بمجر الحصول على بعض الفضلات

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *