Home»International»الجمهورية الفرنسية ،الإضرابات ، إشكالية الديمقراطية و المهاجرون.

الجمهورية الفرنسية ،الإضرابات ، إشكالية الديمقراطية و المهاجرون.

0
Shares
PinterestGoogle+

شلت النقابات الفرنسية قطاعات كبيرة و واسعة من النسيج الإقتصادي الفرنسي،و كبدته خسائر فادحة قدرته بعض الأوساط بحوالي 200 إلى 400 مليون يورو كل يوم،و التي تكون قد تجاوزت إلى حدود 27 أكتوبر 2010 حوالي 04 ملايير أورو،و ذلك نتيجة قانون إصلاح المعاشات التي تقدمت به حكومة فرانسوا أوفيون اليمينية إلى مجلس الشيوخ،و الذي يكون قد صوت عليه عشية هذا اليوم(27 أكتوبر 2010).و قد تم ضرب الإقتصاد الفرنسي من خلال محاصرة مصافي النفط التي تعتبر شريانه و قلبه النابض، الشيء الذي أدى إلى هبوط مستوى شعبية الرئيس الفرنسي إلى أدنى مستوياتها،بحيث وصلت إلى 30./. و ذلك على بعد سنتين من الإنتخابات الرئاسية التي سيشهدها « الإكزاكون » خلال سنة 2012.
هكذا احتلت  النقابات الشارع الفرنسي،مدعومة من اليسار  بكل تلاوينه،من الحزب الإشتراكي،إلى العصبة الثورية و الحزب الشيوعي….إلخ، اليسار الذي يروم توجيه الضربة القاضية إلى نيكولا ساركوزي. هذا الأخير ،المقرب من المنظومة الأنكلوساكسونية ،الذي عبر أكثر من مرة،عن نيته تغيير فرنسا،و جعلها أكثر قربا من خلال طريقة خلق الثروات،و نمط العيش الأمريكيين،رافعا شعار  » عمل أكثر،و مداخيل أكثر ». و يتهم ساركوزي من طرف معارضيه ، بأنه يستحوذ على وسائل الإعلام و يقود فرنسا إلى الهاوية.
و يطرح هذا الإضراب إشكالية بنيوية في عمق الجمهورية اليعقوبية الخامسة،من منطلقين أساسيين،الأول المتعلق بالديمقراطية التمثيلية بحيث أن الإتحاد من أجل الجمهورية  اليميني يمتلك أغلبية داخل مجلس الشيوخ،و بالتالي من حقه تمرير هذا القانون،و المنطلق الثاني المتعلق بالإحتجاجات الشعبية التي تجاوزت 03 ملايين،و على الحكومة الخضوع لمطالبها. و لهذا تعيش الديمقراطية الفرنسية أتعس لحظاتها،و تذكر بما عاشته إبان ثورة ماي 1968 عندما تمرد  جيل كبير من الشباب الفرنسي على الأوضاع السائدة.
و تزداد الأمور استفحالا نتيجة تداعيات  الأزمة الإقتصادية العالمية و إسقاطاتها على مستوى عيش المواطن الفرنسي،مما ولد ردود فعل عنيفة تجاه المهاجرين و تحميلهم مسؤولية تبعات الأزمة،وظهور بوادر  نوع من الإسلاموفوبيا،و طفا على السطح مفهوم الهوية،وإشكالية الإندماج.فظهور جيل رابع من المهاجرين ذوي الأصول المغاربية، لا يعرف إلا لغة موليير،و يدافع عن القضية الفلسطينية،يفسره الفرنسيون- و قسم كبير من الأوروبيين- بعدم الإندماج،مما يبين انتقائية و انتهازية الغربيين. ففي ايام الرخاء يعتبرونهم ايادي عاملة تساهم في بناء اقتصاداتهم المحلية،و في الأيام العصيبة يتنكرون لهم. و تلك شيزوفرينيا الغرب في أبهى حللها !!!!!!!!

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *