ألا يخشى الذين يتابعون الولايات المتحدة في خططها الأمنية الوقوع في فضائحها المخزية؟

ما كادت الولايات المتحدة الأمريكية تعلن ما سمته حربها على الإرهاب بعد مسرحية الحادي عشر من شتنبر حتى تهافتت العديد من دول العالم الضعيفة على متابعتها في حربها المزعومة لأن مجرم الحرب بوش جعل العالم أمام الأمر الواقع بقولته المشهورة : » من ليس معنا فهو ضدنا » علما بأنه كان بالإمكان الخيار الثالث وهو لا معه ولا ضده . وبين عشية وضحاها صار لكل دولة ضعيفة شماعة على مقاس أحداث الحادي عشر من شتنبر من أجل متابعة من تشاء ومتى تشاء بتهمة العصر الخطيرة والحالقة وهي تهمة ملاحقة الإرهاب. وبعد احتلال الولايات المتحدة وحلفائها للعراق وتحقيق المصالح الاقتصادية والاستراتيجية المخطط لها سلفا وبدقة انكشفت المسرحية الهزلية وسقط القناع ولم يعد في الأمر أسلحة دمار شامل ولا إرهاب ولا هم يحزنون بل الأمر شيء آخر كما كشفت دوائر من الولايات المتحدة ، وشهد شاهد من أهلها أن القضية مجرد دخان أزرق .
ولقد جاءت الفضيحة التي كشف عنها موقع ويكيليكس لتحرج كل من نحا نحو الولايات المتحدة فيما يسمى الحرب على الإرهاب . لقد كانت الولايات المتحدة ومن ركبتهم في العراق هم الإرهاب الرسمي المنظم فآلاف الوثائق والشهادات تؤكد للعالم أن الولايات المتحدة اختلقت الإرهاب لتبرير ممارستها له بشكل رسمي ومشرعن . فهل تورط الذين تابعوا الولايات المتحدة فيما سمته حربا على الإرهاب ؟ في فضائح ممارسة الإرهاب الرسمي ضد من كان يعارضهم ، أم أنهم كانوا مطايا ركبتها الولايات المتحدة لتبرير ممارسة إرهابها على من يعارض سياستها ، أم أنهم كانوا هم أول ضحايا إرهاب الولايات المتحدة حيث خضعوا للتهديد وللابتزاز إن هم لم ينخرطوا في مسرحية محاربة الإرهاب الهزلية ؟. ماذا سيقول هؤلاء ؟ وقد تعمدت الولايات المتحدة الكشف عن فضائح ومخازي جرائم الحرب في العراق وفي أفغانستان ، وهي فضائح لم يكن بوسع المحتل الأمريكي التستر عليها بعدما صارت معلومة لدى الرأي العام العالمي. و هل ستكشف الولايات المتحدة عن من شارك بدور من أدوار مسرحية محاربة الإرهاب في كل أنحاء العالم ، وتتسبب في إحراج المشاركين في المسرحية الهزلية ؟ هذا ما ينتظر في مستقبل الأيام ، ذلك أن الدوافع التي جعلت الولايات المتحدة تكشف عن أسرار جرائم الإبادة في العراق وأفغانستان وكان بإمكانها أن تمنع ظهورها وهي التي عهدنا حرصها على السهر على أمنها القومي مهما كان نوع التهديد الذي يهدده ولو كان إعلاميا هي دوافع يمكن أن تتكرر بشكل من الأشكال إذا اقتضتها المصلحة الأمريكية .
وإذا حان وقت هذه الدوافع فمن المنتظر أن تضحي الولايات المتحدة بمن حالفها وشاركها في جرائمها في كل أنحاء العالم ، وفي هذا ما يدعو الدول الضعيفة التي تساير الولايات المتحدة في سياساتها المتهورة إلى مراجعة مواقفها تجنبا للتورط في مخازي مثل تلك التي ألحقت العار بالمحتل الأمريكي وبمن سانده من العراقيين والأفغان الذين ساهموا في إخضاع بلادهم للاحتلال. وإذا ما تقبل الرأي العام العالمي الجرائم المخزية للمحتل الأمريكي وأعوانه، واعتبرها واقعا مقبولا ومستساغا ولا يتطلب فتح تحقيقات ومتابعات ومحاكمات فهل هذا يعني إضفاء الشرعية على مثل هذه الجرائم وتسويقها عالميا ليعود العالم بعد التطور الحضاري الهائل إلى العهود البائدة التي طفح كيلها بالمخازي المسجلة تاريخيا . فلا بد من أن تتعالى الأصوات في العالم من أجل إدانة المخازي التي كشف عنها موقع ويكيليكس والمطالبة بفتح التحقيقات الدولية والمتابعات والمحاكمات . فعلى محكمة الجنايات الدولية ومحاكم جرائم الحرب ضد الإنسانية أن تتحمل مسؤوليتها كاملة وأن تتحرك بأسرع وقت ممكن ، فقد تكشف التحقيقات عن أسرار غير متوقعة من قبيل تورط صناع القرار الأمريكي في أحداث الحادي عشر من شتنبر مباشرة عن طريق أجهزة مخابراتهم العتيدة التي لا يفلت منها البعوض بله أجسام في حجم الطائرات .
إن محكمة الجنايات الدولية التي تطالب برأس الرئيس السوداني فيما يسمى جرائم دارفور مطالبة بطلب رأس الرئيس بوش وأعوانه في جرائم العراق وأفغانستان علما بأن وثائقها جاهزة لا تحتاج إلى بحث وتنقيب . لقد تعلم العالم من دولة الكيان الصهيوني عدم متابعة جنايات الدول المجرمة لهذا يتم الحديث عن وثائق ويكيليكس وكأنها مجرد حكايات أفلام الكارطون التي تسوق لأجل تسلية الأطفال . بالأمس مر رئيس وزراء الكيان الصهيوني للثناء على الفرقة العسكرية الإجرامية التي ارتكبت الجريمة الشنعاء ضد قافلة الحرية إلى غزة للرد على انتقادات الأفعى المعارضة له سيبي ليفني التي أنكرت عليه سياسته التي جعلت الكيان الإسرائيلي يتضرر من جراء السماح بتسيير قوافل كسر حصار غزة لأن الأفعى تريد الموت لأهلنا في قطاع غزة بشكل أبشع مما ينهجه المجرم نتنياهو. وأخيرا أتساءل من سيخلق هذا العالم الذي فسدت قيمه وصار المفسدون سادة يقودونه بدناءة تشهد عليها جرائمهم ضد الإنسانية جهارا نهارا دون حساب أو عقاب أو متابعة ؟؟؟




1 Comment
بن لادن له ولها ولهم بالمرصاد لا تياس الفرج ات ات ولا يتسع الام الا اذا ضاق