قبورنا وقبورهم /مقبرة الشهداء بواد الناشف نموذجا

رافقت صديقي (الزماكري) مصطفى البزازي الى مقبرة الشهداء بواد الناشف لتشييع جنازة إحدى الأخوات إلى مثواها الأخير
فتفاجأ بالوضعية المزرية التي تعيشها هذه المقبرة حاليا ، والمتمثلة في انتشار الأوساخ والنباتات الشوكية وكذا وضعية القبور التي يندى لها الجبين حيث مازال العديد منها مكشوفة للعيان جراء الفيضانات التي طالتها في أكتوبر 2008 و الكثير منها محيت معالمها وسويت بالارض. فطفق هذا المهاجر يندب حظه متسائلا بنوع من السخرية اهذه قبوركم؟ ومجيبا في ذات الوقت قبورنا /يقصد قبور النصارى/ليست على شاكلتكم بل هي حدائق غراء ذات بهجة تسر الزائرين تحضى بعناية فائقة من لدن المسيحيين.. محاطة باسوارعالية، أبوابها من حديد عليها حراس مداومين، ما يعطي الفكرة عن وجود هالة تقديس حرمة الذات البشرية المتوفاة لما تستدعيه معاملتها من احترام وأجرأة لعمليات الصيانة والتشذيب للنباتات و الاشجار وصباغة المحيط وتنظيم أوقات الزيارات.. في حين يمنع الغرباء من الاقتراب….
التعامل بهذه الطرق الانسانية بمدافن النصارى يحفظ للراقدين « راحتهم »، عكس مقابر المسلمين التي يفترض أن تكون أكثر تحصينا وأرقى تدبيرا عن باقي المقابر، فلماذا لا نكرم موتانا بالشكل الذي يليق بهم ووفق تعاليم ديننا الحنيف؟ايها المسؤولون لست هنا بصدد مقارنة قبور المسلمين بمدافن النصارى فشتانا بين أقفال الحب التي تعلق على جسور نهر السين كدليل على الحب والإخلاص فيه، والأقفال التي تعلق على الأضرحة قصد الشر والأذية. …انما بيت القصيد هوما تعرفه هذه المقبرة من اكتظاظ كبير على غرار مدارسنا جعلها غير قادرة على استيعاب المزيد من الموتى.. كان الامر يوحي بعدم وجود بقع أرضية لبناء مقابر جديدة لدفن الموتى بهذه المدينة …………………….
غرضنا من هذا المقال هو تحسيس مجموعة من الفعاليات و الجهات الوصية و المؤسسات الرسمية بوضعية هذه المقبرة التي لم تعد كافية لتلبية حاجيات الساكنة لدفن موتاهم حيث يضطر الاحياء لنبش قبور قديمة لدفن موتاهم الجدد ونطالبهم بتسريع فتح المقبرة الجديدة الكائنة بطريق جرادة للدفن وتشييع الجنائز بما يتماشى وحرمتها..
ان من الاستهانة بالقبور وعدم احترامها نبشها و المرور عليها والمشيعون لجنائزهم بمقبرة الشهداء يضطرون للمرور فوق القبور حاملين على أكتافهم نعوش موتاهم بسبب الاكتضاض وفي ذلك نوعا من الاذاية للأموات ورسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا لاحترام قبور موتانا ويحذرنا من التعرض لها بشيء من الأذى فعن عمرو بن حزم قال :(( رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا على قبر فقال لا تؤذ صاحب هذا القبر )) أو (( لا تؤذه )) رواه أحمد اذا كان قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي والتحذير عما هو أقل من هذا كالاتكاء على القبر ونحوه فما بالك بالتخطي و الدوس بالأقدام ونبش جنباته و الحفر في الممرات الفاصلة بين القبور لتلتصق بعضها ببعض…اذا كان رسول الله يوصينا بزيارة القبور لكونها تذكرنا بالموت وبأهوال الآخرة فزوار مقبرة الشهداء بواد الناشف تذكرهم الزيارة باستهتار المسؤولين بموتاهم فتجدهم اما يحوقلون او يعبرون عن استنكارهم المرفوق بالتسخط على المعنيين بالامر بشتى الادعية..
رد الاعتبار لكرامة الميت وحقه في التنعم بقبر يليق بمقامه مسؤولية الجميع كلّ ضمن نطاق اختصاصه..واذا كان غير ذلك
فلنتعلم من نموذج مقابر النصارى التي تصون حرمة الميت وتقدر روحه الانسانية وتجعل قبره مزارا لذويه وكانه مايزال حيا بينهم. ايها المسؤولون اذا كان الميت في حياة البرزخ يندب حظه في ايجاد قبر يليق بقدسيته وهيبته فما بال الاحياء بين ظهرانيكم الذين يحلمون بسكن او بالاحري قبر الدنيا يليق بكرامتهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟




2 Comments
c’est vraiment triste qu’il n,ya pas de réspéct ni pour les morts ni pour les étres vivants.Est ce que les résponsables peuvent répondre?
معك كل الحق يا أخي حرام ان نرى مقابرنا هكدا و لا يمكن مقارنتها بمقابر غير المسلمين و لكن العيب في المسؤولين عليها حيث يتم دفن الموفى في كل نمكان دون مراعات سنة الوفاة و هدا ما جعل المقابر غير منظمة