Home»International»الانفصال والطائفية سلاحان لتفكيك الوطن العربي والإسلامي

الانفصال والطائفية سلاحان لتفكيك الوطن العربي والإسلامي

0
Shares
PinterestGoogle+

لا زالت كتب التاريخ العربي والإسلامي الحديث تذكر بمرارة عملية تفتيت الوطن العربي والإسلامي إلى دويلات خلال الحركات الاستعمارية في القرن التاسع عشر. ومع انطلاق الحركات الاستعمارية في القرن الواحد والعشرين عاد سيناريو التفتيت من جديد حيث نفخ المحتل الغربي للأرض العربية والإسلامية في مقولاتي الانفصال والطائفية. فبالأمس ترأس الرئيس الأمريكي لقاء في نيويورك من أجل التمهيد لتفتيت السودان. وموازاة مع عملية تشجيع تفتيت السودان يشجع المحتل الأمريكي في العراق على تسييس الطائفية هناك علما بأن الطائفية هي وسيلة الانفصال ذلك أن دعاة الانفصال في جنوب السودان إنما شجعهم على ذلك أنهم من طائفة صليبية ، فوجد الأمريكيون والأوروبيون الذريعة جاهزة لتشجيعهم على الانفصال ، وذلك ما يراد وراء تسييس الطائفية في العراق خصوصا وقد وجد المحتل الأمريكي في الطائفية هناك مركبا ذلولا لغزو البلاد ، وقد كانت حصنا منيعا يوم كانت بها دولة ذات كيان سياسي فوق الطائفية أو كيان يحتوي كل الطائفيات .

والمحتل الأمريكي والغربي يستعمل التفتيت الانفصالي والطائفي كسلاح معنوي مواز للسلاح المادي لأنه يدرك أن السلاح المادي لا يحقق له النتائج المرجوة مع وجود الاستعداد الدائم للمقاومة في عمق الشعوب العربية والإسلامية لهذا فهو يلجأ إلى ما يسمى الطابور الخامس الذي هو في الأساس طابور طائفي وانفصالي لتحقيق أطماعه التوسعية . لقد بدا مواطنو السودان الجنوبيون متحمسون للانفصال وقد أصابهم سعار الانفصال دون أن يقدروا المجازفة الخطيرة التي هم مقبلون عليها . إنهم يعتقدون أن رفاهيتهم وأمنهم وسلامهم يكمن في الانفصال عن الوطن الأم وهم واهمون في ذلك لأنهم سيدمرون أنفسهم ويدمرون غيرهم بتفتيت الوطن الواحد إلى بقع سهلة الابتلاع . لقد ظن الانفصاليون المغفلون أن من يؤيد انفصالهم يريد بهم خيرا . ولو فكروا قليلا لوجدوا أن من يشجعهم على الانفصال لا يؤمن بالانفصال في أقطاره كما يؤمن به في أقطار غيره.

لقد فتتت الأيديولوجيا ألمانيا إلى شرق وغرب ، ولم يغمض للغرب جفن حتى ضم الشرق إلى الغرب بعد خفوت نار الأيديولوجيا . ولو كان الانفصال لصالح ألمانيا لما عمل الغرب كل ما في وسعه من أجل وحدتها. والغرب يقف ضد كل مظاهر الانفصال الجغرافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في أقطاره ، فهو عبارة عن كيان واحد بالرغم من الحدود الجغرافية بين أوروبا وأمريكا الشمالية. فقوات إيساف في أفغانستان أو قوات النيتو أو القوات الأطلسية هي عبارة عن وحدة عسكرية تقاتل بموجبها القوات الغربية المتعددة الجنسيات إلى جانب بعضها البعض ضد من تعتبرهم عدوا واحدا. واليورو مع الجنيه والدولار عبارة عن وحدة اقتصادية تواجه كل اقتصاد في العالم ، والنهج العلماني في الغرب بمفهومه الواسع عبارة عن وحدة سياسية تواجه كل سياسات العالم ، والعقيدة الصليبية الصهيونية عبارة عن وحدة دينية تواجه كل ديانات العالم ، والثقافة الغربية بكل مظاهرها عبارة عن وحدة ثقافية تواجه كل ثقافات العالم. ومقابل كل هذه التكتلات يحاول الغرب التسويق لكل أنواع الانفصال والطائفية خصوصا في العالم العربي والإسلامي من أجل ضمان وحدته ووجوده على أنقاض عالم عربي وإسلامي . ولست أدري ماذا كان سيحدث لو اجتمع العرب والمسلمون في مكان ما كما جمع أوباما من جمع في نيويورك من أجل تفتيت السودان لمناقشة تفتيت بلد غربي كإسبانيا مثلا حيث يطالب الباسك بالانفصال ؟ فلماذا يقف الغرب جميعا ضد حركة انفصال الباسك في إسبانيا وفي المقابل يشجع الغرب كل حركات الانفصال في العالم العربي والإسلامي ، وكل النعرات الطائفية ؟ إن الغرب يعج بالطائفيات ولكنه لا ينفخ فيها كما ينفخ في طائفيات البلاد العربية والإسلامية .

لا زلنا نتذكر الصراع الطائفي في أيرلندا بين الكاثوليك والبروتستانت ، ولم يهدأ للغرب بال حتى استأصل شأفة هذه الطائفية .إن الغرب يشجع الانفصاليين من خلال النفخ في الطائفيات داخل البلاد العربية والإسلامية ، وهو يوفر الحماية والدعم لكل صوت طائفي وانفصالي ، مقابل مواجهة كل صوت يدعو إلى الوحدة ، بل يرى في أصوات الوحدة العدو الذي يهدد مصالحه السياسية والاقتصادية. والغريب أن يعقد أوباما لقاء تفتيت السودان دون أن يتداعى الجسم العربي والإسلامي بالسهر والحمى كما يفترض فيه أو كما يجب وفق عقيدتنا وثقافتنا . فبعد انفصال جنوب السودان سيأتي الحديث عن انفصال إقليم دارفور ، وسيأتي الحديث عن انفصال جنوب وشمال العراق ،وجنوب اليمن ، وجنوب المغرب ، وربما شمال مصر وشمال الجزائر ، وشرق السعودية وضفة فلسطين ، وقطاعها وكل اتجاه في رقعة الوطن العربي والإسلامي يجد لها الغرب ذريعة لتفتيتها تحت شعار الطائفيات المقيتة . فمتى ستعي لأمة العربية والإسلامية خطورة سلاحي التفتيت الانفصال والطائفية ؟؟؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. بينيونس ف.
    02/10/2010 at 00:34

    تقول ان مدخل الطائفية باب من اجل زرع الفرقة و تكتب عن الرافضة تحرض ضدهم غيرهم من الطوائف
    يا ناس إن الغرب يدرك نقط ضعفنا و لهذا فهو يساعدنا على ان نفرق بعضنا البعض و لا يحتاج هو ليفعل بنا ذلك

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *