الأنترنيت …. التغيرات الإجتماعية و الحب الافتراضي.

الأنترنيت/Internet اسم مركب من كلمتين انجليزيتين و هما: Inter و التي تعني International أي دولية ،و كلمة Net و التي تعني Network أي الشبكة،و بالتالي يعني هذا الإسم المركب الشبكة الدولية لتبادل و انتقال المعلومات. و قد بدأ هذا النظام في الولايات المتحدة الأمريكية من خلال شبكة « ARPANET » لأغراض عسكرية من خلال تسهيل الإتصال في حال تعرض الولايات المتحدة لخطر نووي ، ليغيب في نهاية السبعينات، و يليه محاولات لربط الإتصال من خلال عدة شبكات مدنية ، لتصل الولايات المتحدة سنة 1984 إلى أكثر من 1000 حاسوب مرتبط بشبكة اتصال، و في سنة 1990 سيتوقف نهائيا نظام ARPANET ، لتعوضه شبكة الأنترنيت الحالية، و دخلت القاموس الإعلامي أسماء من قبيل « القرية الكونية » لتكرس واقع سيل و تدفق المعلومات في وقت وجيز.
فشبكة الأنترنيت سهلت التواصل بين الناس،و ألغت الحواجز، و كسرت الطابوهات، هكذا أضحى الناس ينسجون علاقات اجتماعية من خلال مواقع الدردشة،و أنتجت أحاسيس إنسانية افتراضية،توجت بزيجات ناجحة أو بمشاكل وصلت إلى ردهات المحاكم.و يتعين الإشارة هنا إلى أن الأنترنيت خلقت قيما جديدة،ف »سيتي الخاطبة » كما يسمونها إخواننا المشارقة أصبح دورها متجاوزا،و لم تعد وسيطة في مجال الزواج التقليدي.
كما أن الأنترنيت تحولت إلى حلم للترقي الإجتماعي،لذا تجد أغلبية الشباب يصهرون الليالي من أجل الفوز بشقراء غربية أو بعجوز أوروبي ،عساهم ينقذونهم من ويلات الفقر ، و ينقلونهم إلى الفردوس الأوروبي الجميل.
و من بين إفرازات الانترنيت كذلك ،تلك الدردشة اليومية المرئية المتواصلة على مدار اليوم بين المغاربة و عائلاتهم في بلاد المهجر و التي أنتجت سلوكات جديدة،و ضربت عرض الحائط التواصل الإنساني المباشر، هكذا يقول الأستاذ الجامعي بكلية الحقوق بوجدة ،السيد بن يونس مرزوقي على هامش لقاء « الإعلام و الهجرة »: » عائلاتنا التي كانت تأتينا بشوق كل سنة ،و تجلس معنا خلال العطلة الصيفية،لم تعد كذلك،فماعدا اليومان ألأولان،فعائلاتنا تغادرنا إلى المنتجعات الصيفية و إلى أماكن أخرى ،و هذا محصلة التواصل من خلال الأنترنيت « . و تجب الإشارة كذلك إلى أن مواقع الدردشة من خلال الأنترنيت ،خلقت أحاسيس جديدة من قبيل » الحب الإفتراضي »، و ولدت مشاعر مختلفة من الغضب و الهستيريا و الحقد و التجاوب اتجاه أشخاص بعيدين دون رؤيتهم بشكل مباشر ،و أضحى الشباب أكثر عزلة،و قلت النقاشات و تبادل الرؤى داخل الأسر نظرا للإنشغال بسبب االشبكة العنكبوتية .
كما أن الأنترنيت ،خلقت سارقين جدد ، لهم مستوى عالي من التكوين و الثقافة و المعروفين باسم « الهاكرز »، و الذين يسطون على الأبناك ،و يحولون أموالا طائلة إلى حساباتهم ، و هم جالسون في غرفهم المكيفة ، و لا أحد يشك فيهم، أو يأخذ فكرة سلبية عليهم،كما فعل ذلك الشاب المغربي من مدينة القنيطرة،من خلال تعطيل مطار نيويورك و قناة » CNN » لمدة ساعتين، بدعم من هاكرز من تركيا.
و تجدر الإشارة إلى الأنترنيت توفر للباحث كل المعلومات،مما جعل أغلبية الناس تهجر الكتب،و تبحث عن السهل داخل هذه المنظومة المعلوماتية الجديدة،و هنا يجب دق ناقوس الخطر،لأننا أصبحنا نعتمد على كل ما هو موجود،و بما أننا لا نمتلك تكنولوجيا المعلوميات و التحكم في الأنترنيت،فسنجد يوما ما أنفسنا بدونها.و هذا خطير جدا على الأجيال القادمة،التي ألفت التواكل و على كل ما هو جاهز.
إذن يمكن أن نعتبر أن الشبكة العنكبوتية خلقت واقعا جديدا و سهلت تدفق المعلومات ،و ساهمت بشكل كبير في دمقرطة الوصول إلى المعلومة ، في ظل مجتمع خدماتي بامتياز
،لكن بالمقابل يمكن تسجيل سلوكات و ظواهر اجتماعية جديدة ،تقتضي القيام بدراسات سوسيولوجية لفهما بشكل علمي .و يمكن أن نسوق مثال الجريمة الإلكترونية « Cybercriminalité » ،التي تستدعي من الدول سن قوانين جديدة حتى تواكب المستجدات السريعة التي لم يستطع العقل البشري استيعابها.أننا لا نمتلك أ




Aucun commentaire