Home»National»إشكال تنسيق التفتيش

إشكال تنسيق التفتيش

0
Shares
PinterestGoogle+

التنسيق لفظة من مشتقات فعل نسق ينسق نسقا الذي يعني نظم ورتب ، والتنسيق مصدر نسق ـ بتضعيف عين الفعل ـ ولا يزيد فعل نسق المضعف العين على غير المضعف في الدلالة على التنظيم والترتيب ، بل يفوقه مبالغة فقط . والنسق ـ بتحريك السين ـ ما كان على نظام واحد أو ترتيب واحد . والعرب تقول جاء القوم أو الخيل نسقا ، وتقول نخل نسق ، ودر نسق ، وكلام نسق ، وثغر نسق ، وتسمي كواكب الجوزاء النسق . ونسق الكلام عطفه على بعضه ، ومن ثم سميت حروف العطف حروف نسق ، و يقال للذي يتابع كلامه بترتيب معين أنسق الرجل أي تكلم سجعا . فانطلاقا من الدلالة اللغوية لكلمة تنسيق ندرك أن المقصود بتنسيق التفتيش هو تنظيمه وترتيبه بمعنى أن من يضطلع بمهمة التنسيق يعود إلى المفتشين فيعطف بين ما في جعبة كل واحد منهم ليكون التفتيش نسقا كنسق النخل أو الدر أو الكلام أو الثغر أو كل ما يكون قابلا للانتظام والترتيب لوجود ما يجمع بين المفتشين وهو المؤتلف إذ لا تنسيق مع وجود المختلف .

فالتنسيق بهذا المفهوم أو بهذا المعنى ينطلق من القواعد إلى القمة من مناطق ومقاطعات التفتيش إلى المفتشية العامة حيث تنظم وترتب أعمال المفتشين أولا على المستوى الجهوي وثانيا على المستوى المركزي حيث ينظم القرار ويرتب بعدما كان شتاتا في المناطق والمقاطعات تماما كما ينسق الدر بعدما يكون منثورا وشتاتا في سلك واحد ليكون نظاما وعقدا . أما أن ينطلق القرار من المركز مطبوخا طبخا مزاجيا ويسوق إلى القواعد فلا معنى للتنسيق لأن الأمر يصير عبارة عن تبليغ ، ويصير المنسقون عبارة سعاة بريد أو أعوان سلطة ينقلون الأوامر من القمة إلى القواعد . ولقد عرف التنسيق من التردي ما أصاب المنظومة التربوية حيث بدأ التنسيق مع الرعيل الأول من المفتشين خريجي المركز الوطني لتكوين المفتشين بداية مشرفة إذ اضطلع به أصحاب خبرة واقتدار ثم ما لبث أن صار عرضة للعبث عندما آل أمره إلى غير أهله في بعض الحالات حتى لا يحسب علي التعميم في الحكم ، وغاب كل ما له علاقة بالتنسيق ، ووجد فيه البعض مطية لاقتناص فرص الانخراط في البرامج ، والأوراش المغرية بالتعويضات ليس غير . وعوض أن يتم الاتصال بالقواعد لاطلاعهم على كل ما جد من برامج وورشات وأنشطة ذات علاقة بالتفتيش واستشارتهم ، والتنسيق بين آرائهم قبل الانخراط فيها ،فإن البعض يتهافت عليها في تكتم وسرية خشية أن تطلع عليها القواعد فتبدي فيها آراءها ، وتقرر ما يجب فيها وما لا يجب .

لقد كان الرعيل الأول من المنسقين يقفون بالمرصاد لكل محاولة اختراق لجهاز التفتيش عن طريق محاصرة محاولات اختلاق المسؤولين في المركز أوالجهة أو الإقليم المهام الزائدة و المبتدعة أو محاولات طمس المهام المشروعة للتفتيش ، وباختصار كان التنسيق يترجم وجهة نظر القواعد بكل شفافية ونزاهة ، ولكنه مع الأسف الشديد تحول إلى مطية يركبها المسؤولون في المركز والجهة والإقليم من أجل الإساءة المباشرة وغير المباشرة للقواعد ، وتستخدم لهذا الغرض العناصر الوصولية والانتهازية التي يسيل لعابها للتعويضات وللطمع في الترشيح لبعض المناصب من خلال إظهار حنة اليد على حد قول التعبير العامي للمسؤولين مع الحرص على تصوير القواعد بأنها قواعد خاملة لا تعمل ، و لا تحمل هم المنظومة ، وأن العناصر الانتهازية والوصولية وحدها تحمل هذا الهم علما بأنها عند أول اختبار تسقط أقنعتها فيكفي أن تصير المهام التي تتهافت عليها مجانية لتنصرف انصراف الكلاب عن الجيف . إن التنسيق في حاجة ماسة لإعادة نظر وللتصحيح ليأخذ مكانته التي فقدها ، وليسترجع عافيته ، وليضطلع بدوره على الوجه الصحيح إذ لا تنسيق دون الانطلاق من القواعد ذلك أن نقل التعليمات من المركز إلى القواعد عبارة عن عمل أعوان السلطة ، ولا مكان لأعوان السلطة في جهاز التفتيش .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. امحمدي-العروي
    25/09/2010 at 22:37

    سبق لي أن كتبت في هذا الموقع تعليقا و لم ينشر و أرجو من صاحب الموقع ألا يفعل نفس الأمر هذه المرة
    لأن المفتشين كبقية البشر ليسوا سواسية منهم من يشتغل و منهم الكسلاء
    أضرب مثلا بالمؤسسة التي اشتغل بها بحيث لم ير أساتذة بعض المواد المفتش منذ 3 سنوات أما مفتش الرياضيات و العربية فهما يترددان على المؤسسة باستمرار رغم ان مفتش العربية يقوم بمهام عدة
    فإذن على الوزارة ان تضع جهازا لمحاسبة المتهاونين مثل جهاز المراقبة الذي يحاسب الاساتذة فلماذا حلال عليكم و حرام علينا

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *