كيف تتحقق المهارة؟؟
من الأمور الكثيرة التي عادة ما يقع حولها جدال بين المدربين المتخصصين في التنمية البشرية هي كيفية العمل على تحقيق المهارة لدى المتدرب؟ وهل الاكتفاء بحضور دورة والإسهام في بناء نتائج الورشات والقيام بتمارين معملية متعددة يحقق المهارة المطلوب إتقانها بالنسبة للمتدرب؟ وهل يمكن أن نحمل المدرب مسؤولية تحقيق المهارة لدى المتدرب أم أن المتدرب هو من يتحمل كامل المسؤولية في ذلك؟
إن الحديث عن المهارة، في حقيقة الأمر، وعن كيفية تحققها في المتدرب يرتبط بمجموعة من العوامل. إذ هناك عوامل وتحديات مرتبطة بالمدرب نفسه حيث لابد أن تتوفر فيه خصائص محددة يعلمها المدربون المتمرسون على رأسها تحديد الحاجيات والأهداف التي جاءت بالمتدرب لهذه الدورة، كما لا يمكن التخلي عن ملء طلب التسجيل لحضور الدورة من طرف المتدرب والتي تتضمن معلومات عنه وهي مفيدة ومساعدة للمدرب في تحقيق أهداف الدورة. أما عن طرق ووسائل إدارة الدورة وعن طريقة إعداد حقيبتها فلا داعي لذكرها بما أننا من المفروض نتحدث عن مدربين محترفين.
وهناك عوامل تتعلق بالمادة التدريبية وكيفية نسج خيوطها وتشكيل حلقاتها في تراتبية واطراد يتضمن طرقا معملية للإسهام في تحقيق المهارة. وهناك، طبعا، عوامل تتعلق بهذا المتدرب بعينه..إذ تطرح مشكلة كبيرة من حيث الغاية والرغبة والحافز والحرص على اكتساب المهارة .
فالمهارة ، في جزء كبير، تبقى علقة بين شخصين اثنين بين المدرب والمتدرب ومثالا على ذلك نجده في المهارة في قراءة القرآن إنطلاقا من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة..فكلمة مهارة هنا حتما مرت بمجموعة من المراحل. ولعل المرحلة الأولى هي تعلم كيفية قراءة القرآن وتعلم القراءة لا يمكن إطلاقا أن يحدث دون ممارسة ومحاولات متكررة لضبط المخارج وعدم اللحن في القول. والتعلم الأول لابد أن يكون في حضرة مدرب يصحح تطبيق الفعل بعدما يعيه المتدرب أي بعدما تتلازم المهارة بالوعي..ولكن بعدما تنتهي مهمة المدرب التي هي مرحلية بالضرورة ومقيدة في الزمان والمكان . وعندما تنتهي مهمته تبدأ مهمة المتدرب في تحقيق المهارة والبراعة بتجسيد القيمة. ولذا قيل تكون البداية الحقيقية للدورة التدريبية مباشرة بعد نهايتها. ويبقى الإشكال المطروح رهين بعزيمة واستعداد وإرادة المتدرب في تحقيق تخطي الوعي إلى تحقيق المهارة حتى تتحول إلى سلوك طبيعي وعادي لا يحتاج إلى أدنى جهد.




Aucun commentaire