Home»Régional»إذا زهد الناس في الوعظ فالوعاظ أزهد

إذا زهد الناس في الوعظ فالوعاظ أزهد

0
Shares
PinterestGoogle+

ردا على مقالي المتعلق بسوء أدب البعض مع مواعظ رمضان من خلال ظاهرة التصفيق والاحتجاج علق أحدهم يطلب مني تقنين وقت الموعظة في ربع ساعة أو إرجاءها لما بعد صلاة التراويح كما يفعل السيد رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة العلامة الدكتور مصطفى بن حمزة . وللرد على صاحب هذا التعليق أقول لا شك أن صاحب هذا القول يريد التعبير عن زهده في الموعظة . ولم يسبق في تاريخ الموعظة أن اشترط من يوعظ ـ و الصيغة مبنية للمفعول ـ على من يوعظه وقتا محددا للموعظة إلا أن يكون أميرا يقتطع من وقته المتميز والموقوف لخدمة الأمة نصيبا لسماع الوعظ . والغريب أنه قد يجلس الأمير لسماع الوعظ وقتا أطول ممن لا إمارة له ووقته مباح . فالمستنقص من وقت الوعظ مستنقص بالضرورة من الوعظ بل وزاهد فيه ، والزاهد في النصح لا خير فيه بدليل الحديث النبوي الشريف  » لا خير في قوم لا يتناصحون ولا خير في قوم لا يقبلون النصيحة  » .

فالنصيحة هي التي تتحكم في وقتها وليس العكس لأن الغرض منها ليس إظهار البراعة في وقت قياسي بل الغرض هو سوق النصح اللازم بما يلزم من أدلة وإقناع . والمواعظ تختلف من حيث أدلتها ، فرب موعظة جليلة عظيمة لا تحتاج إلى كثرة الأدلة ويكفيها دليل أو دليلان لتصل إلى أعماق المنتصحين ، في حين رب موعظة تتطلب التمهيد والتأسيس وكثرة الأدلة ولأمر ما اختلفت أساليب العرب في الإقناع حسب المستهدفين به فكان التوكيد والقسم وكل ما يساق للإقناع إذا كان المستهدف به شاكا أو مرتابا أو مكذبا .

وإذا بلغ الأمر بالناس حد طلب تقنين وقت الموعظة فهذا يعني أنهم بلغوا درجة ما بعد الوعظ وهم فيه زاهدون ، وعليه فالوعاظ يجب أن يكونوا أزهد من المتعظين في المواعظ لأنهم إن وعظوا المتخم بالوعظ كانوا كمن يطعم المتخم بالطعام ، ولم تعد لإطعامهم فائدة . وتقنين وقت الوعظ معناه إخضاع الوعاظ للامتحان والاختبار ، وإذا كان الأمر كذلك صار المتعظون أعلم من الوعاظ ولم يعد للوعظ قيمة . وما أظن أن الأمة في هذا الزمان زاهدة في وعظ وقد ساء حالها وواقعها خير شاهد على سوء الحال ، وإنما أصابها العجز ، وصارت تتضجر من وعظ يكشف عن نقائصها التي تعددت ، وصار هذا الوعظ يصيب المحز مهما كان في أمة كثيرة المثالب في دينها .ولهذا فطلب تقنين وقت الوعظ يدل على التوجس منه لأنه يكشف النقائص ، ويجعل النفوس المريضة أمام عللها ، وهي تفر من هذه الحقيقة إشفاقا على حالها كما يضيق المرضى من توصيفات الأطباء لما بهم من علل ، ويفضلون أن يكون التوصيف مختصرا وجيزا دفعا لألم الإنصات إليه ليس غير. أما طلب المعلق إرجاء الموعظة إلى ما بعد صلاة العشاء والتراويح على طريقة الأستاذ العلامة الدكتور مصطفى بن حمزة فلعلم المعلق أن الذي حذا بفضيلة العلامة لتأخير موعظته هو سلوك الفتانين في بعض المساجد حيث لم يستحي أحدهم وهو إنسان في أمس الحاجة إلى النصح من التصفيق على العلامة لهذا فكر العلامة في تأجيل موعظته لما بعد صلاة التراويح لتنكب الفتانين والمستعجلين الانصراف من بيوت الله من أجل متابعة البرامج الترفيهية على الشاشات أو الجلوس على قارعة الطريق في واجهات المقاهي .

والعلامة لا يرقى إلى علمه كل الوعاظ وليس لهم جمهوره الذي يعشقه لهذا فلو أجل بعض الوعاظ ـ وأنا منهم ـ موعظته لما بعد صلاة التراويح لبقي في المسجد مع منظفه وحدهما ذلك أنني لا حظت أن حتى المؤذن والإمام الراتب في بعض المساجد لا يحضران في الغالب المواعظ ، بل منهم من يدغدغ مشاعر الفتانين المستعجلين بالنظر المتكرر لساعته اليدوية إذا حضر مكرها أو كذلك يبدو ، أ و يخرج من مقصورته بعد مرور وقت معين عقب الآذان ، وكأنه يقول للواعظ لقد آن الأوان لك أن تسكت مما يشجع الفتانين على الفتنة ، ويكون المؤذن والإمام على رأس الفتانين لأنهما يحاولان كسب عطف المستعجلين طمعا في ما في جيوبهم عند منتصف رمضان أو ليلة القدر والطمع طاعون كما يقول العامة عندنا ،ويكون رشوة يدفعها الفتانون للطماعين . وأخيرا أقول للمعلق الذي اشترط تقنين وقت موعظتي سأوفر عليك حتى ربع الساعة التي تفضلت بها علي فلعلها تنفعك في متابعة مسرحية فكاهية أو فيلم أو مسلسل ، أو جلسة في واجهة مقهى وإن كنت زاهدا في موعظتي فهي في سماعك لها أزهد ، ولن تراني في مسجدك واعظا أبدا والوزر على من حارب الوعظ إما بالتصفيق أو بمحاولة التقنين والتعجيز .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

7 Comments

  1. أبو أنس
    19/08/2010 at 01:02

    السلام عليكم و رحمة الله.و كل الشكر و التقدير لأستادي السيد شركي.أود أن أهمس صادقا في أدنكم و أدكركم , انتم سيد العارفين أن الوعاظ ليسوا كلهم سواء و المفتشون أيضا. فبحق المنبر الدي تدركون قيمته حاولوا ان تتفهموا سبب صراخ بعض الناس و امتعاضهم ..السيد شرقي و الله انا نحبكم و نقدر مواقفكم و نأنس لمواعظكم و لكن لا نتفهم اصراركم للدفاع عن كل ما حملت السلة.. في وقت أصبحت فيه الفاكهة الواحدة تزين او تحاول ان تزين فساد الحمل كله و السلام

  2. ابورشاد
    19/08/2010 at 17:09

    لبسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وبعد فليعلم اخونا الفاضل السيد محمد الشركي بان لااحد من المؤمنين يفر او يمتعض من الوعظ والارشاد وسماع ما يفيد من ديننا الحنيف . لكن استحلفتك بالله العلي القدير قل لي هل كل من اقتعد المنبر امام وواعظ وانت تعرف هذا جيدا يا استاذ الشركي . فالواعظ المقتدر العارف بكلام الله وفقهه وحديث نبيه الكريم . ص . واسرار معاني ديننا الحنيف لايستثقله احد ولايصفق في وجهه احد . بل يتهافت المؤمنون على الاستماع اليه ويتنقلون ن مكان الى اخر طلبا لدروسه واحاديثه . فالاستاذ مصطفي بنحمزة يتنقل المؤمنون اليه من مدن خارج وجدة من بركان وتاوريرت وجرادة والعيون وبني درار وغيرها . من يضجلر المؤمن منه هو المتطفل على الدين وبالاحرى الوعظ فيه . والله انني استحيي من بعض الوعتظ الذين لايدركون ما يقولون في غياب المستويات المناسبة في الدين واللغة والبلاغة وفصاحة التعبير والقدرة عليه . لذا لاتدافع عن مثل هؤلاء ياسبد شركي وميز بين الجيد والرديء والتبر والتراب . ولا اظن من اجبته يقصد عينة الواعظين المقتدرين . والسلام عليكم ورحمة الله .

  3. رفاف
    19/08/2010 at 17:09

    السم عليكم ورحمة الله وبركاته ،لايسعني في مستهل هذه السطور الا ان اشكر استاذي الفاضل محمد الشركي في رده المفحم عن الفتانين الذين كثروا واضحوا في معظم مساجد المدينة يتطاولون عن الشأن الديني بما في ذلك الوعاظ والخطباء، ناهيك عن بعض الجمعيات التي تعنى بالمساجد حيث تهتم بامور اخرى يعلمها القاصي والداني ،فحتى اردت تعليم ابنك او بنتك القران يصوغون لك مبررات تحول دون تعليم النشأ للقرآن وما خفي اعظم

  4. ادريس
    21/08/2010 at 18:54

    بسم الله الرحمن الرحيم اولا نشكر الاستاد شركي محمد على اثارته لموضوع الوعظ و الارشاد الديني خلال شهر رمضان الابرك و موقف بعض الحضور و امتعاضه من بعض الوعاظ ….. اكيد ان الاستاذ شركي علم اهمية الوغظ و الارشاد الديني و يعلم اهميته خلال شهر رمضان خارجه و لكن الاشكال ليس في الوغاظ في حد ذاتهم بل في المتتبعين و لاكون دقيقا بعض المتتبعين لدرس الوعظ و الارشاد الذين يستثقلون ما يقوله لمه الواغظ و مهنا عندنا فئات اجتماعية … منها فئة تعتقد ان الواعظ يقصدهم و هاته الفئة تمتعظ و تتمنى توقف الدرس الوعظي و فئة اخرى تستعجل الانصراف لتلتحق بصفوف الجالسين على ارصفة المقاهي و مراقبة حركة السير …. و و ,,, و فئة اخرى تريد الاستفادة و هاته الفئة بارك الله فيها و لاكون دقيقا لابد و ان الواعظ ياتي و لو بزاد قليل للمتتبعين المهم ياتيهم بشيء مهم و لو كان قليلا افضل من الجلوس في المقاهي و الكلام الفارغ صراحة اخاف ان ينتقل هؤلاء من الهجوم على الوعاظ الدين زادهم قليل ان صح هدا التعبير لاننا لا نعرف لمادا لايكثرون من الوعظ و الارشاد ربما بسبب طلبات فئة تريد الانصراف قلت ربما ينتقلون من هؤلاء الى الفئة التي تصر على اتمام رسالتها الوعظية و من هناك سينتقلون الى المطالبة بالتقليل من عدد ركعات التراويخ و الباقي ادهى و امر ايها الاخوة هدا دين فمن شاء فليستمع الى امور دينه و من شاء فلينصرف و ليترك الوعاظ و شانهم جازاهم الله خير الجزاء و في الاخير لوكنت مكان الدكتور بنحمزة لما غيرت موعد القاء الدرس فمن شاء فليستمع و من شاء غير دلك فباب المسجد واسع

  5. mounir abassi
    21/08/2010 at 19:27

    أقول للأستاذ شركي خير الكلام ما قل ودل. فمثلا في فرنسا يعطون للمترشحين للرئاسة 15دقيقة لكل منهما ليبين للشعب برنامجه.
    أرجع بك ياأستاذ شركي الى درسك يوم الأربعاء 7 رمضان الكريم بمسجد الرضوان . أشكرك عليه لأنه كان مفيداحيث بينت على أن المؤمن هو من يحضر الدين في معاملاته مع الآخرين. لكن ما أثار انتباهي هو قولك : »…الثقلان اللذين هما الانس و الجان ياكلان و يشربان… »
    أرجو منك أن تبين لي كيف ياكل و يشرب الجن ؟
    و شكرا

  6. سمية ع
    21/08/2010 at 19:28

    الصراحة يا أستاذ أن مستوى الكثير من الوعاظ هزيل و الناس تشاهد القنوات الفضائية و مستوى الناس الثقافي ارتفع فكيف ياتي واعظ ليرعد و يزبد مدة طويلة دون أن يأتي بجديد بل يكرر ما يعرفه الناس جلهم فالمطلوب ان يكون الوعاظ يسايرون مستوى الناس

  7. MESLIM
    21/08/2010 at 19:28

    لقد كتبت في بداية تعليقي: ذاك الشيخ الذي احتج عليك معروف بكثرة الاحتجتجات ونصحتك أن تلتزم 15 بعد الاذان كما نصح بها شيخ المجلس العلمي أو أن تؤجل موعظتك بعد التراويح حتى يتسنى لنا الاستماع لك والاصغاء لموعظتك دون تشويش الفتانيين فلاتفهمني خطئاخاصة وأنا من الذين يسمعون لمواعظك في مساجد حيينا ويقرؤون كتاباتك وأشهد الله على ذالك فمزيدا من العطاء في مجال الدعوة إلى الله وحفظك الله وسدد خطاك

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *