Home»National»سيادة المغرب فوق علاقته مع الكونجرس الأمريكي

سيادة المغرب فوق علاقته مع الكونجرس الأمريكي

0
Shares
PinterestGoogle+

على إثر ممارسة المغرب لسيادته بطرد المبشرين الأمريكان المتورطين في عمليات التبشير قامت مجموعة من أعضاء الكونجرس الأمريكي من اليمين الصليبي المتصهين بإصدار بيان تندد فيه بممارسة المغرب لسيادته فوق أرضه ، وتهدد بإلغاء الاتفاقيات المبرمة معه ، وتعتبر طرد المبشرين الأمريكان منه مساسا بحقوق الإنسان الأمريكي . وذكرت وسائل الإعلام أن السفير الأمريكي في المغرب احتج لدى السلطات المغربية على عملية طرد المبشرين ، وطلب من رعاياه المبشرين عدم الانصياع لقرار الطرد . والكونجرس الأمريكي وتحديدا الشرذمة التي أصدرت البيان نسيت أو تناست أن سيادة المغرب فوق كل العلاقات والاتفاقيات . ومن سيادة المغرب صيانة العقيدة الإسلامية التي هي فوق كل مساومة أو عبث .

المغرب بلد يمارس سياسة متعقلة ويحافظ على علاقات جيدة مع كل شعوب العالم وهي علاقات قوامها الاحترام المتبادل بما في ذلك احترام الأديان والمعتقدات ، ولكن ذلك لا يعني أن المغرب يقبل المساومة في المساس بدينه . إن الأمريكان يفدون على المغرب كسائحين ومستثمرين وبعثات دبلوماسية وعلمية وغير ذلك ، ولكن بعضهم ظن أن البلد بلا سيادة فجاءوا لممارسة التبشير فيه متقنعين بأقنعة الأعمال الإنسانية في الأوساط الفقيرة لأنهم هالهم أن يروا بلدا مسلما يتشبث أهله بدينهم بالرغم من وجوده في موقع جغرافي بين ثلاث قارات مع انفتاحه على العالم مما يعني أنه يستقبل الجميع ، وهو بذلك معرض لكل التأثيرات ومع ذلك لا يحيد أهله عن دينهم . لقد أراد المبشرون اغتنام الفرصة وظنهم أن السلطات المغربية غافلة عن أنشطتهم من أجل تكوين نواة صليبية في المغرب لتصير مسمار جحا كما يقال ويتحول هذا المسمار إلى وسيلة مساومة بذريعة الدفاع عن حقوق فئة الصليبيين المغاربة لا قدر الله . لقد سمح المغرب لكل الأعراق والأجناس بدخول أراضيه ، وهو يحمي كرامة الجميع ، ويوفر الأمن للجميع ، ويحترم جميع الديانات والثقافات حتى أن احترامه لهذه الديانات والثقافات يعرضه أحيانا لانتقادات شديدة من بعض أصحاب النظر القاصر من السفهاء ولكنه ليس البلد الغافل عن أصحاب النوايا الخبيثة الذين ليس هدفهم زيارته فحسب وإنما محاولة تخريبه أو استعماله وسيلة للتخريب.

فلو أن المغرب اتخذ إجراءات منع زيارته ضد شعب من الشعوب أو ضد ثقافة من الثقافات لاعتبر ذلك اعتداء على حقوق الإنسان وحريته . فالغرب أحيانا تتدخل منظماته المحسوبة على حقوق الإنسان في شؤون المغرب الداخلية مع رعاياه بذريعة الدفاع عن حقوق الإنسان ، وقد تقيم الدنيا ولا تقعدها لأمر قد لا يستحق الذكر ويكون مجرد محاولة مساومة من ورائها قضية سياسية لممارسة الضغط عليه ، ولكن هذا الغرب لا يسمح أبدا بتدخل من نفس النوع صادر عن المغرب علما بأن المغرب يحترم نفسه ولا يحشر أنفه فيما لا يعنيه مما يعني بعض الدول الفضولية التي تظهر الاهتمام برعايا غيرها وتنسى أن العالم يراقب عن كثب ما يحصل لبعض رعاياها من ضياع . فالمبشرون الأمريكان خلفوا وراءهم ملايين المشردين الذين يسكنون العراء في الولايات المتحدة يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويستجدون الناس مع وجود فرق فظيع في المستوى المعيشي بينهم وبين فئات أخرى تنفق الأموال على اللهو واللعب .

والولايات المتحدة هي البلد الذي ينفق فيه على الكلاب ما لا ينفق على بني آدم ، ومع ذلك لم يشتغل المبشرون برعاية المشردين الأمريكان وجاءوا إلى المغرب بدعوى السعي لرعاية الأيتام والفقراء ولكن عن طريق مساومتهم في دينهم . المغرب ككل بلاد الله عز وجل فيه فقراء ومتوسطي الحال ، وأغنياء وكلهم يدين بدين الله عز وجل الذي جعل الأرزاق أنصبة مختلفة لغاية امتحان واختبار الخلق بموجب قانون التسخير إذ لو استغنى الناس جميعا لتعطلت الحياة ، وكون الجميع يدين بدين الإسلام معناه أن الجميع يقبل قدر الله عز وجل الذي يعتبر ركنا من أركان الإيمان . فالفقر في دين الإسلام لا يمكن أن يدفع بتغيير العقيدة أو مساومتها . لقد كان بإمكان الأمريكان أن يقدموا مساعداتهم لفقراء المغرب ولكن دون أن يساوموهم في دينهم خصوصا إذا ما كانوا صغارا أغرارا . ولنفرض أن المغرب أرسل بعثات دينية إلى الولايات المتحدة ، وأنها اشتغلت في أوساط المشردين الأمريكان ، وحاولت تغيير عقيدتهم باستعمال المال أكانت الولايات المتحدة ستسكت عن هذا الإجراء ؟ إن عرض جهة من الجهات عقائدها على غير المقتنعين بها يقتضي بالضرورة أساليب الجدل والنقاش والإقناع وليس أساليب المساومة وشراء الذمم ، والتهديد بإلغاء المعاهدات والاتفاقيات .

وأخيرا نقول للمبشرين الأمريكان لعلكم لم تقرؤوا جيدا تاريخ المغرب ، لقد نزل أرضكم المغاربة قبل أن يكتشفها من يتسمى بها وأقاموا فيها الصلاة ورفعوا فوقها الآذان ، ولقد دخل أرضكم الإسلام على يد المغاربة كما دخل إلى أوروبا دون أن يمارسوا مع رعاياكم أساليب المساومة لأن ديننا يعتمد أسلوب الإقناع لهذا لا يحتاج أهله إلى أساليب الحيل والتهديد التي هي أساليب العقائد الضالة التي زهد فيها أهلها لضلالها ودخلوا الإسلام طواعية وعن اقتناع . أما إذا كان أمر التدين قد هالكم في المغرب بالرغم من كل ما تحاولونه من تخريب وتضليل باسم الحضارة والتطور والتقدم والانفتاح وما إلى ذلك فليكن في علمكم أن الإسلام يجري في دماء المغاربة ولا يزالون ظاهرين على الحق كما بشر بذلك سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم حتى تقوم الساعة. ستبقى السيادة المغربية مصونة رغم أنوف المبشرين والكونجرس الأمريكي ، وما استطاع أن يحول المحيط الأطلسي إلى يابسة فليفعل وما هو بفاعل وما ينبغي له وما يستطيع .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. Mohammed Dkhissi
    01/07/2010 at 00:47

    والله إنه لمقال رائع يشفي الغليل ، أتمنى أن تتبناه السلطات المغربية في الرد على البعض من أعضاء الكونكرس المتصهين ,فعلى المغاربة أن يكونوا حذرين ولا يغريهم بكل سهولة قوة وجبروت هذا البلد الكافر,ولا ماله ولا مساعداته، المغاربة كانوا دوما يعيشون بما يوفره لهم بلدهم وعرق جبينهم وبقوا
    دائما متمسكين بدينهم ، لمذا لم يتركوا هم للمسلمين أن يفعلوا نفس الشيء بداخل بلدانهم لأنهم يدركون جيدا أن ديننا الحنيف هو أقوى من كل الديانات، ولكن هذا الدين نراه والحمد لله ينتشر بفضل الله في جميع بقاع الأرض عن اقتناع من طرف معتنقيه بدون ضغط

  2. IKRAM
    02/07/2010 at 11:16

    شكرا على المقال الرائع ونشكركم على تعليقاتكم القيمة في كل المواضيع التي تهتم بديننا الاسلامي الحنيف ومعالجة كل قضايا الواقع وفقكم الله لما فيه خير

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *