من اجل ميثاق شرف عائلي2

عزيز باكوش

اصدر المجلس العائلي المنعقد قبل أسابيع ميثاق شرف عائلي"حول استعمال النيت المنزلي" وذلك خلال جلسته العلنية المسائية , الميثاق ينص في ديباجته الرئيسية ,على حق المعرفة, و ضرورة احترام الحريات ,وتكريس سلطة الوصاية , و عدم التدخل في اختيارات وأذواق الأطراف الأربعة الموقعة, كما نص على اعتبار مسالة الولوجيات شانا داخليا, ومن اختصاص الطرف.

وتضمن الميثاق أيضا 14 نقطة تم تسطيرها, والإسهاب في مناقشة حيثياتها , والاتفاق حول احترام مبادئها , والالتزام بقيمها, وعيا من الأطراف المشاركة بالدور المنوط بالشبكة " الانترنيت" في صيغتها الأسرية , واعتبارها مكونا أساسيا في بلورة معرفة مندمجة ومتفاعلة.وكذا المساهمة في تشكيل وعي حقيقي, وإشاعة ثقافة كونية, وشمولية بالقول والفعل.

وكان من أهم توصيات الميثاق , التأكيد على ضرورة الانعكاس الايجابي لكل ابحار على المقررات المدرسية, وكذا أهمية البعد الأخلاقي في العملية برمتها, فضلا عن تنظيم وتقنين حق تدبير الزمن الذاتي ,"عدد ساعات الارتباط اليومي لكل طرف" الى جانب حرية معالجة المواقع بالطريقة والأسلوب الذي يرتضيه كل طرف .والتطرق الى أهمية معالجة مجمل المشاكل المطروحة بأساليب حضارية, تتسم في مجملها بالهدوء والرصانة والإنصات الهادئ واحترام الرأي الآخر.

وتضمن الميثاق كذلك , التنصيص على حق التوجيه لفائدة سلطة الوصاية المتمثلة في الوالدين.

كما أوضح الميثاق أن هذا الالتزام ببنود الميثاق حرفيا لا يعني ترسيخ سلطة استبدادية بالنسبة لللابوين , كما أن ليس من حق سلطة الوصاية الحسم في كيفية الولوج أو المعالجة أو التدخل لصالح هذا الطرف أو ذاك إلا بموافقة الطرف المعترض

. وان جاز لهما التدخل في حسم الخلافات ,وتعزيز التوافقات في حال نشوب خلافات.بالصفة ذاتها.

وفيما يلي نص الميثاق العائلي لا ستعمال النيت المنزلي

نحن الأطراف المجتمعة في إطار عائلي, وعيا منا بالدور المنوط بالانترنيت كشبكة معلوماتية في خدمة المعرفة …وفي المساهمة في التربية على القيم المواطناتية وفي إشاعة ثقافة الحوار والديمقراطية .نؤكد التزامنا بالمبادئ والقيم التالية:

1 التأكيد على الحق في المعرفة, و اعتبار مسالة الولوجيات شانا داخليا

2 نؤكد على وضع حد فاصل بين ثقافتين ,هادفة, وأخرى ساقطة, مع ضرورة تقييم مرحلي لانعكاسات الابحار مدرسيا, نثمن مبدا حرية الأطراف الموقعة في التعبير عن آرائهم واختيارهم بكل حرية .

3 اعتبار الحيز الزمني المتفق في تخصيصه بين الأطراف 5 ساعات يوميا , ملكا للعضو, وكافيا لتدبير شانه المدرسي , ولا يسمح بالسطو عليه أو تجاوزه.

4 عدم المس باختيارات الأطراف الأخرى إلا في حالة تجاوزها للقيم والبنود المتفق حولها.

5 تقديم التوضيحات بكيفية لبقة و اعتبار التجسس, أو الاستفراد , ثم الاستفزاز,أو الإزاحة, أمرا مرفوضا..ومدبرا, ولا يجوز القبول به, إلا في حالات المرض..أو التوافق.

6الحرص على أن تكون المواقع المراد زيارتها تتسم بالموضوعية ,والقيمة المعرفية الأخلاقية المستمدة من ثوابتنا الوطنية والدينية.

7 تجنب الحرب الكلامية, والتلاسنات المجانية, وعرض كل خلاف على سلطات الوصاية فور حدوثها.

8 اعتبار الساعة الحادي عشرة ليلا ,على مدار الأسبوع سقفا , بل خطا احمر لأي إبحار.

9 – اعتبار الساعة 12 ليلا ,سقفا مقبولا خلال العطل والمناسبات ونهاية الأسبوع.

10.: . جلسات الدردشة ,والتراسل الفوري مع أشخاص مجهولين, أمر مقلق, وعليه, بات لزاما الكشف عن رموز وأسماء المخاطبين دونما حجب أو إخفاء.

11 على الآباء كمعنيين , و مسئولين ماديين ومعنويين أن يقوموا بدورهم كاملا فيما يتعلق بالتوجيه والتتبع. خوفا من أي انزياح , وتلافيا للسقوط في انحرافات غير مقصودة .

12 من حق الأبوين أن يقلقا ويفتحا تحقيقا . كلما لاحظا تدني ملحوظ لمستوى الاهتمام , بالمقرر الدراسي , إن على مستوى المكتوب, أي تصفح مراجع ومقررات الدراسة , أو الاهتمام والمتابعة المدرسية , وفيما إذا كان ذلك التدني لا يوازيه تطور على مستوى تصفح المكتوب الكترونيا. والذي يرتبط بعلاقة موضوعية بالمقرر.

13 رصد معايير المراقبة على الحاسوب بشكل توافقي , و الحرص على
تطبيقها في ما يتعلق بعالم "النت"خوفا من أي انحراف مجهول المصدر

14 نتحفظ حول فكرة أن الأطفال عموما يكونون أكثر أمانا في المدارس منهم في المنازل المزودة بالشبكة , أو بمقاهي الانترنيت , رغم قناعتنا أن الإبحار من طرف هؤلاء في اكتشاف المواقع والدردشة مع أشخاص متعددين مختلفين وغرباء دون تحديد موضوع معين , يسبب لبسا ثقافيا لم تكشف الدراسات والأبحاث عن نتائجه بعد, فضلا عن اعتباره إرهاقا متواصلا , من نتائجه التهميش الملحوظ , ومقاربة المقرر بتثاءب وعشوائية , وانعكاس ذلك مباشرة على الأداء والتحصيل بصفة عامة.

14 انه كلما انخفض الوقت الذي ينفقه العضو , الفرد على الانترنيت , كلما انخفض حجم الضرر صحيا و أخلاقيا.

هوامش

السيدة" رشيدة" الوالدة من جهتها ظلت متذبذبة . وان كانت قد عبرت عن رغبتها في التنازل عن ساعتين, أول الأمر لفائدة احد الابناء , وبشكل تطوعي , لكنها عادت لتؤكد من جديد , عكس ذلك . مطالبة بضرورة الاحتفاظ لها بحقها في الاستخدام الشخصي لحصتها الزمنية كما نص الميثاق على ذلك.

الى ذلك , شهد المجلس العائلي تلاسنات ومشادات كلامية صاخبة أحيانا .كادت تعصف باللقاء , أما النقطة التي أفاضت الكأس والتي تتعلق : بتدبير ومعالجة هذا الملف الحيوي , فقد تباينت الآراء, ليتضح أن هناك أطرافا ترفض من حيث المبدأ مناقشة الموضوع , فيما اقترحت أطرافا بعينها الاتفاق المبدئي مع مراعاة الاختلاف وحددت بين 3ساعات , وأربعة, في اليوم الواحد. فبينما اقترح" الياس" على مضض مابين4 ساعات الى خمس ساعات يوميا.

طالبت "آية" عدم تجاوز سقف الساعتين.يوميا مبرزة أن الانترنت ليست خيارا تقنيا , وإنما نمط حياة, ثقافة وتربية, وقد انصبت التدخلات والتعقيبات حول نفس البند طويلا دون الاتفاق على شيء يذكر.

فيما يتعلق بضرورة المراقبة القبلية للاستخدام الشخصي للانترنت من عدمها فقد تباينت الآراء. مابين متحفظ و رافض. "الياس" , من جهته دعم فكرة معرفة المواقع المراد زيارتها..بل وصمم على المضي بعيدا في اتجاه البحث عن برانم توفر دور الرقابة القبلية , من اجل تقديم الخدمة, لكن هذا الرأي يراه مناسبا فقط في حالة ارتباط أخته آية بالشبكة , الأمر الذي اعتبرته "آية" نوعا من الوصاية غير المقبولة , كما أكدت أن القرار مناف لقيم نبيلة من المفروض علينا كاسرة تتبنى نظاما تربويا حداثيا تجسيدها , ورأت في ذلك تكريس لثقافة منبوذة في الأصل , تهدف المساومة في مبدأ لا يقبل ذلك , وقالت إن نزع مبدأ الثقة بالنفس, فضلا عن كونه احتقار ضمني , هو أيضا سوء تقدير , ووصاية فجة , وتبخيسا للرأي الآخر .

عزيز باكوش.