مباراة كرة قدم تكشف المستور

أحداث مؤلمة تلك لتي عرفتها العاصمة السودانية الخرطوم ليلة الأربعاء حين خرج الفريق الجزائري لكرة القدم منتصرا أمام نظيره المصري في المباراة الحاسمة التي جمعتهما في إطار تصفيات كأس العالم ٢٠١٠ ِ فخرج الجمهور الجزائري إلى الشارع السوداني متهجما على الجمهور المصري ومصيبا عددا كبيرا من الذين حضروا لمتابعة المباراة بعدة إصابات مختلفة إضافة إلى تدمير حافلات وإلحاق خسائر مادية كبيرة بهاِ.
هذه الأحداث التي ظلت وسائل الإعلام المصرية تتحدث عنها منذ البارحة وطوال هذا اليوم فيما تبت القنوات الجزائرية كل مظاهر الفرح والاحتفال بمختلف المدن الجزائرية قد تتحول إلى أزمة سياسية ليست بالهينة بين البلدين.
مباراة في كرة القدم تجمع بين بلدين عربيين شقيقين قد تتسبب في معاداة و حساسية سياسية واقتصادية بينهما,بينما الرابط الأكبر والمقدس الذي يجب أن يجمع بين جميع العرب ألا وهو القومية العربية والدين الإسلامي الحنيف لم يعد له اعتبار أمام تعصب مفرط للعبة اخترعها شخص ما,حتما, في يوم كان يعاني فيه من الملل !!!!
للأسف الشديد ما هذه الأحداث والمشاهد إلا تأكيد على التقطع والتمزق الذي تعرفه العلاقات العربية التي من المفروض أن تكون اليوم أقوى من أي وقت مضى خاصة في ظل الهجمات التي يشنها الغرب من حين لآخر على مقدساتنا الدينية وتاريخنا الثقافي وحضارتنا العريقة.
هذه المباراة لم يكتب لها أن تكون إلا لتظهر مدى الحقد و الضغينة والأنانية التي أصبحت تطبع مشاعر العرب فيما بينهم. لا أنكر أنني ضحكت كثيرا من موقف البلدين أو بالأحرى من وسائل إعلام البلدين, ولكن في الأخير هو حزن شديد وأسف كبير أشعر به على ما آلت إليه أوضاع العرب; ودعوني أوجه سؤالا بسيطا إلى دولتي مصر والجزائر خاصة وإلى كل عربي ومسلم عامة: هل يا ترى فكرتم أو تفكرون فيما يظنه بنا سيدنا وحبيبنا ورسولنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وهو يرى أبناء أمته يقتتلون ويعتدون على بعضهم البعض بسبب لعبة تافهة لن تسمننا ولن تغنينا من جوع ?? سؤال يجعلنا نشعر بالخجل الشديد لا محالة…




Aucun commentaire