مرثية الأخ العزيز الداعية فريد الأنصاري المشمول برحمة الله عز وجل

فجعنا في فريد باللواعي // ثوى زين الدعاة بلا وداع
قضى والنورسي له أنيس // بأرض الروم قد حم التداعي
تهاوى كوكب الأنصار فيها // فخزرجها بكت أسفا لباع
ومغربنا ينوح له أنين // على فقد المخلد باليراع
ثوى شيخ الأصول بلا مشيب // وهامته أزاهير المراعي
ورمي الدهر للأحباب رزء // وشر الرزء رزء في الدواعي
دعاة المغرب المفجوع تبكي // رحيل السجلماسي ذي المساعي
فتى أبلى بلاء في جهاد // و أفنى عمره يفتي وداع
عروش العلم فارسها فريد // ومنبره يهلل للدفاع
وشاعرنا رقيق الشعر فحل // قصائده ترقش في الرقاع
جسور في سبيل الله ليث // وهمام إذا فحت أفاعي
يقدم في المحجة خير نصح // وينصح للعقارب باليراع
يرد على المساءة رد حلم // ويصبر في الإذاية للواعي
ويبدي للكواشح سن حلم // ويبسم للأسود وللضباع
رسائله يضمنها علوما // وآدابا تؤصل للمساعي
أخو علم يحاضر في فنون // تلقن في المعاهد بالسماع
أصول الشاطبي عباب يم // ويمخره فريد بالشراع
وكتب النورسي فنون قول // ينضدها فريد كالمتاع
فتى الأشعار ينظمها مجيدا // فيفحم فحلها دأب الشجاع
فإن أبكي فتى الأنصار عذري// بكاء العلم والأدب الرفاع
ألا فابكوا معي بدرا أفولا // وعلما يودع بالتباع
كذاك الدين يرفع من عباد // بنزع العلم يرفع بالضياع
فتى الأنصار فزت بدار خلد // وفردوس وحور في القلاع
سقى مثواك قطر مع غمام // يكافؤ قدر علمك في الرقاع




1 Comment
اللهم ارحمه