Home»Correspondants»آلان توفلر و التحولات التاريخية- المجتمع الخدماتي كنموذج.

آلان توفلر و التحولات التاريخية- المجتمع الخدماتي كنموذج.

0
Shares
PinterestGoogle+

أعطى المفكر الأمريكي الشهير آلان توفلر تفسيرات ضافية حول التحولات التي عرفها العالم منذ و جود الإنسان على البسيطة،و أسهب في إعطاء مسوغات حول بروز الحركات الإجتماعية و السياسية الرافضة لهذه التحولات ،و رد فعلها السلبي تجاه هذه التغيرات،و هكذا قسم هذه المراحل الكبرى التي عرفها المجتمع الإنساني إلى:

1-المجتمع المشاعي :و هو المجتمع البدائي التي كان يتعاطى فيه الإنسان إلى الصيد من أجل سد قوته.و كانت العلاقات بدائية.و كانت هذه المرحلة ما قبل التاريخ الإنساني.

2-المجتمع الزراعي: حيث اكتشفت الزراعة، و برز نوع من الاستقرار،كما ظهرت الملكية،و العمل و توزيع العمل.و قد امتدت هذه الفترة إلى حدود القرن السادس عشر،و تميزت هاته الفترة بهيمنة الطبقة الأرستقراطية.

3-المجتمع الصناعي : بدأ هذا المجتمع في القرن السادس عشر مع ظهور الآلة البخارية، والعجلات ،و قد امتدت هاته الفترة إلى حدود الخمسينات من القرن العشرين،و تميزت هاته الفترة بالثورة الصناعية،و الثورات السياسية التي عرفتها البشرية من قبيل الثورة الفرنسية، التي كان نتاج بروز البورجوازية و تمردها على الطبقة الأرستقراطية،و قد واكبتها ثقافة الأنوار و التحرر و الحرية و الفكر الليبرالي الذي أسس للإقتصاد الرأسمالي، و بروز الفكر الإشتراكي كفكر مناقض له.و يفسر توفلر أن الإنتقال من المجتمع الزراعي إلى المجتمع الصناعي واكبه نوع من الرفض تجسد ذلك في رفض الكنيسة لهذه التغيرات.
4

–المجتمع الخدماتي:و هو المجتمع الذي سيبرز ابتداء من سنة 1956 مع الثورة المعلوماتية.و هكذا يفسر توفلر ظهور الحركات الإسلامية المناهضة للحضارة الغربية كرد فعل على عدم استيعاب التحولات و الإنتقال من المجتمع الصناعي إلى المجتمع الخدماتي.كما يؤكد أن الحزبية مستقبلا لن تبقى رهينة مفاهيمها التقليدية كاليمين و اليسار،و الوسط و الإشتراكي و التقدمي و الليبرالي و المحافظ إلى غير ذلك بل سيتحول العالم- باعتباره سيكون قرية صغيرة- و في إطار هيمنة الليبرالية إلى مفاهيم جديدة ،هكذا سنجد حزبا ذي نزعة محلية و اللآخر ذي نزعة وطنية و الثالث ذي نزعة عولمية…..الخ
قد لا نتفق مع هذه المسوغات التي يتبناها هذا المفكر ذو النزعة الأمريكية المليئة بروح الهيمنة،لكن لا يمكن أن ننكر أن العالم يعيش ثورة معلوماتية بامتياز.فسيولة المعلومة تساهم في التطور و التقدم.لكن أين نحن من هذه الثورة المعلوماتية؟هل لنا الإمكانات للانصهار في دينامية المجتمع المعلوماتي؟أم نحن نعيش فجوة رقمية فظيعة لا تؤهلنا بتاتا لولوج هذا العالم؟

إن مجموعة من دول جنوب شرق آسيا استفادت من الصراع بين الشرق و الغرب في إطار الحرب الباردة،و نقلت التكنولوجيا و رؤوس الأموال (flux des capitaux) ، أما نحن كدول عربية و المغرب على سبيل المثال لم نستوعب الدرس.فالحديث عن المجتمع الخدماتي يجرنا إلى الحديث على أن العقل البشري وصل إلى مستوى جد كبير بحيث لم نعد نحتاج – على المدى المتوسط على الأقل- إلى إنتاج أشياء جديدة التي تعوض السيارة ،أو القطار أو الطائرة ،مما يعني أن الاتجاه العام للعلوم و الأبحاث يسير نحو تحسين الخدمات التي تقدمها اللآليات الموجودة.فالكلام مثلا عن « toutes options  » خير مثال على ما أقول. و بالتالي فإن خلق الثروات على المستوى العالمي تنتج من خلال القطاع الخدماتي و منه قطاع المعلوميات.و هذا ما تؤكده مجلة « فوربس » الأمريكية حول أغنياء العالم.فبالنسبة لسنة 2009 فإن أغنى رجل في العالم هو الأمريكي « بيل غيتس » صاحب شركة « ميكروسوفت » الذي لم يكن في سنة 1975 سوى تقنيا بئيسا في مجال المعلوميات.كما أن ثاني أغنى رجل في العالم و هو من الهند و الذي له شركة مختصة في المعلوميات أيضا.إذن يمكن القول أن الإمتيازات من أراضي ،و « كريمات » وامتيازات و شركات في إطار المغربة لم تعد موجودة في المغرب ، وبالتالي فإن خلق الثروات يجب أن يكون في مجال القطاع الخدماتي.مع العلم أنه لا يجب أن ننسى أن الديمقراطية هي عامل أساسي في هكذا تطور حتى نضمن تكافؤ الفرص،و توزيع الثروات بشكل عادل في إطار تنمية سياسية تواكب التنمية الاقتصادية و الولوج إلى هذا المجتمع الجديد.
إن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر أول منتج على المستوى العالمي في عدة سلسلات إنتاجية من قبيل الذرة ،و القمح، فهي تنتج أكثر 90 مليون طن من مادة القمح،و هو أكثر من 10 مرات من إنتاج القمح في المغرب في سنة ممطرة،و مع ذلك فالفلاحة لا تساهم في الولايات المتحدة إلا ب 4./. من الناتج الداخلي الخام.عكس المغرب الذي تساهم فلاحته بأكثر من 50./.

و من هنا نستنتج أن خلق الثروات في عالمنا الحالي يجب أن تكون من باب القطاع الخدماتي و المعلوماتي بالتحديد.فالمغرب يعرف فجوة رقمية فظيعة رغم أنه يسجل مؤشرات إيجابية من قبيل انخراط أكثر من 26 مليون مغربي في الهاتف النقال،و مليونين منخرطين في مجال الأنترنيت،مع العلم أنه يسجل ارتفاع ثمن المكالمة في المغرب رغم وجود ثلاثة منعشين في ميدان الإتصالات.كما أضيف أن دولة جنوب إفريقيا قامت بإيصال الأنترنيت إلى المناطق النائية و ذلك تعويضا عن الهاتف،و بالتالي تمكن المواطنون من الإتصال عن طريق الميسنجير « Messenger « .كما أن « إسرائيل » التي نعتبرها نحن العرب عدوا لنا لم تنتصر علينا هباء،بل من خلال تطوير الأبحاث العلمية و مراكز البحث المختصة،فإسرائيل تضاهي الولايات المتحدة في عدة مجالات كالأمن الرقمي،و نسبة عدد المنخرطين في الميدان الرقمي.فضربها للفلسطينيين –إبان عدوان غزة- من خلال طائرة بدون طيار « drone » يدل على أن التكنولوجيا الإسرائيلية جد متطورة.و لكم العبرة يا أولي الألباب.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *