Home»Régional»الديمقراطية على النمط الغربي تدخل مرحلة الكساد والبوار

الديمقراطية على النمط الغربي تدخل مرحلة الكساد والبوار

1
Shares
PinterestGoogle+

مشكلة الغرب بشقيه الأوروبي والأمريكي هو الترويج لسلعة يسميها الديمقراطية في كل بقاع العالم ؛ ذلك أن ماضيه السيئ مخجل بسبب حربين كونيتين ؛ وحركة استعمارية بغيضة ؛ وجرائم ضد الأعراق كالزنوج والسكان الأصليين لأمريكا ؛ وحرب باردة على أراضيه ساخنة على أراضي الغير ؛ ودولة صهيونية ضالعة في الجرائم ضد الشعب الفلسطيني ومن حوله من شعوب المنطقة.
وبالرغم من كلاحة هذا الوجه الغربي ؛ فانه ظل لعقود طويلة يقدم نفسه لكل شعوب العالم كبديل حضاري ويسوق لبضاعة الديمقراطية الناتجة عن تلاقح الفكر اللاهوتي اليهودي المسيحي ؛ والعلماني وليد الطفرة التكنولوجية المدوخة للإنسان الغربي إلى درجة الغرور المفضي إلى الطمع في مرتبة الألوهية.
ولقد اعتمد الغرب كل وسائل الإغراء حتى استنفدها كلها حيث استقطب أبناء كل شعوب العالم إلى أراضيه لدخول جنته والفرار من جحيم بلدانهم . وقد عمل كل ما في وسعه لإبقاء الهوة سحيقة بينه وبين باقي دول العالم في المجال التكنولوجي خوفا من تطور غيره المفضي إلى بدائل تنافسه.
ولما استنفد وسائل الإغراء وأدرك أن سلعة الديمقراطية كاسدة لا محالة ؛ كشف قناعه وأعتمد أساليب الترهيب جهارا نهارا؛ فداس على قوانين هو الذي سنها وصار يجوب العالم جوا وبحرا وبرا يغزو من يشاء بذريعة تسويق سلعة الديمقراطية البائرة. ومن سوء حظه أن اكتشف العالم وحتى أبناؤه الذين صدقوا فلاسفتهم ومفكريهم في كون الغرب هو نموذج الإنسانية ماضيا وحاضرا. لقد ظهرت من اللقطات المخزية ما يثبت تهافت ديمقراطية الغرب . فهل بعد جرائم تدمير أفغانستان والعراق ؛ وفضائح سجن أبي غريب وكوانتنامو وقندهار ومعتقلات المخابرات السرية ؛ واغتصاب الأفغانيات والعراقيات ؛ وتهشيم أجساد الصغار في البصرة ؛ ودمار الضفة والقطاع ولبنان ؛ والتنصت على كل المكالمات ؛ وسرقة الأموال عبر المؤسسات البنكية يمكن للمرء ولو كان يعيش في الأدغال أن يصدق أكذوبة الديمقراطية ؟
إن الديمقراطية الغربية افتضح أمرها في كل بقاع العام ؛ إنها أكذوبة لها ظاهر قد يصل حد الدفاع عن الحيوان والبيئة ؛ وباطنها لا يعدو قانون الغاب حيث الغلبة للقوي الضاري .
لقد ساهمت شعوب العالم في افتضاح هذه الديمقراطية حيث أوصلوا الكاذب إلى الدار كما يقول المثل المغربي ؛ ذلك أن البدائل المختلفة ومنها الإسلامية قبلت اللعبة الديمقراطية بشروطها ولكنها لم تجن سوى التنكر على غرار ما حدث في الجزائر ومصر وفلسطين …. إن الديمقراطية الغربية تقدم أسلوبها كنموذج فإذا ما كانت النتيجة عكس ما تريد تنكرت لها وفي ذلك تنكر لأسلوبها ؛ فالصناديق الزجاجية التي تفرز القيادات في الغرب الأوربي والأمريكي هي التي أفرزت مثل الجبهة الإسلامية للإنقاذ ومثل الإخوان المسلمين ومثل حماس ؛ فلماذا نقبل هذه النتائج وترفض تلك ؟ فالقضية إذن مجرد مسرحية تكشف زيف ديمقراطية مصدرة للتسويق بكل الوسائل على حساب القيم والمبادىء .
بالأمس تحدث الممثل الأمريكي في مجلس الأمن عن التجربة النووية الكورية الشمالية وأدانها واعتبرها استفزازا للسلم العالمي ؛ وهو سلم مفقود أصلا .فكيف بدول العالم لا تحذو حذو كوريا الشمالية وهي ترى نفسها كالأيتام في مأدبة اللئام . لقد شاهدت كل شعوب العالم الصهاينة وهم يبيدون الشعب الفلسطيني الأعزل بأعتى آلة حربية غربية وشاهدوه وهو يدمر لبنان دون أن يجرؤ أحد حتى على مجرد لومه ؛ بل سمي عمله دفاعا عن النفس ؛ والعالم يعرف كم عدد القرارات في مجلس الأمن التي صدرت في حق إسرائيل ولم تطبق لحد الآن ؛ فكيف بشعوب العالم لا تحمي نفسها من الغرب الباطش ولو من خلال التحالف مع الشيطان ؟
إن الأمة التي لا تفكر في اقتناء السلاح الرادع للغرب الذي يسميه سلاح الدمار الشامل هي أمة بائدة لا محالة ؛ بينها وبين الابادة موعد قد حدده الغرب سلفا حسب أولوياته .وان الإنسان الذي لا يحمل في أعماقه حقدا للغرب إنسان بليد ومغفل ستجعله بلادته يوما ما طبقا على مائدة الغرب النهم .
وأما الذين يهرولون ويتهافتون على الغرب في زمن افتضاح ديمقراطيته وبوارها قد وضعوا أنفسهم في قمامات التاريخ ؛ لأن الشعوب صارت جادة في مواجهة الغرب على كل الأصعدة ؛ ولعل الصراعات داخل البلدان المستهدفة من طرف الغرب وبين أبناء الوطن الواحد دليل على هذه المواجهة مع الغرب .فالمواجهة اليوم على أراضي الغير وغدا ستكون على أراضي الغرب رغم أنفه لأنه أراد تصدير نموذج حضاري سيء للغاية حتى أن مسئوليه قرعوا نواقيس الخطر منبهين على تحول ولاء الناس لمن يحاربون كما هو الحال في أفغانستان التي حاولوا اجتثاث نموذجها الطالباني لفائدة نموذج العمالة ومع ذلك لم يفلحوا . إن محاولة إقصاء النموذج الحضاري الحماسي في أرض فلسطين لن يزيد الفلسطينيين سوى تشبثا بحماس التي تمردت على أساليب الترهيب ولم تفرط في القضية مقابل أن يصيبها رشاش بول الغرب كما أصاب الذين هرولوا وانبطحوا ولم يرض الغرب بانبطاحهم ولا بهرولتهم لأنه يحترم من يعرفون حقيقة زيف نموذجه ويرفضونه ؛ ولا يحترم من يريدون نموذجه تملقا ووصولية على حساب أبناء جلدتهم .
لقد بارت سلعة الديمقراطية في الغرب وصارت سقط متاع تلفظه حتى القمامات فهل من معتبر في عالمنا العربي والإسلامي ؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. مواطن ديموقراطي
    18/10/2006 at 00:43

    أتوجه للأستاذ الفاضل بالشكر على إثارته لهذا الموضوع الكبير و الخطير و إن كنت أشاطره الإحساس بنفاق الغرب (و خصوصا الإمبراطورية الهائلة المتجبرة لأمريكا ) و غطرسته و رغبته الجامحة في الهيمنة على العالم و استباحة خيراته و استعباد شعوبه المغلوبة على أمرها فإنني أخالفه الراي في رفضه المنهجي للديموقراطية الغربية( علما بأن الديموقراطية ليست نتاجا غربيا خالصا بل هي خلاصة التجارب الإنسانية في عمومها ساهمت فيها الشعوب قاطبة على نحو متفاوت و بصورة غير مباشرةو هي كما يعلم الجميع أقل الأنظمة ظلما و أقلها شططا أقول أقلها و لم أقل إنها النظام المثالي الذي لا يأتيه الباطل من خلفه ولا من بين يديه ) إن الحديث عن الديموقراطية الغربية و مقابلتها بديموقراطية غير غربية ( هل في العالمين العربي و الإسلامي كله ديموقراطية واحدة أو نظام سياسي واحد يستحق و الإعجاب و الاهتمام؟ سواء في الأنظمة القائمة أو في القوى الساعية إلى السلطة سواء بطريقة شرعية أو بطريق العنف كما هو حال الكثير من التنظيمات التي تستغل الدين؟ألا نجد في الأنظمة الغربية الكثير من العبر و الصور المشرقة التي تقترب من القيم الإنسانية السامية وضمنها تلك التي نادى بها ديننا الحنيف و على راسها أن الحاكم إنسان عاد يصيب و يخطئ يسري عليه القانون كما يسري على أي شخص من المواطنين يحاكم مثلهم و لا يخلد في كرسيه أبد الدهر؟أن المرارة التي نستشعرها نحن العرب ( تكون لدينا إحساس بالدونية نحاول مداراتها كميكانيزم ديفاعي لا شعوري بالاستعلاء الأخلاقي و القيمي بأخلاق و قيم لا توجد إلا في بطون الكتب المجلدة في حين تدنت أخلاقنا بصورة تبعث على القرف…..) بفعل الظلم الذي لحقنا خصوصا في ما يتعلق بمشكلة فلسطين و الكيان الاستعماري الصهيوني الذي قال عنه جان دانيال و هو اليهودي المتنور إنه ليس سوى قوس في التاريخ سيغلق يوما ما…نلقي باللائمة على الآخر الغربي و كأنه مطالب بأن يكون رحيما بنا أو بالأحرى أرحم بنا من أنفسنا… إننا نطالب الغرب بأكثر مما يستطيع ونحن نمتلك أكبر ثورة اقتصادية في العالم و نستجدي أمريكا….ماذا ننتظر من أمريكا و هي في دفاعها المحموم عن مكانتها في العالم مستعدة لأن تهد العالم على رؤوسنا؟ إن الكرة في ملعبنا نحن العرب والمسلمين العائشين على هامش التاريخ ننتظر الذي يأتي و لا يأتي….وأول تحد علينا رفعه هو تجاوز الجهل و التخلف …

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *