وعود الانتهازيين في مهب الريح

فاس/عزيز باكوش

خلال الأسبوع الأول من شتنبر المنصرم , تحول حي بن أسليمان بشقيه الجديد والقديم و الواقع تحت نفوذ لمقاطعة المرينين بفاس , الى ورش مفتوح على الآخر, هم تعبيد طرق , إعادة هيكلة ,مسح فضاء ,وملء شحن وتفريغ آليات لا يتوقف هدير محركاتها الضخمة ليل نهار, شركات عملاقة بآليات جد متطورة, تلج سوق الشغل أول مرة.

الشيء الذي أسال لغطا كبيرا حول هذا الإنزال المفاجئ , انه دخول تنموي غير مسبوق جعل أكثر الناس يتساءلون فيما إذا كان الأمر يتعلق بذر الرماد في العيون , خاصة ونحن على مشارف اقتراع ثلث مجلس المستشارين.

لذلك , جاز لصنف من العارفين بأسرار الانتهازية الانتخابية , أن يحزن ويغضب , ليس لان تعبيد الطرق والمسالك الآن يقتصر على الشوارع الرئيسية والممرات الكبرى لحيهم , وهو عمل ينسجم في مع سياسة تنموية تشمل مدن وأقاليم المغرب عامة , لكن بسبب التأكيدات المبالغة في التفاؤل , و التي ظلت تمنحها بعض الجهات المعروفة باستغلالها لزرع الأوهام , تأكيدات تدفع بالمشروع الى أقصى درجات التفاؤل لأسباب معلومة .

لقد ظلت أبواقها تردد على مدى أسبوع كامل , أن عملية تعبيد شاملة تعم مختلف أحياء وأزقة بن سليمان القديم والجديد , ولن تغفل أي شبر تراب مأهول .

لكن , ما خفي أعظم, فكيلومترات الواجهة لن تخفي غابة بؤس أزقة ودروب الحي, التي أصبح المرور فيها وعليها يتطلب دبابات" ميركافا " ومجنزرات" برمائية لكثرة الحفر والمستنقعات , بالأحرى هياكل سيارات متهالكة , تشكو تجهيزاتها من تآكل واعطاب شبه دائمة.

عندما سال مواطن احد المسؤولين عن طبيعة سير الأشغال, وفيما إذا كانت أعمال الترصيف والتبليط ستشمل كافة دروب الحي وأزقته, بما في ذلك مسالكه المهمشة أجاب صاحبنا :

طبعا لن نترك شبرا واحدا دو ن تبليط .. الشارع المرصف بطوار يعبد , وغير المرصف, يبلط" استطيع أن أؤكد لكم ذلك.

مباشرة و فور الإعلان عن نتائج الأقتراع رحل الهدير, وتوقفت أشغال الترصيف في منتصفها حيث ظلت العديد من الأحياء الرئيسية مجرد أوراش مفتوحة حتى أشعار آخر .

الى ذلك يلف غموض وتوجس كبير ساكنة الحي , خوفا من الإهمال والذي طالهم والذي قد يستمر الى ما نهاية, أما الوعود فقد ذهبت مع الرياح.

عزيز باكوش