وأنا أتجول في شارع محمد الخامس بالرباط ، و في لحظة أولى يتجه نظري نحو رَجُلٍ ذو قامةٍ طويلةٍ يلبس جلباباً تقليدياً ذهبي اللون و قبعة تقليدية صفراءٌ لونها و يخطو خطوات بطيئة مستعيناً بعكاز ، و في اللحظة الثانية تدخل ملامح الرجل إلى مفكرتي الذهنية لعلَّها تفكُّ لغز هذا الرجل الذي أسدى حياته لخدمة الفن المسرحي و الإذاعي و في انتظار جواب مفكرتي يأتي الجواب قبل الآوان إنه الفنان القدير محمد الناجي الذي يستحق كل تكريم عرفاناً بقيمته الفنية التي أضفاها على المسرح و التلفزيون و الإذاعة المغربية منذ الإستقلال . ولعلٌ سخطي في تلك اللحظة انصبَّ على مسؤولي قطاع الثقافة الذين همشوا العديد من الفنانين العمالقة الذين خدموا وطنهم و المجتمع بفنٍّهم النبيل و الهادف حتى أضحي رجل فنان قدير كمحمد الناجي يمر في صمت مطبق أمام أجيال من الشباب لا تعرف سوى مهند و عمرو دياب و رونالدينو ، حقيقة تحسرت على واقع إعلامنا سواء المرئي أو المسموع أو المكتوب .