ملفـــــــات تربويــــــــــة / التوجيــــــــــــــــــــــــه التربــــــــــوي

الأربعاء 11 يونيه 2008
التوجيــــــــــــــــــــــــه التربــــــــــوي
خصصت جريدة الصباح ملفها التربوي لموضوع التوجيه التربوي، وذكّرت بالمكانة المهمة للتوجيه التربوي في الميثاق الوطني للتربية والتكوين، إلا أنها لاحظت على أرض الواقع أن مراكز التوجيه يطولها التهميش والإقصاء، وتنعدم فيها التجهيزات والعدة التربوية اللازمة التي تيسر سبل التعلم للتلاميذ وتبدد عنهم قلق السؤال الذي يلازمهم طيلة مسيرتهم الدراسية، ما يفرغ هذه المراكز من وظيفتها التربوية والتوجيهية ويحولها إلى بنايات راكدة تنعدم فيها روح المبادرة والعمل رغم ما يبذله المسؤولون عنها من مجهودات لاستعادة دورها وألقها التربوي المفتقد.
وفي عمود "تحت المجهر" كتب عبد الله نهاري تحت عنوان "التوجيه والاختيارات" أن نظام الاستشارة والتوجيه مدعو إلى أن يكون أكثر انفتاحا على سوق الشغل، وأن يكون مرنا لكي يساير انفتاح الاقتصاد الوطني، لان المغرب ليس في حاجة إلى مزيد من الشعراء والأدباء الذين لا يتقنون غير اجترار كلام جامد لا يسمن ولا يغني، بقدر ما هو محتاج إلى عقول نيرة ترى في الأفق البعيد عالما قوامه التكنولجيا الحديثة والتقنيات المتطورة والهندسة بكل فروعها، وباقي العلوم الحقة، لكن هذا لن يتأتى إلا بتطوير أداء هيأة الاستشارة والتوجيه، طبعا مع إعطائها القيمة التي تستحقها ماديا ومعنويا".
ويرى عبد الكريم مفضال في عموده "مفارقات" أن آباء التلاميذ يسمعون خطابا برّاقا في مجال التوجيه المدرسي، لكن اللافت هو هذا الفارق الكبير بين مستوى الخطاب والتصورات من جهة، وبين واقع التوجيه المدرسي، إن وجد فعلا توجيه مدرسي على ارض الواقع".
وأوضح الملحق التربوي أن مؤسسات تعليمية بالحسيمة غير مغطاة بخدمات التوجيه، بحيث تعترض التوجيه التربوي مجموعة من المشاكل والإكراهات المرتبطة بتشتت المؤسسات التعليمية وافتقار الإقليم إلى ثانوية تقنية، وعدم توفر المؤسسات ذاتها على مكاتب خاصة بأطر التوجيه التربوي باستثناء الثانوية التأهيلية بمدينة تارجيست.
وأكد عمر دواني مفتش ممتاز للتوجيه التربوي مكلف بتسيير مركز الاستشارة والتوجيه لمراسل الصباح في مدينة بني ملال أن مراكز الاستشارة والتوجيه أحدثت استجابة إلى الحاجيات المحلية من خدمات الإعلام والاستشارة والتوجيه، وهي بمثابة بنايات إدارية تابعة لنيابات وزارة التربية الوطنية، تستهدف المساهمة في تجاوز ثقافة التكفل (إعطاء خبر جاهز) وإشاعة ثقافة تحمل المسؤولية من خلال تحسيس التلاميذ وتأهيلهم للبحث والتنقيب عن المعلومات التي تعنيهم بشكل مباشر، والاسهام في ترسيخ هوية مهنية لاطار الاستشارة والتوجيه تندرج أساسا في سياق تربوي ووقائي يتيح إمكانية الاستفادة من خدمات الاستشارة والتوجيه للممدرسين وغير الممدرسين وللعموم والمساهمة في إنضاج مجموعة من المفاهيم لدى مختلف الفرقاء والمعنيين كمفهوم الاعلام والاستشارة والإخبار والتوجيه.
وأبرز مراسل الجريدة في مدينة آسفي أن القاسم المشترك بين التلاميذ وأولياء أمورهم والمهتمين بالشأن التعليمي بالمدينة هو قلة الملتقيات المهتمة بقضية التوجيه المستقبلي للتلميذ، وانحصار عدد منها داخل مؤسسات وفضاءات وسط المدينة مما يتسبب في حرمان الأغلبية من الاستفادة منها، بل أشار البعض إلى أنهم لا يعلمون عنها شيئا.
وأفاد مراسل الجريدة بالجديدة أن التوجيه الخاطئ ينعش الساعات الإضافية، بحيث يصاب الكثير من أولياء التلاميذ بصدمة قوية، حينما يجدون أبناءهم يلجون شعبا ومسالك لا تستجيب لرغباتهم، ولا تنسجم مع مؤهلاتهم وقدراتهم الفكرية والمعرفية ولا تمكنهم من إتمام مسارهم التعليمي بفعالية ونجاعة، مما يدفع ببعض هؤلاء الآباء إلى تحمل عبء تكاليف الساعات الإضافية في المواد الأساسية رغبة منهم في تحقيق أداء تعلمات أبنائهم وتمكينهم من تخطي الصعوبات والعراقيل التي تعترض سيرورتهم التعليمية، ويجعل البعض الآخر يبحث عن تخصصات وشعب بديلة في التعليم الخصوصي، تخلص أبناءهم من فخ التوجيه الذين سقطوا فيه. وأبرز مراسل الجريدة في مدينة وجدة وجهة نظر أستاذ للرياضيات في الموضوع جاء فيه أن المستهدفين من العملية التعليمية، وفي غياب التوجيه التربوي الفاعل والمنتج يعانون الكثير من المعضلات المؤثرة سلبا في مسارهم الدراسي، بل ان عدد هؤلاء التلاميذ يرتفع كل موسم دراسي.




5 Comments
تحية إلى كل أطر التوجيه والتعليم:
تأتي المذكرة رقم 81 بتاريخ 16-06-2008 عن تأهيل وتعميم بنيات الاستشارة والتوجيه مباشرة بعد كلامكم عن التوجيه، لتبين لكل المهتمين من آباء ومتعلمين وأساتذة وإداريين ومؤطرين، بأن ميدلن التوجيه التربوي في واد والمسؤولون في واد آخر.
فحسب علمي فلم تتم استشارة المعنيين بالأمر حول جدوى هذه المذكرة كما هي عادة المسؤولين في وزارتنا الموقرة.
وأما عن مشاكل الإطار وتسيبه وتهافت كل الجهات عليه، فحدث ولا حرج.
المسؤولون صم بكم عمي لا يعقلون…
فعلا التوجيه التربوي له دور أساسي وحاسم في السيرورة الدراسية للتلميذ. فلو تم التوجيه بالتقنيات والطرق اللازمة التي ينبني عليها لا بد أن يحقق أهدافه . لكن مع الاسف الشديد لا المسؤولين أعطوه الاهمية الضرورية ووفروا له الظروف المناسبة ، ولا أطر التوجيه يقومون بواجبهم. بالفعل هناك معيقات الشيء الذي جعل بعض أطر التوجيه لا سامحهم الله الركون الى الخمول والتهرب من المسؤولية وعدم القيام بالواجب المهني، فتجدهم يقضون أوقاتهم في أمورهم الخاصة أو في المقاهي ولا يزورون المؤسسات التي يشرفون عليها الا نادرا. حيث اذا سألت تلاميذ المؤسسة عن الموجه يجيبونك بأنهم لايعرفون هذا الشخص أو لا يعلمون بتوفر مؤسستهم على هذا الاطار، بل أحيانا حتى الطاقم الاداري لا يعرف هذا الشخص الا في الوثائق الرسمية. وضعية مؤسفة نتمنى أن يوجد لها حل.
إلى المتتبع، لما هذا التعميم؟ ،كأني بك قمت بزيارة مؤساست التربية والتكوين من طنجة إلى لكويرة وقمت بسبر آراء المعنيين ووصلت إلى حكمك النهائي المطلق،وهو حكم يفنده الواقع، وتلغيه المعطيات الحقيقية.لأن الأولياء هم في حقيقة الأمر العائق الكبير لنجاح المنظومة التربوية،وهم حجر العثرة في وجه أبنائهم ـ وإن كان ذلك ناتج عن حسن نية وحب مفرط لأبنائهم . وعلى سبيل المثال لا الحصر أقول لك إن الأولياء يتدخلون بشكل مفرط في اختيارات أبنائهم فيرغمونهم على اختيار شعب قد لا يتوفرون على الحد الأدنى من المؤهلات لها، ظانين أن تتبع أبنائهم بدروس الدعم والتقوية سيجعلهم من المتفوقين، ناسين أن الاختيارات يجب أن ترتكز بالدرجة الأولى على المؤهلات الذهنية للتلميذ. وهو إجراء يدخل في صميم اختصاص أطر التوجيه الذين أصبحوا مشجب كل فشل في المنظومة التربوية، رغم أنهم ضحية استيراد منظومة ناجحة في موطنها الأصلي-فرنسا-، وفاشلة كل الفشل في المغرب لاختلاف الظروف والملابسات. ولذلك أقول لك وفروا لهذه الأطر الحد الأدنى من ظروف عمل الموجهين في فرنسا، وأميدوهم بالمعطيات السليمة عن مستويات التلاميذ، ولا تتدخلوا بطريقة أو أخرى في عملهم ثم حاسبوهم كما تشائون بعد ذلك.
تحية طيبة الى كل الغيورين على هذا القطاع وتبا لكل من يعمل على وءده !
عدم إخراج الوكالة الوطنية للتقويم والتوجيه التربوي حسب مضمون الميثاق لخير دليل على التوجه الذي نحن بصدده ؛ زيادة على ذلك أن هناك أطرا في مجال التخطيط تحارب التوجه السليم للمجال وعلى سبيل المثال لا الحصر أشير إلى حركة مفتشي التوجيه الأخيرة والتي نشرت نتائجها على شبكة الأنترنيت ومعززة بمذكرة للسيدة الكاتبة العامة سابقا وكاتبة الدولة في التعليم المدرسي حاليا ، لكن الطامة الكبرى هي أن لوبي معروف حارب هذا الإرساء عن طريق الهاتف للعديد من نواب الوزارة انطلاقا من الأكاديميات المعنية ! بل أكبر من ذلك راسل المتضررون الجهات المعنية ولم يحرك ساكنا بل أكثر من ذلك أقبر بعض النواب هذه المراسلات وطبق مبدأ « كم من مسائل قضيناها بتركها » وتم إرضاء بعض المشاكسين من المعنيين الإثنى عشر.انظروا إلى خريطة التنسيق في المجال والعراقيل المطروحة من كل جانب في اتجاه معتل …وللحديث بقية !
إذا مرض الجسم كله، فبالطبع كل عضو منه مريض. إن مسؤولية إصلاح التعليم بشكل عام وإصلاح نظام التوجيه التربوي بشكل خاص تقع على كاهل جميع المسؤولين والأطراف التربوية والإدارية والاجتماعية والسياسية: لا يصلح التوجيه التربوي إلا بإصلاح التعليم، ولا يصلح التعليم إلا بإصلاح جميع القطاعات منها الاجتماعية والثقافية والمهنية والاقتصادية.
1) فأي تحصيل دراسي ننتظره من أبناء الفقراء والمعوزين الذين أنهكهم تعب من أجل الحياة؟ 2) وأي تمدرس ننتظره من أبناء طبقة أمية فعلت فيها الأمية فعلتها؟ 3) وأي تمدرس ننتظره من أبناء مياومين بأقل أجر أو يعملون يوما ويتعطلون أياما؟ في إطار هذا الواقع المعيش أي أهداف تحققها خدمات التوجيه التربوي ؟ وعود على بدء: أي توجيه في إطار أي تعليم؟ وللعلم فإن التوجيه التربوي يرتبط بشكل عام بالمردودية المدرسية وموقع التلميذ الأسري والاجتماعي والتربوي. وخدمات التوجيه التربوي تتوقف على معطيات متعددة وظروف معينة ووسائل ناجعة وتجهيزات مناسبة وتشريع يحدد موقع أطر التوجيه التربوي ضمن المنظومة التربوية ويحدد بشكل واضح وإجرائي مهام هذه الفئة من الأطر التربوية كالمدرس والمدير والناظر والحارس العام والكاتب والمعيد والعون الذين حددت التشريعات مواقعهم ومهامهم بكل وضوح ، حيث لا يوجد لبس ولا تداخل في العمل والعمليات التي يقوم كل من هؤلاء الموظفين. فعلى سبيل المثال لا الحصر: أين يتموقع الموجه بخصوص الملفات المدرسية للتلاميذ؟ وماهي العمليات التي يمكن أن يقوم بها في إطار الفحوص السيكولوجية؟ وأين يتموقع بالنسبة للمدرس والمفتش التربوي في إطار عمليات التقييم التربوي؟ وكيف يمكن أن يساعد التلميذ على بناء مشروعه الشخصي في إطار غياب ثقافة المشروع؟ في إطار هذا الواقع، وفي إطار محدودية الاختيارات، فإن قلة من التلاميذ يستفيدون من خدمات التوجيه التربوي، ويتوجهون إلى نوع الدراسة التي يرغبون فيها بمساعدة الموجه أو حسب قناعتهم والمعلومات المتوفرة لديهم.