سلام عليك يا تويسيت,سلام عليك من احد ابنائك البررة,الذي يكن لك حبا قل نظيره,لانك تدسين له في صفحات مجلدك التاريخي ذكريات خلت,في ايام الصبا الزاهية,وتدسين له العواطف الجياشة تجاه ساكنة الدوار في تلك الحقبة الرائعة,سلام عليك لاتك عنوان الامان والسلم,تجاه وطنك,فسقيت رحيق الطمأنينة في نفوس ابنائك,وعلمتهم حب الوطن مهما كانت الصدمات,ولم يكتب عنك يوما انك وابناءك أردت مكروها لهذا الوطن الابي,بل كنت اول المستنكرين لكل من يدس الحقد والضغينة له,خاصة ممن يريدون ,ركوب سفن المطالب,لخلق الفتن,والمطالبة بالانفصال,والتعصب للطائفية,

سلام عليك,فقد اعطيت ما في بطنك من كنوز,لهذا الوطن,وساهمت باخلاص في تنميته,فشقت الطرقات بما اخرج ابناؤك من معادن,واسهمت في انعاش الفلاحة والصناعة في ربوع الوطن,بدون حسد ولا غيرة,ولم تركبك صفة الانانية,وحب الذات,بل اخلصت في حب الوطن بنكران للذات,

سلام عليك,وعلى ارواح ابنائك ممن قضوا,وقد ابلوا البلاء الحسن,خدمة لازدهار الوطن,غير ابهين بضيق التنفس الذي غزا صدورهم من مخلفات المعادن, وسلام على من هو حي يرزق,يراقب غياهب المناجم التي قضى فيها حقبة من عمره عن كثب وظل يعاني من امراض فتاكة,خاصة تلك التي تصيب الجهاز التنفسي,وكله فرح وغبطة,وكبرياء وشموخ,بما قدمت يداه,لبلده وابناء وطنه,رغم انه لم ينصف على تضحياته وجهاده,وأعطي الشيء القليل ليقتات به مع اهله وعشيرته,رغم تغير الزمان,وتغير الاثمان,واستفحال المرض من جراء اتربة المعادن التي ظل يستنشقها مرغما وهو ينقب عن الكنوز في غياهب المناجم والغيران,

سلام عليك يا بلدة الاجداد,فلن تنسى لك التضحيات الجسام,ولن تنسى ارواح ابنائك التي ازهقت في غياهب المغاور,تحت اكوام الصخور والاتربة التي كانت تنهار على رؤوسهم,وهم يكدحون ليس من اجل قوتهم اليومي فقط بل من اجل اخوانهم المغاربة في كل رقعة من الوطن,

سلام عليك يا بلدة الاسلاف,فقد اعطيت مثلا اسمى في الاخاء والمودة والرحمة بين ساكنيك,وظل ابناؤك يبادلون كل من حل عليك بحب فياض واخاء قل نظيره ,ولا زلت اذكر انني كنت اسمع من الاجداد,ان فلان ريفي واخر سوسي وذاك صحراوي وهكذا دواليك,وحين علم الوافدون سماحة اهلك,وصفاء سريرتهم,احبوهم,واحسنوا جوارهم,بل هناك من اثر البقاء بين اخوته من ابنائك الى يومنا هذا,ولم يرحل باتجاه قبيلته او مدينته,رغم انتهاء الاشغال بك,

سلام عليك,لانك بقيت كما كنت ولا شيء تغير فيك,قانعة انت وابناؤك,فقد اعطيت الحب,واستقبلت الجفاء,واعطيت الاموال الطائلة,واستقبلت الفقرالمحدق,وقدمت ابناءك فداء,ليعيش الاخرون,

سلام عليك يا تويسيت,لانك صامدة ,امام كل المتربصين بوحدة وطنك,فانت سد منيع,تقفين شامخة,وعينك لا تنام,ضد كل معتد اثيم,وجبالك الشامخة تراقب شموخك في كبرياء,

سلام عليك,سلام لا ينقضي,ومهما كبر فلن يصل الى جميلك ومعروفك,وتضحياتك,نسال الله ان يجازي ابناءك,على خدمة وطنهم ,وعلى اخلاصهم لوطنيتهم,وكيف لا وهم ابناء قبيلة المهاية,وبني حمليل,وبني بوحمدون,المعروفة بالنضال,من اجل رفاهية الوطن ولا شيء غير الوطن.