Home»Régional»سلام عليك يا تويسيت 13

سلام عليك يا تويسيت 13

0
Shares
PinterestGoogle+

كان الفراق الاول,والابتعاد عن مدينة الاجداد,في سن مبكر,فقد ارغمت على الاتجاه الى مدينة وجدة رفقة جدتي من والدي وعمي الذي نال الشهادة الابتدائية,وكان لزاما عليه ان يتابع دراسته الاعدادية بالثانوية التاهيلية عبد المومن,ورغم صغر سني انذاك,حيث لم اتجاوز الخمس سنوات,فقد قرر والدي ارسالي مع افراد العائلة,وتم تسجيلي باحد الكتاب .
اكترى والدي بيتا لهذه الاغراض, بحي سيدي بوقنادل,بجوار صاحبة المنزل,كانت هذه المراة تدعى في الحي /السوسية/بينما كان زوجها يمتلك فرنا تقليديا بجوار مسكنه,لازلت اذكر اسم الفرن حسب سكان الحي وهو/فران حمادة/
لم اطق ذاك الفراق المر,ولم يفكر والدي رحمه الله ان فراق اخوتي ووالدتي في ذاك السن امر صعب لا يطاق,لكنني رضخت لرغبات والدي مرغما,وتعرفت على بعض الاصدقاء من اقراني في الحي والكتاب,وبعد مرور سنة ونصف تقريبا,تم تسجيلي في اول مدرسة عمومية بجوار الحي,لا زالت الى يومنا هذا,وهي مدرسة ابن طفيل الابتدائية,فكان اول استاذ درست على يديه يسمى /سي لحسن,ثم الاستاذ بنكيران في المستوى الثاني,والاستاذ بولويز في المستوى الثالث للغة الفرنسية,اما استاذ اللغة العربية فلست اذكر اسمه .,ان كانوا احياء جازاهم الله عنا الخير الجزيل,وان كانوا في دار البقاء رحمهم الله
بعد انتقالي الى المستوى الرابع,كانت العودة نحو قرية تويسيت,فقد تزامن ذلك,بعد انقطاع عمي عن الدراسة,عدت والفرحة تغمرني الى بلدة الاجداد,لاتابع دراستي بالمستوى الرابع بمدرسة احمد الناصري السلاوي,ثم المستوى الخامس,ومنه ,جاء الفراق الثاني باتجاه مدينة وجدة,كان الاستقرار هذه المرة مع افراد جميع العائلة بحي سي لخضر.
بحثت عن اصدقاء حي بوقنادل,لاتذكر واياهم تلك الايام الرائعة بالحي والمدرسة,لكن كانت صدمتي كبيرة,فاغلبهم اصبح منحرفا تردد على اصلاحية السجون لعدة مرات ,ولم يكن لي بد سوى الدعاء لهم بالصلاح والعودة الى جادة الصواب,ولست ادري ما مصيرهم الان.
تابعت دراستي,بكل جدية وحزم,باعدادية الجاحظ ثم اعدادية باستور وكذا اعدادية ابن القاضي,ثم الى ثانوية عمر بن عبد العزيز,الى ان ولجت مهنة التعليم,سنة 1980,ولا زلت ازاولها الى حدود هذا التاريخ,واحمد الله على حسن مصيري,وربما لو مكثت في حي بوقنادل لكان المصير مختلفا بفعل الرفاق ,
ان حقبة الطفولة التي قضيتها في حي بوقنادل تختلف تماما عن الحقبة التي قضيتها في رحاب دوارنا تحت سفح غيران الفيجل,فهناك كانت العابنا رائعة,العاب الفروسية والخذروف وسريلو,بينما في حي بوقنادل,كان الرفاق يتوجهون الى ساحة سيدي عبد الوهاب,وهناك كان احد الاشخاص يستغلنا في مباريات الملاكمة فيما يسمى بالحلقة,لا زلت اذكر ان اسمه بوجمعة,وكنا صغارا نظل في صراع دائم بينما كان صاحب الحلقة يجمع الاموال من المتفرجين الى مغيب الشمس.
انها ذكريات خالدة,امتزجت بفراق قرية الاجداد,واختلاف مصير الاصدقاء,ولعل مصير اصدقاء الطفولة في دوارنا افضل حالا من مصير اصدقاء حي بوقنادل,اترك للقارئ تعرف الاسباب

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. bahri
    06/01/2017 at 22:06

    تحية للاستاذ حيمري اتابع مقالاتك عن تويسيت فانك ترجع بذاكرتي الى ايام الصبا فالحنين الى قريتي يتاجج في خاطري حيث الحياة هادئة والناس طيبون فلولا العمل لما بقيت في وجدة دقيقة واحدة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *