Home»Enseignement»هل يعقل أن يشيع رجل التربية والتعليم الى مثواه الأخير بهذه الطريقة ؟

هل يعقل أن يشيع رجل التربية والتعليم الى مثواه الأخير بهذه الطريقة ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

اتصل بي السيد موسي التهامي نائب التعليم بنيابة وجدة أنكاد ,نتجاذب أطراف الحديث حول ظروف سير الامتحانات , ليعرج على مأساة عاشها مفادها أنه حضر جنازة أحد رجال التعليم , ليلحظ الجميع جنازة أخرى لرجل يحمل من طرف أربعة أشخاص لا غير,وعندما سأل الحاضرون عن الرجل المحمول كانت المفاجأة عندما علموا أن الأمر يتعلق بالمشمول برحمة الله وعفوه المدعو قيد حياته السيد النائم  » أستاذ الانجليزية » بثانوية عبد المون التأهيلية  بوجدة  ,كانت حسرة السيد موسي وحسرتي كبيرة,حسرة السيد موسي كونه كان من تلامذة المرحوم النائم في الثمانينات ,وكم تألم كثيرا للطريقة التي حمل بها ومرافقي الجنازة الذين لم يتعدوا الأربعة, لولا أن تدارك الحاضرون رفقة السيد موسي وقدموا التعازي لأخيه بعد الدعاء عليه والدعوة له بالرحمة والمغفرة .

   هكذا يا إخوتي الكرام تنتهي بعض نهايات رجال التعليم الطي والنسيان حتى في الجنازة.

  حسرتي كانت كبيرة لأنني رأيته منذ أيام على دراجته المعهودة يجول المدينة ولا يحدث أحدا. هكذا عاش وحيدا منعزلا , ومات وحيدا منعزلا.لعل الكثير من رجال التعليم يتذكرون هذا البطل عندما كان لاعبا لفريق المولودية الوجدية لكرة اليد وقت تألقها وعندما كان المرحوم الاستاذ النايم يصول في قاعة الملعب كالجواد المغوار ويهز الشباك مرة ومرات…. مرت الأيام وألم به المرض, لينتقل من الشهرة والنبوغ الى الأفول والرجوع, تائه سائح ,يصول المدينة شرقا وغربا ثم ينزوي الى بيته عندما يصيبه العياء .

  رجل رياضي متميز ورجل تعليم متميز…. أرادت إرادة الله أن يبتلى, والابتلاء من الله تخفيف للذنوب ومغفرة من المعاصي . رغم مرضه بقي شهما نقيا فاضلا لا يكلم أحدا ولا يجالس  أحدا , ولا يبالي بما يدور حوله.إذا رأيته لن تحسبه مريضا من أناقته وتألقه وعزته.

    لكن الطريقة التي حمل بها  الى مثواه الأخير والطريقة التي دفن بها أثرت في الحاضرين لجنازة أخرى,لهذا المشهد الغريب. كم كان السيد موسي نائب التعليم بنيابة وجدة أنكاد يحدثني بحسرة وحزن شديد , وهو يشاهد أستاذه يدفن وكأنه غريب ….وكأنه لم يكن يوما لاعبا مشهورا لكرة اليد ولا أستاذا بارزا للغة الانجليزية ,لست على علم بعائلته ,لكنني أتحسر على رجل التعليم كيف يقدم كل ما دليه وعندما تقل قواه وتعاكسه الحياة بمرض أو علة ما , ينعزل ويفارقه حتى أصدقاؤه.

   إن هذا المشهد جد مؤثر ,لما ترك من معالم مفادها أنك تحيى غريبا وتموت غريبا , فطوبى للغرباء.

    أدعو الله العلي القدير أن يكرم مثواه وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة , وأن يشمله بعفوه ورحمته ومعفرته . وأن يدخله فسيح جناته مع  النبيئين والصديقين والشهداء  إنه نعم المولى ونعم المجيب,وإنا لله وإنا إليه راجعون.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

6 Comments

  1. حسن ع
    16/06/2013 at 18:59

    أقترح أن تنسق الأكاديمية مع اتصالات المغرب لوضع خط للرسائل الالكترونية وتسجل عليه جميع أرقام الموظفين التابعين لها وهكذا تستطيع أن تبعث رسالة إخبارية للجميع في ثوان سواء كانت
    الرسالة معلومة أو خبر كهذا أو غيرهاوتستطيع إعطاء نتائج كيفما كانت مما ليس سريا بل وتستطيع إعطاء بعض المعلومات للفئة المعنية وهذا الأمر معمول به في جهات كثيرة كالأسواق الممتازة مثلا فلو تحقق الأمر لكان يكفي عائلة الأستاذ النايم رحمه الله أن تتصل بالرقم المعلوم لدى الأكاديمية وفي ظرف ثوان يكون الآلاف من رجال التعليم قد توصلوا بالخبر رحم الله الأستاذ النايم وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون

  2. prof d anglais
    17/06/2013 at 01:23

    Lah yrahmou c etait un homme solitaire tres tranquille qui enseignait les aveugles.Tout le monde le respectait.

  3. الفاضلون يغادرون في صمت
    17/06/2013 at 17:55

    شكرا سيد المقدم على هذه الالتفاتة الطيبة النبيلة، شخصيا لا أعرف المرحوم ، لكن ما أثارني فعلا هو أنه من هؤلاء الفضلاء المغمورين الذين تشهد لهم أعمالهم يوم الموقف العظيم حتى ولو كان مشيعهوم أربعة لا أكثر. فالفاضلون يغادرون في صمت وتشهد لهم سيرتهم وأعمالهم خصوصا في زمن يعطي فيه الإعلام صورة براقة للجاه والشهرة.

  4. OMAR1
    17/06/2013 at 22:55

    J’ai connu si Nayem durant les années 80.Bien que solitaire,on prenait souvent un café ensemble.Il évoquait alors les beaux jours à la faculté deFes ou bien l’age d’or du handball Oujdi.Je l’ai perdu de vue depuis un bon bout de temps et voilà que l’annonce de son decés ainsi que les circonstances de son enterrement tombent comme un rappel retentissant de la triste réalité de « certains » enseignants dans notre société

  5. رجل تعليم
    18/06/2013 at 03:21

    شكرا السيد لمقدم على هذا المقال الذي يجسد غيرتك على رجال التعليم ما لا تعرفه وما لايعرفه الكثيرون أن للمرحوم أخوين أصغرهما ترك منصبه كاستاذ للتربية البدنية نظرا لمرضه النفسي والعقلي والثاني أستاذ للغة الانجليزية وهو استاذ كتوم ذو أخلاق طيبة يعيش في غالب الاحيان وحيدا لايجيبك عند التحدث معه الا بكلمات مقتضبة دالة على المعنى الذي تريده .على مايبدو يعيش ظروفا قاسيةويظهر ذلك من قسمات وجهه كما يبدو ساذجا لايجيد التصرف في بعض المواقف نظر لانزوائه وانطوائه ولعل ذلك ما جعله لايخبر أي أحد حتى زملاءه الذين يدرسون معه

  6. Universitaire d'Oujda
    18/06/2013 at 08:30

    C’est Horrible de lire cet article. Combien d’Enseignants, combattants, militants ne sont pas reconnus. Ce matin je viens de lire la négligence des responsables sur le Prix arabe de Chimie qu’a reçu le Professeur Hammouti Belkheir, j’au vu le vidéo et comment il l’a eu en Emirates, Rass Al Khaima et un Prince qu’il l’a honoré MAIS on a rien lu, rien entendu, rien vu sur notre télévision RTM et 2M qui nous agresse chaque mois sur la facture de l’ONE et fait passer ce qu ‘ils veulent mais les gents qui honorent le Royaume sont écartés. Pourquoi ces actions médiocres ???

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *