Home»Enseignement»كيف لمدير مؤسسة ….أن يكون ناجعا فاعلا….

كيف لمدير مؤسسة ….أن يكون ناجعا فاعلا….

0
Shares
PinterestGoogle+

      كنت أهيئ لمقال حول عيوب التدبير المالي بالنيابات والذي ينعكس سلبا على المؤسسات. إلا أنني زرت ثانوية المغرب العربي التقنية بوجدة لغرض خاص. كانت لا مناسبة قابلت مديرها السيد الصباغ , وأعجبت بطريقة تدبيره وتفكيره ونظرته للأمور. مما حذا  بي الى كتابة مقال أقدم فيه وجهة نظري حول مواصفات مدير مؤسسة.

       ليس من السهل الحديث عن مدير اليوم لما يعانيه من صعوبات ولما يتحمله من مسئوليات.وليس من السهل الحديث عن مواصفات في وقت تراجعت فيه المستويات وكثرت فيه الاحباطات .تعليم يتعثر وتدبير يتنثر وسياسة تعليمية تتبعثر…فأين المفر؟ إن مدير المؤسسة من الأوراق الرابحة التي فرطت فيها وزارتنا من جراء اختيارات لا هي باختيارات وانتقاءات بعيدة عن حسن الانتقاءات … لن أخوض في الحديث عن المواصفات في ما كتب في هذه المجالات, فهو غزير ونظري وبعيد عن المتعايشات . وإنما سأنطلق من قناعات شخصية وارتسامات فردية قد تكون صائبة في بعضها وخائبة في جلها وقد تكون عكس ذلك. النية ليست النكاية ولا النهاية,إنها أفكار منطلقة من تجارب شخصية ورسوم وردية لمدير قل احترامه وكثر احتدامه وضاقت عليه أقدامه.

 فكيف لمدير مؤسسة أن يكون مديرا ناجعا فاعلا فعالا :

     1- حسن الاختيار: صدقوني أنني عندما تسنح لي فرصة المشاركة في لجنة الانتقاء بنيابة تاوريرت حيث المجال خصب نظرا لتشكيلة اللجنة  من خيرة رجال التربية ممن يعملون المصلحة العامة فوق كل المصالح,يكون بين عيني شخص المدير أكثر مما اعتمد معارفه,الأولى ملتصقة به والثانية مكتسبة تأتي مع الزمن والقدرة على البحث.إلا انه وللأسف لا يتوفر ذلك بأكاديميتنا التي تعتمد لجانا أبدية تعتمد قرارات ليست دائما وفق التوجهات.

    2- ما دمت تحدث عن شخص المدير ,فلأنني أعتبر ذلك ضمن الأولويات ,ليكون المدير قادرا على تدبير مؤسسة قد تتطلب جهدا جهيدا وحصنا منيعا .مدير يحسن الوقفة والتحدث والإنصات والاستماع والسماع والحديث الهادئ والاطمئنان والرزانة .المدير الذي ينفعل لأتفه الأسباب يصعب عليه تدبير الصعاب….

  3- مدير يحمل مشروعا شخصيا قوامه تحقيق وقع معين داخل المؤسسة كأن يكون تحقيق التوازن داخل المؤسسة , أو الوصول الى  تمدرس يحس فيه المتمدرسون بالراحة والحب والعدل.مشروع شخصي وليس مشروع المؤسسة الذي أتحفظ عليه كثيرا والذي سأعود له لاحقا ان شاء الله تعالى. مشروع المدير ضمن مشاريع عدة لا تتوفر في مؤسساتنا كمشروع التلميذ ومشروع الأستاذ ومشروع القسم , ومشروع كل جمعية تعمل بالمؤسسة على حدا ,ومشاريع عدة…

      4 – مدير منفتح : تعتبر هذه الخاصية من السمات الهامة التي يمكن أن تساهم في بلورة المبادرات والتغلب على مختلف الصعوبات , حيث كلما فتحنا أبوابنا للعاملين معنا والمتفاعلين معنا, كلما كنا قادرين على استقطابهم ولفت نظرهم ليساهموا معنا بأفكارهم وأموالهم ومبادراتهم…

     5- مدير يعمل التشارك على الانفراد: لم يعد تعليمنا كما كان يدبر من قبل بواسطة مذكرات وقرارات فوقية مقابل تطبيقات تحتية لا تناقش ولا تجادل ولا تبدي رأيها ولا تغاير. تغيرت الأحوال وأصبح التدبير يتطلب إشراك مختلف الفاعلين الداخليين والخارجيين إشراكا فعليا لا شكليا. ولعل ما تجده من مساعدات ومبادرات في هذه المؤسسة دون تلك ,إنما يعود في جزئه الكبير الى شخصية المدير وانفتاحه وإشراكه للغير . ولعله من الناحية النفسية كلما جاءت المبادرة من الغير وبعدد أوفر كلما ضمنا لها النجاح عكس المبادرات الفردية التي عادة ما تلقى المقاومة والانتقاد ولو كانت صائبة. بل أحيانا يستحسن من المدير استخراج المبادرة من الغير ولو كان صاحبها.

  6- التواضع : كم من مدير مجد وغيور , إلا أن عدم سعة صدره ومعاملته للغير حسب مركزهم لا مساواة بينهم , وإنما يعتبر ذلك من الصفات التي تعكر عمله وتشعر الغير بالنقمة عليه , لشعورهم بعدم إنصافه لهم وعدم إحقاق الحق بينهم والتعامل معهم بالتعالي.فكم من مدير يعامل الأساتذة حسب الدرجات ,وعلى عكس ما يتوقع فإن من يفضلهم تجد أكثرهم لا يكن له الاحترام , لما يرى فيه من ضعف وعدم الإنصاف تجاه الجميع على الدوام.

  7- مدير يوزع الاختصاصات ولا يحتكرها ,فكم من مدير يمر عليه الدخول المدرسي كالجحيم , نظرا لجمعه مهام ليست أصلا من مهامه ,وإنما ظنا منه تتبع كل شيء وعدم الثقة في إي شيء,وهو في الواقع يحكم كل شيء.

  8- مدير متفائل : يستحسن ألا يكون مدير المؤسسة من المحبطين الذين يحملون هما ويعكسون غما.بل مدير متفائل بشوش محب لعمله مخلص لوطنه غيور على تعليمه. فلا يحق لمدير المؤسسة أن يتحدث مع أي زائر كان عن التعليم بأسلوب محبط مخيب للآمال,بل يقتصر على دوره وعلى مهامه التي تتطلب منه الجهد الجهيد والعمل العديد والتمسك بالأمل بيد من حديد.

  9- مدير يحب مهنته : إن أهم مواصفات المدير الناجح , حبه لمهنته ,بمعنى أن يكون موهوبا راغبا مبتسما دائبا.

10- مدير منظم : إن أهم علامات النجاح تنظيم العمل , فكم من مدير تجد الأوراق مبعثرة في مكتبه وكأنه يحمل ملفات العالم , بينما تجد مديرا آخر ولا ورقة فوق مكتبه. بكل بساطة لأنه لا يؤخر عمله للغد ولا يحتكر مهام ليست من اختصاصه,ويشرك غيره في تحمل مسئولياته.

 قد يصعب تعداد الصفات التي أرى لزاما أن  تتوفر في مدير المؤسسة ,فقد يراها البعض مستحيلة,لكنني أراها يسيرة , الكثير منها تدخل ضمن مواهب الإنسان وكينونته وشخصيته التي تربى على بعضها وورث بعضها الأخر,فليس كل الناس بمثل المواهب , وليس كل الناس بنفس الصفات,وليس كل الناس بنفس النفس,وليس كل الناس بنفس الإخلاص,وليس كل الناس كباقي الناس.

    أتمنى أن يفهم ما كتبت على أنه انطباع شخصي حبا في مدير المؤسسة وليس انتقاد له , أو تعجيزا لمهامه …والله الموفق.  

 

  

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

4 Comments

  1. معلم متقاعد
    19/10/2011 at 07:10

    زرت اعدادية بجرادة فوجدت المدير غير موجود وعرض علي عون الخوصصة تاي والحرشة اللي ثيديرها فالمؤسسة وهوعسكري متقاعد ولم اشرب وقال لي المدير فيدي الا ابغيت ش حاجة نقضيوها هدا هو التدبير والا فلا…

  2. خ-ق
    20/10/2011 at 14:55

    جل المديرون يحتكرون كل شيىء لانهم لا يعرفون ما هو دورهم داخل المؤسسة.
    من جهة أخرى خلال التداريب التي يتلقونها يجب على المؤطرين لها ان يبينوا لهم كيف يجب على المدير ان يكون وما هي اختصاصاته.

  3. هشام فيلالي
    18/09/2017 at 09:25

    عندي مشكلة اقامتها المؤسسة و المديرية و عندما ارغب في التحدث إلى المدير أجده يرفع صوته و يتبرر باشياء لا علاقة لها بالتنظيم الواجب اتباعها. انا استاذ تعليم ثانوي فكيف لي أن أدرس جميع مستويات الثانوي و تفرض علي تدريس الاقسام لساعتين متتاليتين؟ كلا الحالتين غير قانونيين. و كل هذا لا يهم و ما يهم اكثر هو غياب التواصل من أجل الوصول الأراضي على الاقل.
    لو كنت مديرا، لركزت مايا في سياسة و فلسفة العمل و التعامل اكثر .
    مديرية الرشيدية

  4. هشام فيلالي
    18/09/2017 at 09:32

    عفوا استاذ تعليم ثانوي اعدادي

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *