Home»Débats»انتحار تلميذتين بوجدة …. دليل آخر……

انتحار تلميذتين بوجدة …. دليل آخر……

0
Shares
PinterestGoogle+

مرارا تحدثت وتحدث غيري على أننا نسير على الطريق غير الصحيح في تربية أبنائنا سواء داخل الأسرة أو داخل المؤسسة أو الفصل الدراسي.حتى أنني قلت مرة لو كنت وزيرا لأوقفت التعليم الى حين تحقيق تربية صحيحة » الكلام بطبيعة الحال مجازي ,وإنما تعبير على أن مجتمعنا انحل بشكل رهيب وسقطت معه القيم الى أسفل السافلين.مجتمع لم يعد فيه الابن يحترم أبويه ولا الصغير يحترم الكبير ولا التلميذ يحترم مدرسيه ولا أحد يحترم أحد . حرية فارغة من القيم وحرية داعية الى النقمة على النعمة . فأي جيل هذا؟؟؟

      تلميذتان في مقتبل العمر, بل زهرتان لم تفتحا بعد برعمهما , واحدة في الثامنة عشر من عمرها والثانية في الرابعة عشر من عمرها تقبلان على الانتحار بسم الفئران. أليست هذه كارثة ؟ حقيقة علمت أنهن ارتكبتا بعض الاخطاء مما جعلهما لا ترضيان بهذا الوضع وتقدمان على هذا العمل الشنيع الذي يغضب الرحمن ويؤزم أسرتيهما وأهلهما الذين كانوا ينتظرون من هذه البراعم أملا في الحياة . بل ولربما كانت كل أم تنتظر من ابنتها أن تنجب لها الأحفاد لترعاهم و تسترها يوم كبرها وتحتضنها يوم قعودها وتغسلها يوم وفاتها …. لكنها غادرتها وغدرت بها وتركتها غير قادرة على التعبير,بل ربما عجلت برحيل الابتسامة التي قد لا تعود مرة أخرى. عندما تفقد فلذت كبدك . فماذا بقي لك في هذه الحياة ؟ وما هو أملك في هذه الحياة؟ ومن أجل من تتشبت بهذه الحياة ؟

   لكنني والقارئ معي  لا بد وأن نتساءل عن سر هذه الظواهر التي كثرت في زمان لم يعد زماننا؟

       كثير من الظواهر السلبية سادت أسرنا ومنها:

    – تراجع دور رب الأسرة,حيث أصبح الاب بدون سلطة تذكر في ظل غيابه عن حياة أبنائه وقلة تواجده الى جنبهم .

    – تزايد دور الأم سيما إن كانت أمية أو قليلة التدين , لتحاول إيهام الزوج بأنها قادرة على مسك زمام الأمور وتدبير شؤون البيت بعيدا عن سلطته التي تجاوزها الدهروأبوته التي لا تتناسب مع حقوق المرأة.

   – قلة الجلسات التي تجمع الوالدين مع ابنائهما على الموائد حيث يتعلمون أصول الحوار واستماع الصغير للكبير والتأدب مع الوالدين , من جراء توقيت عمل لم يعد يراعي تقاليد أسرنا ومن جراء أبناء ملهوفين على الحواسب ومنعزلين عن الموائد ….

   – قلة عناية الوالدين بتمدرس أبنائهم بدعوى أن التعليم لم يعد مجديا. فما بالك عندما تجد أبناء الموظفين من أكثر الفاشلين دراسيا.

   – الصحبة السيئة في غياب التتبع من طرف الآباء ,حتى أن الفتاة أصبحت تبيت خارج البيت بدعوى أنها تراجع دروسها مع زميلتها في الدراسة,دون أن يكلف الآباء أنفسهم مشقة معرفة أين قضت بنتهم ليلتها .

    عوامل كثيرة ساهمت في تردي الأسرة وتدني مستوى تعاملها مع أبنائها وخروجهم عن طاعتها . وقلة تتبعهم لطموحاتهم وهواياتهم وميولاتهم ورغباتهم وانحرافاتهم إن وجدت قبل استفحالها.كثير من الآباء يعيشون عالم الغفلة كون الأمور عادية وتصرفات أبنائهم غير المنضبطة مرتبطة بالمراهقة …. إلى أن يفاجأوا بالفاجعة.

     المدرسة ليست بعيدة عن المسؤولية ولعل بعض العوامل المرتبطة بها قد زادت الأمر استفحالا والوضع تأزما . ومن ذلك:

    – تناقص دور المدرس من حيث الوقع على تلامذته. فلم يعودوا يرونه مثلهم الأعلى ولا معلمهم المهاب ولا مربيهم الأب.أيا كان المسؤول عن هذا.المهم هذا واقع.

    – تناقص التربية على القيم من خلال التركيز على الجانب المعرفي من جراء ضرورة اتمام مقرر أصلا طويل,ومن جراء ضرورة التحصيل لتحصيل نقط عالية .

    – فراغ مقرراتنا الدراسية وتناقصها كل ما صدرات طبعة جديدة من دروس التوعية الدينية ودروس التقوية على القيم الدينية وبمررات مفادها العمل العلمي والتطور التكنولوجي يفرض علينا مسايرة هذه العلوم .

     – الجمع بين الاناث والذكور – ولو أن الكثيرين لا يشاطورنني الرأي- أعتبره من الاجراءات التي أفقدت التعليم أصالته وتقاليده وتنافسيته واحترامه.

   العوامل كثيرة والنتيجة واحدة : شباب غير مؤهل لتحمل المسؤولية وغير آبه بالمستقبل . وكأنه يقول ( أعيش والطوفان من بعدي) . لكن هذا الشباب الهائم التائه ,عليه أن يعلم:

   أن الانتحار جبن واضطراب عقلي . إنه قرار بالاستقالة من الحياة وانسحاب من الدنيا ونعيمها.,دون معرفة وادراك لما ينتظره من عذاب جهنهم وحريقها.فليعلم هؤلاء الشباب أن النبي صلى الله عليه وسلم كره للمرء مجرد تمنى الموت بقوله  » لا يتمنين أحدكم الموت من ضر اصابه فإن كان لا بد فاعلا فليقل :اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي » ففي جميع الأحوال تقول – توفني- بمعنى يحرم عليك قتل نفسك.فلا تعلم ما يخبؤه لك المستقبل ولا تدري متى تموت ولا بأي ارض تموت ولا كيف تموت.فكيف تقرر قتل نفسك بوسائل دنيئة.

وفي سورة النساء يقول سبحانه وتعالى » ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ». وعن النبي صلى الله عليه وسلم  » من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا , ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا أبدا , ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو مترد في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا »

   اسمحوا لي القراء الكرام على التذكير بهذا في هذه الظروف التي تعيشها أسر المنتحرات . ولكن التذكير واجب,وهروبنا من وعظ بعضنا البعض وادعائنا معرفة كل شيء من المسببات التي زاداتنا تراجعا عن قيمنا وديننا الحنيف الذي يحثنا للحفاظ على حياتنا ونفسنا من كل سوء , فبالآحرى الهلاك .

     أقول في الختام ,نرجو من الله أن يرحمهما ويلهم ذويهما الصبر على هذه المصيبة التي ألمت بهم . إنه نعم المولى ونعم المجيب.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. chakib
    06/05/2014 at 17:02

    لا شك و ان السبب الرييسي هو بعدنا عن ديننا و عن كتابنا .الكل منغمس في ملدات الحياة على حسب استطاعته .هدا كله معروف ولكن اين الحل.هل علينا تربية اﻻباء اوﻻ ام اﻻبناء.هل على وزارة تعليمنا اعادة النظر في هيكلتها. هل على وزارة داخليتنا تشديد العقوبات على كل من يخل بنظام بلدنا.ام علينا ان نساير هدا الزمان وفقا لما فرضه علينا الفكر الغربي.اعتقد ان كل فرد يجب ان يضع وجهه امام مرااته و لينظر مادا يبصر

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *