Home»Enseignement»متى سنقضي على ظاهرة مقاومة التغيير في مدارسنا ؟

متى سنقضي على ظاهرة مقاومة التغيير في مدارسنا ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

قلنا  نجد  دراسات  وأبحاث في  بلادنا
تهتم بظاهرة   أصبحت  فيروسا  يصيب
منظومتنا  التربوية  بتوعك  دائم  ويعيق
عصرنة  وتحديث    المممارسة  التربية  ،
إنها ظاهرة  مقاومة  التغيير  .
فلا  عجب  إن  بقي  الدرس  اليومي  في  جل
مدارسنا  اليوم  هو  نفسه  الدرس  الذي
كان  يقدم  في  سنوات    ما  بعد  الإستقلال
،مع  فارق  جوهري  ومهم , أن مخرجات
المنظومة  التربوية  انذاك  كانت  أكثر
جودة  وأكثر  قدرة  على  الإستجابة
للمتطلبات الإجتماعية  والإقتصادية
.هذا  مع  التباين  الشديد  في  القدرات
والإمكانات  المرصودة  لهذه  المنظومة
بينه  الحقبتين …
لماذا  تتمنع  فصولنا  الدراسية  وتصر
على  مقاومة  الجديد  ؟
يحلل  نور الدين  الطاهري  الظاهرة   في
كتابه  مشروع  المؤسسة   ويستعرض  عدة
أسباب  ودوافع  منها:
_الإحساس  أن  مهنة  التدريس مملة
_الإحتراق  النفسي  وسط  المدرسين
_السلطة  المطلقة  داخل  المدارس  (سوء
الدبير  الإداري  وتغييب  المدرسين  في
عملية  التدبير  والتسيير)
_الخوف  من  المجهول  كطبيعة إنسانية
:وهي  الأطروحة  التي  يناقشها  المحلل
النفسي  الشهير  إريك  فروم  في  كتابه
الإنسان  بين  المظهر  والجوهر  نتملك  أو
نكون (توجد  ترجمة  لهذا  الكتاب  المهم
في  سلسلة  عالم  المعرفة).
ومفاد  هذه  الفكرة  أن  الإنسان بطبعه
يخاف  عادة  مما  هو  مجهول  لديه  ويميل
إلى   التشبث  والتمسك  بنا  هو معروف
ومجرب …
لقد  تسببت  ظاهرة  مقاومة  التغيير  في
جعل  المدرس  مجرد  أداة   يمارس  عمله
بشكل  الي  ميكانيكي   وعاجز  حتى  على
فهم  وتفسير  وتعليل  ممارساته  وتصرفاته
…وبدلك  يتحول  فعل  التربية  الدي  كان
من  الواجب  أن  يكون  فعلا  واعيا  إلى
فعل  عشوائي  يعتمد  بالأساس على  خبرات
المدرس  الشخصية  وتجاربه  السابقة  . ..
لقد  تسبب  دفاعي  المستميت  مثلا  عن
ضرورة  إلغاء  العنف  والتخلي عن التربية
القهرية  التسلطية  داخل  المؤسسة  التي
أشتغل  بها  و ضرورة البحث  عن  بدائل
بيداغوجية  وتربوية  لهذه  الظاهرة  إلى
خلق  تكتل  يتوحد  حول  نفس  الرأي :ألا
تربية  ناجحة  دون  اللجوء  إلى  العقاب
والعنف  . إن  صعوبة  التربية  تتجلى   هنا
: كيف  أساعد  التلميذ  على  بناء  ذاته
بنفسه  معرفيا  قيميا   وجدانيا   دون
اللجوء  إلى  تدمير  هذا  الجانب  الأخير
أي  الوجدان  … فالدكاء  الإنفعالي (أو
الوجداني) الذي  تشير  دراسات  معاصرة
إلى  تحكمه  بنسبة  80  في  المئة  في  مدى
النجاح  في  الحياة  بينما  لا  يساهم
الذكاء  المعرفي  إلا  بنسبة  ضعيفة   هو
الضحية  الأولى لهذا لنموذج  التربوي
المرتكز  على  العنف  والعقاب .
يلمس  الجمود   كذلك  على  مستوى  المؤسسة
، فمع  استثناءات  قليلة   تظل  المؤسسات
المدرسية    جسد  بلا  روح  .  حتى  مشاريع
المؤسسات  التي  كان  الهدف  منها  نظريا
ضخ  دماء  جديدة  في  جسد  المؤسسات
وتشجيع   تحفيز  الإبداع  والمبادرة
وتجويد  الحياة  المدرسية  كان  مالها
الفشل  . وإن  كان  الفشل  في  هذا  الجانب
_في  اعتقادي _ لا  يرجع  بالأساس  إلى
المدرس  بل إلى   شيوع  التسلط   الإداري
و  « تكريه » أجواء  العمل   بالنسبة
للمدرسين  . ..
إستنتجت  من  خلال   أحاديث  كثير من
الإخوة  المدرسين  والمديرين  بل  وحتى
المفتشين   صعوبة  نجاح   التجارب
الإصلاحية   حتى  لو  تم  حل  جميع
المشاكل  العويصة  الأخرى …
لماذا؟لأننا  نرفض  ولا  نعرف  لماذا
نرفض  …سألأت  مثلا  الكثير  من
الرافضين  لبيداغوجيا  الإدماج  عن
المبررات  التي  يسوغونها  لرفضهم   هذا
دون  أن   أجد  مبررا  واحدا  مقنعا …طبع
فأنا  أـحدث  عن  البيداغوجيا  في  حد
ذاتها  وليس  عن  طريقة  تنزيلها  التي
كنت  من  أشد  الرافضين  لها  …
هؤلاء ربما  لا  يعرفون  مثلا  أن   رفض
هذه  البيداغوجيا  هو  رفض  للإشتغال
بالمقاربة  بالكفايات   التي  لم  تر
النور  مطلقا   داخل  الفصول  الدراسية
رغم  ورودها  كأحد  المداخل  الإصلاحية
في  الميثاق  الوطني  للتربية  والتكوين
…فبيداغوجيا  الإدماج  ليست  سوى  رؤية
موضحة  لطريقة  من  بين  طرق  أخرى
لكيفية  أجرأة  المقاربة  بالكفايات   …
ان  الأوان  كي  نحارب  إحدى المعيقات
الأساسية  التي  تقف  في  وجه  تحديث
منطومتنا  التربوية  ، ولا  شك  أن  أهم
وسائل  ذلك  هو  ضرورة  ممارسة  جميع
الفاعلين  التربويين  لنقد  عميق
لذواتهم …

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. قاسمي
    20/02/2012 at 07:55

    اقاسمك الراي سيدي. ربما هي احد المداخل لاصلاح المنظومة والتي للاسف لا تعطي الاهمية الكاملة .
    شكرا

  2. المكي قاسمي
    20/02/2012 at 18:07

    المشكلة أن الكثيرين من الفاعلين التربويين ومن مختلف الأصناف يقولون بضرورة تبني النقد الذاتي كمنطلق لتحقيق الإصلاح، لكن على أرض الواقع، لا نلحظ أية مؤشرات تدل على أن الأمور تسير في هذا المنحى. وكل منا تقريبا يريد النقاش الجاد والشفاف، لكن فيما هو خلل أو إشكال لدى الأخرين وليس لديه هو. ولعل هذا هو السر في كوننا تعودنا على النقاش الجدي والشفاف فقط لما يكون المعنيون به غائبون. الشيء الذي ينبغي أن يدفعنا إلى التساؤل عن جدوى النقاشات من هذا النوع، وهي السائدة مع الأسف، ما دام أنها لن تقدم ولن تأخر.حقيقة أن النفاق هو من مكونات ثقافتنا التي اكتسبناها من خلال تنشئتنا الاجتماعية، لكن أين هو دورنا كأناس يسمح لهم تكوينهم وتشكلهم الفكري، مبدئيا على الأقل، بإدراك السلبيات الخطيرة في ثقافتنا، والعمل على تجاوز تلك السلبيات، وعلى رأسها في نظري تلك التي مفادها أن النفاق ضرورة مجتمعية، وتنم عن الحكمة لدى من يمارسها.أخيرا، شيء في نظري جد هام ويستحق أن ننتبه إليه جميعا: كيف للنقد الذاتي كآلية فكرية أن يترسخ لدى من لا يجد من ينبهه لأخطاءه، ولو من حين لأخر؟إن تبني النقد الذاتي ينجم عن الشعور بالحاجة إليه، وشعور كهذا تكون حظوظ تكونه قليلة حينما لا يجد الواحد منا في الآخرين مرآة صادقة لحقيقته في شموليتها. الإشكال إذن يهمنا جميعا، وعلينا جميعا التحلي بالجرأة للذهاب بنقاشاتنا في الاتجاه الصحيح. وشيء من الصراحة لن يضر كما قد نتوهم، بل كما يتوهم الكثير منا
    « لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم » صدق الله مولانا العظيم

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *