Home»Enseignement»الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين للشرق، من يغط في النوم و يغرق في سباته العميق يا سيادة المدير؟

الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين للشرق، من يغط في النوم و يغرق في سباته العميق يا سيادة المدير؟

0
Shares
PinterestGoogle+

في اجتماع ترأسه مدير
أكاديمية الجهة الشرقية
للتربية و التكوين من أجل الاطلاع على حصيلة
سنة 2009 و برنامج العمل  لسنة 2010  لمشروع
الأقطاب المرجعية لدعم تدريس اللغة الفرنسية
(و هو مشروع شراكة بين المغرب و فرنسا)،
و في معرض تعليقه على عمل الفرق المنخرطة
فيه ، تعرض إلى مركز الموارد البيداغوجية
الذي يشكل فعلا محور المشروع لما سيقدمه
لكل الفاعلين من توثيق و دعم لوجستي 
و اتَهم الفريق القائم عليه بالتقصير؛
و في انزلاق تشبيهي و مقارنة متسرعة، ساوى
بين مركز الموارد البيداغوجية و المركز
الأكاديمي للتوثيق و التنشيط و الإنتاج
التربوي ملصقا بهما صفة الخمول، كتلك الحيوانات الكسولة
و النوَامة التي تقضي مُعظم وقتها في الاسترخاء.

    
تمَ هذا اللقاء صباحا بمقرِّ الأكاديمية
و كنت من الحاضرين ضمن الفريق المُشرف آنذاك
على مركز الموارد المُنْتَقد بِعُنف. و
عند سماعي لهذا  اللَّغَط، كادت تنتابني
حالة من الضحك و القهقهة لمَا أحْسست من
الأسى جرّاء ما هو شبيه بالنكتة و بعيد
كل البعد عن الواقع و المسؤولية خاصة من
المدير نفسه؛ و ما منعني إلا احترامي لزملائي
و للمكان و الزمان، و خاصة اعتقادي أنه
ستُعطى لنا فرصة للردِّ من أجل شرح الأمور
و توضيح الحقائق.

    
لمْ تُعْطَ لنا تلك الفرصة لأن المدير تفادى
و ببراعته المعهودة سماع الانتقادات التي
أحسَّ بها آتيةً مُزَمجرة، و تغيّب عن حُضور
النِّقاش رغم وعوده بالمشاركة فيه بعد
الاستراحة. و بعد تلقّيه تقريرا مفصلا عمّا
دار في اللقاء من طرف مُخبريه السِرِّيين
المدسوسين وسط الفرق تطبيقا لأساليب الأنظمة
الشمولية البائدة، تمادى إلى الدعوة بعد
الغداء إلى اجتماع ثانٍ – لم يكنْ مُبرمجا
له أصلا- لِيَنْفُث في وجه الأطر كلاما
فَظّا أقل ما يقال عنه أنه هروب إلى الأمام
و دَسٌّ للرأس في الرماد.

    
أريد هنا أن أرد على ما جاء في الاجتماع
من نقد للمركزين قائلا:

أولا: يعرف
الجميع أن المركز الأكاديمي للتوثيق و
التنشيط و الإنتاج التربوي كان شُعلة من
النشاط والحيوية و كان ذا إشعاع تربوي و
ثقافي عَمَّ جميع النِّيابات و لم يضْمَحِلّ
صيتُه إلا مع مجيء المدير الحالي للأكاديمية
نظرا لطريقة تسييره التوجيهية المباشرة
التي لا تُشجِّع على الخلق و الإبداع و
التي تُقَزِّمُ المبادرات الخاصة و تُهمِّش
الكفاءات و تخلق جوّا مشحونا مُكهْرباً
لا يُوَلِّد إلا الصِّدامات،

ثانيا: يشهد الجميع للأطر العاملة بهذا المركز
بالكفاءة العالية و بقُدرتهم على  الإبداع
و الابتكار و برغبتهم في العمل و التضحية 
من أجل الإسهام في إرساء التغيير المرجو
في المنظومة، و لعَلَّ لِجاناً مختصة إنْتقتهم
من ضمن خيرة الأطر لِتَوفُّرِهِم  على
الكفاءة العلمية و الخصال الإنسانية التي
تسمح لهم بأداء واجبهم على أحسن وجه، فغريب
أن تستقطب الأكاديمية أفضل الأطر و تحصل
على نتائج لا تَسُرّ،

ثالثا: ما يلاحظه من الوهلة الأولى أيُّ مرتاد
لمكتبة المركز – و هي قلبه النابض- هو عدم
توفرها على مراجعَ حديثة في مختلف مجالات
المعرفة و خاصة فيما يتعلق بالتربية و طرق
التدريس. يبدو أن رصيدها من الكتب و المراجع
قد تجمد منذ زمن بعيد ربما بسبب برودة عاطفية
شديدة عصفت بالمصلحة، و كنتيجة حتمية لذلك
بمصلحة كل الفاعلين التربويين الذين لن
يجدوا إن هُمْ ذهبوا هناك إلاّ كتبا عتيقة
ربما تحتوي مكتباتهم الخاصة و حتى مكتبات
بعض المدارس على مراجع أحدث و ذات قيمة
أعلى منها، 

رابعا: يبعُد المركز الأكاديمي للتوثيق و التنشيط
و الإنتاج التربوي و مكتبته عن مكتب المدير
و إدارته مسافة يجب ربما قياسها بالسنوات
الضوئية و إن كانت لا تتعدى ثلاثين مترا.
و شتّان بين المكانين و المكانتين! فهناك
التكييف و النظافة والفخامة وعند مدخل
قسم الشؤون التربوية تستقبل المرتادين
الروائح النّتِنة لمرحاضٍ مُتعفِّن (أجلكم
الله) لا يليق بأطر وزارة التربية.

   
فلْنُساءل المدير و لْنسأله عمّا فعله
من أجل المركز الأكاديمي للتوثيق و التنشيط
و الإنتاج التربوي طيلة هذه المدة و هو
على رأس الأكاديمية خاصة و قد خَلُصَ إلى
أن المركز لا يؤدي دوره على أحسن وجه. هل
اجتمع مع الأطر المشرفة عليه لرسم استراتيجية
جديدة و وضع خطة عَمَلٍ تجعل المركز يضطلع
بدور ريادي في التغيير الذي يصبو إليه الجميع؟
هل شكّل لجنة تنْكبُّ على المشكل بالدراسة
و التحليل و تُقَدِّم له اقتراحات عملية
لتحقيق أهداف تكون أكثر طموحا مما هو الحال
عليه الآن؟ هل دعا إلى يوم دراسي و استدعى
له خبراء و مختصين يناقشون الموضوع و يقدمون
له الاستشارة حول أنجع الطرق لزرع روح جديدة
في المركز؟ هل خصّص ميزانية لتزويد مكتبة
المركز بالمراجع و بوسائل الاتصال و التواصل
الحديثة اللازمة لمرحلة المخطط الاستعجالي؟
هل صرف و أنفق من أجل جعل المركز فضاء جذابا
و منتجا في مجالي التربية و التعليم؟ هل
تكبد عناء الخروج من مكتبه الفاخر و المشي
لخطوات معدودات من أجل القيام بزيارة ميدانية
إلى المركز لمصافحة الموظفين و السؤال
عمّا يلزمهم و تقديم النصح و التوجيهات
لهم و شحذ هممهم بالتشجيع و التحفيز والوعود
بمكافئة الجهود و الأعمال القيمة؟ هل…
هل… هل…

    
أسئلة كثيرة لا يسع المجال لطرحها هنا و
لا تحتاج إلى رد، لأن الجواب الوحيد معروف
لدى الجميع. أما فيما يخص مركز الموارد
البيداغوجية، فإن المدير من ناحية تجاهل
متعمدا أن يشير إلى ما يتحمل فيه المسؤولية
وحده كاملة  طيلة سنة كاملة، و من ناحية
ثانية فإنه عبَّر عن جهله التام لأبسط القواعد
اللازمة لإنشاء مركز عصري و متخصص للموارد
التربوية.

    
فبالنسبة للنقطة الأولى، و مباشرة بعد
عودتهم من الديار الفرنسية حيث تلقوا التكوين
الذي يسمح لهم بإنشاء المركز و السهر على
تنشيطه، تم تعيين المسؤولين و طُلِبَ منهم
الالتحاق بمقر عملهم . إن العبث كل العبث
– و هذا النوع لن تجده حتى في مستشفى المجانين
– هو أن يُطْلب من أحدٍ الالتحاق بمقر عمل
غير موجود أصلا كما فعل السيد المدير، و
الوثائق موجودة و تحمل توقيعه شخصيا. و
هكذا بدأت رحلة المعاناة، فلا أحد من رؤساء
الأقسام و المصالح كان يستطيع أن يقرِّر
أو حتى أن يتطرق للموضوع مع المدير من أجل
توفير مكتب يَسَعُ لأربعة أشخاص و يمكِّنُهم
على الأقل من إثبات تواجدهم. أما المدير،
ففي الفرص النادرة التي التقى فيها مع الفريق،
فكان إمّا يَعِدُ و يُسَوِّفُ و إما يقول
أنه أعطى التعليمات و يستغرب أنها لمْ تُنَفَّذ
بعد. و اسْتمر الحال على حاله هكذا لمدة
خمسة شهور و الفريق بدون ملجأ و يضغط على
الأكاديمية من أجل الحصول على مقر عمل مؤقت
في انْتِظار أن تحصُل مقاولة ثانية على
صفقة تتمة ترقيع و إعادة تأهيل الموقع الذي
سيكون مقرا لمركز الموارد بعد أن أنْجزت
مقاولة أولى جزءا مُهِمّا من أعمال الترميم
و انسحبت بعد إعلان إفلاسها حسب ما يروج.
كان الفريق يضغط لكن بدون جدوى، لأن كل
المُخاطَبين كانوا مغلوبين على أمرهم و
لا حول و لا قوة لهم، فالمدير هو الوحيد
الذي يمتلك سلطة القرار في الكبيرة و حتى
في التافهة و المدير و إن كان متواجدا لم
يكن يلبي النداء. و لمّا طالت المماطلة
و ضاق الطرف الفرنسي ذرعا بالموضوع، تدخل
رئيس المشروع على المستوى المركزي و من
أجل وضع الأكاديمية أمام الأمر الواقع،
أرسل جزءا من رصيد المركز من الأجهزة و
الوسائل المعلوماتية، فتراكمت صناديقها
في مكتب رئيس مصلحة هناك و بقِيّتْ عُرْضةً
للتَّلف لأكثر من شهر. ولأن الخطة لم تنفع
و الحيلة لم تنطلي على الأكاديمية، أتبعها
بالكتب التي تُشكِّل حيازة مكتبة المركز،
فلقيت الأكاديمية نفسها – و السنة الدراسية
قد شارفت على الانتهاء مُجبرة على الإذعان-
و أعطت مقرا مؤقتا للفريق – و يا للعجب! –
لِتسْحَبَه ُمنه بعد فترة وجيزة لوجوده
في محيط قسم الامتحانات. و هكذا عاش الفريق
كابوسا حقيقيا على أرض الواقع و أعينه مفتوحة
و المسؤول الكبير لا يكترث و ربما يغط في
نوم عميق.

    
أما بالنسبة للنقطة الثانية، فإن الفريق
كان دائما يجتمع (في المقاهي و في البيوت
و بوسائل خاصة) و يعمل على التحضير لافتتاح
المركز كما تدرب على ذلك في التكوين الذي
تلقاه بفرنسا. و لولا تأخُّر الأكاديمية
في الوفاء بالتزاماتها لكان افتتاح المركز
قد تم فعليا بعد ثلاثة شهور أو أربعة من
تكوين الفريق و تعيينه. لكن و حتى بعد الانتقال
في السنة الثانية إلى المقر الرسمي و الدائم
للمركز، وجد الفريق نفسه وسط أعمال لم تكتمل
و في فضاء لا شيء فيه يطابق ما يوجد على
المخططات. و بالرغم من كل المعيقات، انْكَبَّ
الفريق على الإطّلاع على المراجع و تصنيفها
و صياغة بطاقات تعريفية لها و تهيئة مُلصقات
من أجل ترتيبها و وضع أشرطة ممغنطة لحمايتها
من السرقة و هذه عمليات شاقة خاصة إذا علمنا
أن الأمر يتعلق بِما يفوق 3500 مرجع يجب إدخال
بياناتها  و تشكيل بنك للمعلومات يُعَرِّف
بها بدقة و يُسهِّل عملية العثور عليها
و الاستفادة من محتوياتها. و زيادة على
كل هذا و خلال السنتين، كان الفريق يُشْرف
على مشروع الأقطاب المرجعية لتدريس اللغة
الفرنسية و يقدم الدعم و المساندة للفرق
العاملة به و يساهم في المنتديات و يشرف
على الدورات التدريبية الخ. فكيف يُتَّهَمُ
بالخمول أو التخاذل و هو الذي كان يتذمر
من وضع المماطلة و يعبِّر عن خشيته من ضياع
مركز الموارد على المنطقة و يضغط من أجل
إنقاذ مشروع الأقطاب المرجعية برمته؟

     
و لكي لا أطيل أكثر و كخلاصة لما سبق أقول:
إن تلك الاتهامات مردودة على صاحبها، و
إن دلّت على شيء فإنما تدل على من كان فعلا
غارقا في سباته العميق

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. أستاذ مبرز ،حاسي بلال
    07/05/2010 at 11:52

    لما صدرت المذكرة الجهوية لفتح باب الترشح لهذا المركز ولم تصل إلى مؤسستي بحاسي بلال كتبت مقالا أحتج فيه على الحيف الذي يقع على النيابات المهمشة مثل جرادة وفيكيك بسبب سوء تدبير المسؤولين المباشرين علينا. تألمت وقتها لأنني حرمت من فرصة أخرى للانتقال إلى وجدة ولكنني لما قرأت الآن مقال الأستاذ يوسفي حمدت الله على أن وفر علي كل هذه المتاعب.السؤال المطروح الآن هو من هذا المحظوظ أو من هي هذه المحظوظة التي ستفوز بمنصب الأستاذ يوسفي؟؟؟

  2. prof
    07/05/2010 at 11:52

    مع كامل احترامهنا لصاحب المقال، إلا أن الجميع يعلم كيف تم اختيار الاطر الذين نعتهم بال »الاكفاء » , كفى ضحكا على الدقون. شكرا على عدم النشر

  3. professeur
    07/05/2010 at 11:53

    LE CADAPP d’oujda ,c’était un centre de formation et d’orientation (organisaton de plusieurs activités:universités d’été,exposés;ateliers ,animations pédagogique…)
    Mes meilleurs voeux de bonheur et de santé à Mr DIB ex directeur de l’académie qui a creé le cadapp et à tous les membres du centre :MR CHARRAB ,MR BELATI ,MR AARABE ,MR BARCHANE et aux autres.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *