Home»National»سلام عليك يا تويسيت 30

سلام عليك يا تويسيت 30

0
Shares
PinterestGoogle+

خمدت السنة المداخن,وسكتت اصوات الاليات في المعامل,ولم تعد العين ترى تلك الشاحنات الكبيرة محملة باطنان المعادن,متجهة نحوبلدة وادي الحيمر,الى شركة مسابك زليجة هناك,ولم تخلف بعدها سوى حفرا على الطرقات المعبدة بتويسيت,امام اعين المنتخبين الذين يتهافتون ابان مواعيد الانتخابات لترديد قصائدهم المملوءة بالنفاق على مسامع المواطنين,او يستغلون فقرهم فيشترون اصواتا تلهث وراء الدريهمات الزائلة,خاصة في بلدة تيولي,او توظيف سماسرتهم بدون وجه حق في الجماعة جزاء لهم على مساندتهم.

ان هاته الممارسات لن تحيد,الا بزوال لوبي الفساد,والضائع الاكبر هو تويسيت وتيولي وسيدي بوبكر,ستظل الطرقات هكذا ,وستظل تويسيت تبكي تاريخها البهي الضائع,لانها اعطت الشيء الكثير لاجيال فائتة,ولم تخلف لجيلها الحاضر سوى المسالك الصعبة,والبيوت المهترئة,والكهوف المملوءة بالموت.

وجوه شاحبة يعلوها السوادوالتجاعيد,يدور اصحابها بين الازقة وهم ينظرون الى الاسفل,بفعل التفكير في المصير المجهول,ثم تنطلق نحو الكهوف للبحث عن بقايا المعادن,فقد تفلح في استخراج كميات منها لتبيعها لاباطرة المقاولات,وقد يقاد احد منها الى المقابر.

كل شيء ذهب بلا رجعة,ولم تبق سوى الجبال الراسيات شاهدة على الماضي البهي,فهذا جبل المحصر يطل في شموخ على قبائل بني يعلى,تعلو قمته مغارة سكنها ناسك متعبد منذ الازل,وذاك جبل بين القرون يخترقه خط للسكك الحديدية باتجاه مدينة بوعرفة,وبجواره نهر جفت بحيراته ولم تعد ترى فيه سوى برك هنا وهناك,على ضفافها اينعت شجيرات الدفلة بورودها الحمراء الزاهية.

منظر خلاب فعلا,اغرى كبريات شركات الافلام بالتصوير,حيث صورت مقاطع هناك لفيلم امريكي شهير تحت عنوان:جوهرة النيل.

وغير بعيد من هناك,ظل جبل غيران الفيجل شامخا هو الاخر,غير انه افتقد كل شيء,افتقد اطفالا رسموا على ظهره لوحات رائعة للطفولة,وافتقد شجيرات الطاكةوالضرو والعرعار,وارتحلت عنه اسراب الطيور والارانب والقنافذ.

وظل الدوار تحت سفحه خال الا من بعض السكان البسطاء,بجوار مقبرة تخفي تحت ثراها هياكل لابنائه الذين رسموا في الماضي لوحات لا تنسى,في فن الفروسية والعاب الصبا.

اما من ارتحل عن تويسيت,من ابنائها البررة,فانهم ينظرون اليها بشوق,لن ينسوا خيرها الدافق عليهم,ومهما طال غيابهم,فان شوقهم اليها يجرهم كالمغناطيس,ليعودوا ليصلوا الرحم ببلدتهم,واعينهم مغرورقة بعبرات الفراق,

هذا ما المسه من الردود على مقالاتي,حيث يرد ابناء البلدة ونفوسهم مملوءة بالحب الفياض,واذكر منهم الاخ الفاضل بنجمين محمد والاخ جبار والاخ حميداش وغيرهم,

لك الله يا بلدة الاجداد,ستبقي شامخة شموخ جبالك,وسيبقى حبك دافقا في قلوب الوجوه التي يعلوها السواد والتجاعيد,وستبقي حاضرة في قلوب من ابتعدوا عنك مرغمين.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *