Home»Correspondants»حتى لا ننسى مأساة مسلمي بورما VIDEO

حتى لا ننسى مأساة مسلمي بورما VIDEO

3
Shares
PinterestGoogle+

تقدم بعض المشاهد من مسلسل « عمر  » الذي يبث خلال هذا الشهر المبارك على بعض القنوات الفضائية العربية صورا لما تعرض له المسلمون الاولون  من تعذيب وحشي على يد كفار قريش بسبب ايمانهم بالله وبرسوله محمد (ص) وقد تحملوا الإهانة  والهجرة والموت في  سبيل الله ونشر الدعوة الاسلامية التي كان طريقها شاقا مفروشا بالأشواك , وبفضل صمود وجهاد المؤمنين وبعون من الله سبحانه وتعالى انتشرت الدعوة المحمدية وعمت كافة ارجاء المعمور وانتقلت من المحلية الى العالمية .

ذكرني ذلك بالمأساة التي تعيشها الاقلية المسلمة ب  » بورما  » او « ميانمار  » حسب التسمية الحديثة , هاته الدولة التي تقع جنوب شرق اسيا بجوار الصين والهند والبنغلاديش , يبلغ عدد سكانها حوالي 50 مليون نسمة , يشكل المسلمون حوالي 15 في المائة  ,  ويقيم 4 ملايين مسلم  بإقليم  » اراكان  » ذي  أغلبية مسلمة (  70 في المائة ) روهنجية , وكان دخول الاسلام الى هذه الديار في القرن الاول للهجرة على يد  مجموعة من التجار العرب الذين استقروا بهذا الاقليم وتعايشوا مع السكان المحليين وتصاهروا معهم وكانوا سببا في دخولهم الاسلام عبر مراحل وحقب الى ان تأسست دولة اسلامية في اراكان منذ سنة 1430 م على يد الملك سليمان شاه , واستمرت لمدة 3 قرون ونصف الى ان هجم عليها البوذيون سنة 1784 م . وفي عام 1824 م خضعت للاستعمار البريطاني كباقي اقاليم بورما . وحصلت بورما سنة 1938 م على الحكم الذاتي لتشرع في حملة قتل وإبادة جماعية للمسلمين مما اضطر زهاء 500 الف منهم للهجرة .

سنة 1942 م قام البوذيون بمساعدة السلطة الداخلية بتنفيذ جرائم قتل وتدمير شامل في جنوب اراكان  حيث استشهد حوالي 100 الف مسلم .

في سنة 1948 م  استقلت بورما من الاستعمار الانجليزي , وفورا شرعت في خطة تهدف محو هوية الشعوب والأقليات التي تعيش في بورما  ناهجة سياسة  » البرمنة  » نسبة لبورما , لكن سياستها هاته فشلت بسبب رفض المسلمين التخلي عن دينهم , مما جعل الدولة تنهج سياسة التطهير على اسس عرقية ودينية كان ولازال اكبر ضحاياها المسلمون الذين يتعرضون للتعذيب والتهجير والاغتصاب وسلب الممتلكات والإبادة الجماعية على يد الطائفة البوذية ورهبانها بتشجيع من الحكومة التي تجاهر بعدائها للمسلمين وبلغت بها الوقاحة الى درجة مطالبة المجتمع الدولي بإيجاد موطنا لهم خارج بورما في زمن التغني بحقوق الانسان وحق الاقليات  في ممارسة شعائرها الدينية كما تنص على ذلك المواثيق والقوانين الدولية , والتي لا يخجل الغرب من ترديدها وإعطاء الدروس بشأنها للدول المستضعفة , ولم تتردد في صياغة قوانين تجرم اللاسامية وتندد بجرائم ارتكبت في حق الارمن لمعاكسة تركيا في طلبها الانضمام الى الاتحاد الاروبي لكونها دولة اسلامية , وتقيم الدنيا ولا تقعدها كلما تعلق الامر بإسرائيل الدولة الغاصبة لحق الشعب الفلسطيني في الوجود والتي تعيث في الارض فسادا و ظلما وعدوانا .

فها هو شعب بورما المسلم يتعرض للإبادة الجماعية لا لشيء إلا لأنه متمسك بعقيدته السمحة ويطبق الشريعة الاسلامية التي تدعوا للتسامح و الايخاء والمساواة قولا وفعلا لا مجرد شعارات كما هو الشأن لبعض الدول ذات التاريخ الاستعماري البغيض والتي تشبعت بالفكر المكيافيلي وسياسة الكيل بمكيالين .

وإذا كان موقف الغرب غير مستغرب , فان صمت العالم الاسلامي على محنة مسلمي بورما في القرن 21 ليس له ما يبرره ,فباستثناء بعض البيانات المحتشمة كبيان رابطة علماء المسلمين وبعض المقالات التي تكتب للتعريف بهذه القضية ويستصرخ اصحابها الضمير الاسلامي لنجدة شعب مسلم اعزل الامن كلمة لا اله إلا الله , محمد رسول الله  ,إلا ان صيحتهم كصيحة في واد فلا حياة لمن تنادي .

  اين نحن من زمن هب فيه المعتصم لنصرة امرأة تعرضت للإهانة واستنجدت به صارخة  » وامعتصماه  » , فهاهم مسلمو بورما يستغيثون ويستجدون   » وا مسلماه  » فهل من منقذ او نصير , ان عشرة علماء اجلاء من مسلمي بورما كانوا عائدين من العمرة بالديار المقدسة تعرضوا للحرق وهم احياء على يد شرذمة من البوذيين وهذا ليس إلا غيض من فيض تشيب من هوله الولدان وتحزن القلوب وتدمع العيون , فهذا شعب يعيش ابشع النكسات يمنع من ممارسة شعائره الدينية وتهدم مساكنه ومساجده ومدارسه وتسلب ممتلكاته وتغتصب نساؤه ويقتل اطفاله وشيوخه بدون رحمة ولا شفقة ويهجر الى مخيمات اللاجئين ببنغلاديش حيث ينتظرهم البؤس والجوع والحرمان من ابسط وسائل العيش والحياة  الادمية , فالصور التي نقلتها قناة الجزيرة غنية عن اي تعليق وتدفعنا للبكاء كما بكت الخنساء صخرا .

ونحن في شهر الصيام الذي انزل فيه القران نستصرخ الضمير الانساني لإنقاذ شعب مسلم يتهدده الفناء ونبتهل الى العلي القدير ان يهدي المسلمين الى التآزر ونصرة المستضعفين منهم بعون من عنده , في بورما و في  فلسطين وسوريا وفي ارض الله الواسعة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *