Home»International»هل مات الجانب الإنساني في الإنسان؟

هل مات الجانب الإنساني في الإنسان؟

0
Shares
PinterestGoogle+

هل مات الجانب الإنساني في الإنسان؟

في كل يوم تطلع علينا وسائل الإعلام، خاصة المرئية منها، بصور تنفطرلها القلوب، وتترك جرحا غائرا في نفوس الناظرين، ما أظنه يندمل بسرعة،ومن كثرة هاته الصور،وعدم تحرك المجتمع الدولي لإيقاف النزيف،وهذا الدم المنهمر،اكتست المشاهد رغم دراميتها،طابعا فرجويا،كتلك الفرجة على الافلام العنيفة،غير أن الفرق هو أن السينما تنقل افلاما مفبركة، وخدعا سينمائية ،الكل يعرف عدم حقيقتها. ومع ذلك ترى الكثيرين يبكون على شخصيتهم المفضلة عندما تتعرض لمكروه، مع أن السينما بعيدة كل البعد عن الحقيقة.الغريب في الأمر هو أننا أمام مشاهد حقيقية،ومن كثرة تواتر هاته المشاهد،بدأ الجانب الإنساني فينا يفتر شيئا فشيئا،حتى كدنا نفقد الإحساس بما حولنا وا أسفاها.وحتى الصحافي وهو القريب من المشهد أصبح ينقل الصور،ولا يبدوعليه ذلك التأثر الذي ينبغي أن يستفز المشاهد كي يتعاطف مع بني جلدته،ويرق بالتالي قلبه وذلك أضعف الإيمان.وقد شاهدت يوما صحفية في إحدى القنوات تنقل خبرا مروعا للقتل والجرائم الإنسانية وبعد ذلك ،تنهي النشرة وتودع المشاهد بابتسامة، لا تعكس المأساة المنقولة على قناتها،ألم أقل لكم عن الفتور الذي أصاب الجانب الإنساني فينا؟

إن ما تعيشه سوريا من قتل وترويع للسكان،أمر يشيب له الولدان،ويزداد الألم عندما نرى كيف يقتل المسلم أخاه المسلم،وببرودة دم،وهو قتل لم يسلم منه حتى الحيوان، والجميع شاهد موقعة قتل الحمير في ريف حماة.إنه الجانب الإنساني عندما يموت في أخينا الإنسان،وإلا كيف نفسر هذا القتل والذبح والتنكيل، بشعب أعزل يواجه بالدبابات والقنابل بمختلف أنواعها.

إنني أكاد أشكك في إسلام هؤلاء القوم،وأجازف بهذا التشكيك، وعندي مبرراتي، ومنها أننا معشر المسلمين أمة أمرها الله بالرفق في كل شيء تحت شعار ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

نحن أمة أمرنا الله بأن نرحم حتى الحيوان،وتتجلى هذه الرحمة عند ذبح أضحية العيد،فقد أحل الإسلام لنا ذبح الأضحية وأمرنا بأن نحد الشفرة و نحسن الذبح،وفي ذلك حكمة اكتشفها العلم الحديث،لأن تطبيق هذه التعاليم الإسلامية عند الذبح تقلل من الإحساس بالألم لدى الأضحية.

نحن أمة كذلك دخلت امرأة من ديانتنا النار في هرة. لاهي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.

هذان نموذجان يخصان الرفق بالحيوان،فما بالك بالإنسان المسلم الذي تفوق حرمة دمه حرمة الكعبة المشرفة.

إن الشعب السوري المسلم يتعرض للذبح يوميا من طرف جنود وشبيحة تقدم من الولاء للأشخاص ما لم تقدمه لخالقها الذي صورها فأحسن صورها،إنني أعلم أن الظلم زائل عن هذا الشعب لا محالة،رغم الدماء والأشلاء والآلام،هذه هي سنة الله في خلقه. إن الله ليمهل الظالم حتى إذا أخذه لن يفلته صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فمتى يستيقظ الجانب الإنساني في أخينا الإنسان؟ لتعم بذلك الرحمة المجتمعات ويسود السلم والسلام والوئام.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *