Home»International»طريق فاس بعين بني مطهر:ذاكرة تأبى النسيان

طريق فاس بعين بني مطهر:ذاكرة تأبى النسيان

1
Shares
PinterestGoogle+

طريق فاس بعين بني مطهر:ذاكرة تأبى النسيان
زرت هذا الأسبوع مدينة عين بني مطهر مسقط رأسي،وموطن ذكرياتي وأحلامي ،وبعد الجلوس مع الوالدة،والاطمئنان على الأهل والأحباب،وارتشاف كأس شاي منعنع توجهت صوب وسط المدينة،أو ما كنا نطلق عليه منذ زمان (الفيلاج) وهذه تسمية دأبنا منذ الصغر على النطق بها،فبدأت جولتي انطلاقا من طريق فاس،فلاح لي طيف جدي جالسا على كرسي عند السي عبد المالك الفيلالي،الفقيه التقي صاحب الدكان المشهور،والذي أم المسلمين رحمه الله لسنوات بالمسجد العتيق للمدينة،خاصة في شهر رمضان، فألقيت نظرة على المكان اختزلت تلك السنوات التي كنت وأنا راجع من مدرسة عبد الواحد المراكشي ،أبحث عن جدي في ذات المكان لعله يجود علي (بأربعة دورو) صفراء اللون.ولم يخيب جدي رحمه الله ظني يوما فقد كان كريما إلى أقصى الحدود.

بعد هذه النظرات الخاطفة صوب حانوت السي عبد المالك،واصلت المسيرفي هذا الطريق الذي أصبح بدون طعم،فالوجوه الجالسة على جنبات الطريق ليست هي الوجوه،وأصحاب الدكاكين لم أعرف منهم إلا السي الحسين والجد وبوزيان،فقد تحولت الدكاكين إلى مقاهي يرتشف فيها الشاي.ذهب الذين نحبهم ذهبوا،أين التجار والجزارون والنجارون والحلاقون من أمثال قدور السناسني والرويسة وبوشتة والسي أحمد النجار وبوعلام بومنديل وأحمد ولد موسى والحاج بوعمامة و حمادة ،ومولاي الشريف والسي محمد بلعربي والإخوة بوعياد عبد اللطيف وكريم والدادسي  وبنيعيش  وبوكرون والسي أحمد السيكليس وميمون الزناسني وآخرون كانوا يؤثثون طريق فاس،من أمثال حويدة سائق الإبل ،بدون أن ننسى أصحاب (الضامة) ولاأنسى ذلك اليوم الذي حضرفيه السي محمد بلعربي إلى حانوته متأخرا فوجد مجموعة من أصحاب (الضامة) منهمكين في لعبتهم المفضلة على عتبة الحانوت، فصاح في وجوههم أن يخلوا له العتبة حتى يتمكن من فتح حانوته، فخاطبه أحد اللاعبين بأن يتركهم وشأنهم منبها إياه إلى أن الأرض أرض الله، فما كان من السي محمد بلعربي إلا أن أجابه بأن الأرض أرض الله نعم، ولكن العتبة هي لسي محمد بلعربي فتفرق الجمع على وقع ضحكات الجميع.
كان طريق فاس بعين بني مطهر مثل طريق مراكش بوجدة،فقد كان يعج بالحركة ،بحيث كان هو القلب النابض للبلدة،بدءا بحانوت السي عبد المالك،مرورا بحانوت ولد المسعود وحانوت بوعلام بومنديل،وصولا إلى حانوت بوكرون ،كان سكان البلدة يجدون ضالتهم في طريق فاس، يشترون أغراضهم،ويطلعون على آخر المستجدات،ويبرمون صفقات البيع والشراء،ويحددون مواعيدهم،لذلك لم ينمح هذا الطريق من ذاكرة أهل البلدة حتى الآن.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. عبدالقادر فلالي كندا
    25/10/2012 at 05:46

    يا أخي الطاهر أنت تُشعل بداخلي حنينا لا نُدرك قيمته إلا حين نفارقه. حينما يتم الحديث اليوم عن التحديث والعصرنةوالإستلاب الفكري، وحينما نرتحل ونجول نُدرك أن تلك النماذج من الأفراد كانت ومازالت تقاوم العولمة بكل تجلياتها. نعم حقا الفقر يقهر والحاجة تُطفي وميض الأمل ، إلا أن عدل الله كان محسوبا، ربما لا يستطيع الناس البوح بهموم التمدن والحضر، وفي خضم هذا الضجيج تقول والله إرتشاف شاي منعنع بزنقة فاس يساوي الجلوس في أفخم زقاق في بلاد الحضر. تحية طيبة لكم أخي الطاهر ولأبناء بلدتي الكرماء

  2. محمد السباعي
    25/10/2012 at 13:06

    أنت دائما كما عرفتك، مطهري دوريجين ، رجل أصيل و صادق ولا تتنكر لجذورك البدوية الطاهرة النقية. أقترح عليك أن تكتب مذكراتك وتترك لأبنائك وتلامذتك ولنا جميعا هذا التاريخ الجميل. لن أنس كرم أهل بني مطهر لما كنت أعمل بها. رحم الله الحاج عبد المالك وكل الخيرين الذين كانوا ينظرون لرجل التعليم نظرة احترام وتوقير .

  3. عبد العزيز اسماعيلي
    25/10/2012 at 22:07

    تحية صادقة للأخ الكريم على هاته الالتفاتة لمدينة عين بني مطهر حفظ الله اهلها ، باعتباري احد حفدة « السي محمد بن العربي » رحمه الله ، اتقدم اليك بجزيل الشكر والامتنان على هاته المساهمة النوعية التي تحيل على مدى ارتباط الانسان الاصيل بماضيه ، بارك الله فيكم وفي اهلكم ، وعيدكم مبارك سعيد

  4. بوفرة محمد
    26/10/2012 at 11:14

    تحية طيبة لللاخ الطاهر على هده الدكريات الجميلة لمدينة عزيزة علي باعتبارها مسقط راسي لقد دكرت اسماء غالية جدا كانت تات فضاء زنقة فاس و منها خالي العربي الملقب بالرويسة رحمت الله عليه فشكرا لك و مزيدا من مقالات عن هده المدينة الغالية علينا

  5. moussa
    26/10/2012 at 21:46

    entre le texte sur montreal et celui sur ain beni mathar ce dernier est de loin plus interessant en terme d humanisme et de chaleur .
    Bravo et bonne continuation

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *