Home»Débats»رحم الله جدتي، التي لم تسمع يوما عن عيد الحب،ولكنها عاشته واقعا عمليا مع جدي.

رحم الله جدتي، التي لم تسمع يوما عن عيد الحب،ولكنها عاشته واقعا عمليا مع جدي.

0
Shares
PinterestGoogle+

رحم الله جدتي، التي لم تسمع يوما عن عيد الحب،ولكنها عاشته واقعا عمليا مع جدي.

تتوالى الأعياد المستحدثة وتتزاحم فيما بينها،إلاأن الاحتفال بها يشهد مفارقات كثيرة،فمن مرحب بها، إلى رافض لها جملة وتفصيلا،وقد نجد من لايعيرها أي اهتمام على غرارالمتمسكين فقط بأعيادهم الدينية والوطنية المعروفة.

وأنا اتابع هذه الأيام الوصلات الإخبارية التي تروج لعيد الحب،استحضرت ذلك الحب الصادق الذي جمع جدتي مع جدي ردحا من الزمن إلى أن رحلا إلى دار البقاء،وهو حب لاحظه كل من عايش المرحومين عن قرب،وإن شئتم عرضت أمامكم بعض تمظهراته:

ــ كانت جدتي رحمها الله و من فرط حبها وإخلاصها وتوقيرها لجدي رحمه الله،كانت كل صباح تقبله على مستوى الكتف أمام أنظار العائلة،ولمتسائل أن يسأل،هل تلك القبلة هي قبلة طاعة عمياء،أم قبلة تلقائية ناتجة عن حب واحترام؟وأنا أطمئن السائل بأن تلك القبلة هي قبلة حب واحترام ،دليلي في ذلك هو أن جدي كان مسالما لم أشاهده يوما عنف جدتي أو فرض عليها شيئا تفعله من منطلق القهر والاحتقار.

ــ لم أشهد يوما أن جدي سافر خارج البلدة بدون أن يصحب معه جدتي.

ــ لم يسبق لجدتي أن باتت خارج المنزل عند بناتها أو أبنائها وتترك الجد لينام لوحده.

ــ لم يرد الجد للجدة يوما طلبا إلا ونفذه في الحال،حتى وهو يعيش آخر أيامه ،من ذلك جلب بعض الحاجيات من السوق الأسبوعي،مثل الحناء والحلويات،والألبسة.

ــ أما على مائدة الطعام،فدائما تطعمه من نصيبها والعكس صحيح،بل يلح أحدهما على الآخر بمواصلة الأكل.

 المهم كنت ألاحظ الكثير من الأشياء التي تجسد حبا كبيرا بين الطرفين،وهو حب حقيقي لالبس فيه،حتى أنه عندما كنت أمزح مع جدتي قائلا هل تحبين جدي؟فكان جوابها دائما أحبه حبا صادقا.فأين تعلمت جدتي كل هذا الحب؟ أفي المدرسة أم عبر الشبكات العنكبوتية؟ هذا أنا أعتبره حبا فطريا لايحتاج لا إلى مدارس ولا إلى أعياد.

 وقد تجلى هذا الحب الفطري العميق أثناء وفاةالجد أولا،إذ لم تصبر الجدة على فراقه،وبكت وهي العجوز بكاء مرا،وأبكت معها جميع العائلة والمشيعين للجنازة في يوم مشهود لازلت أتذكره،وما لبثت أن التحقت به في دار البقاء بعد حوالي سنة من وفاته،وكنت ألاحظ في الفترة التي عاشتها معنا عقب وفاة الجدأنها عاشت فراغا مهولا إذ لم تطق العيش بدونه وهو الذي كان مثل ظلها يتحركان كما قلت سويا ويأكلان كذلك ويسافران معا كأنهما والله جسد واحد يمشي على الأرض.رحمهما الله،فقد كانا بحق مدرسة تعلمنا منها الحب العفيف الصادق.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. Boudaoud Ismail
    15/02/2013 at 23:36

    رحم الله جدتك وجدك يا أخي الطاهر و رحم الله ذلك الزمن الجميل و لا يسع الإنسان إلا أن يترحم على من خرج من صلبهم الأساتذة المبرزين في الرياضيات و المفتشين بأخلاق نشهد لهم بها منذ الصغر، وهل سمع آباؤنابالمراهقة التي أصبحت حجة المنحرفين و الطائشين من شباب عيد الحب أو عيد القبل

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *