Home»Enseignement»حكايا استاذ متقاعد : ذكريات داخلية ثانوية عبد المومن ، عندما كان التضامن بين الداخليين اهم وسيلة للدفاع عن حقوقهم

حكايا استاذ متقاعد : ذكريات داخلية ثانوية عبد المومن ، عندما كان التضامن بين الداخليين اهم وسيلة للدفاع عن حقوقهم

1
Shares
PinterestGoogle+

تابع 4
لم تكن الحياة بالداخلية روتينا كلها، فقد سمح تواجد هذا ،، الكشكول التلاميذي،، بظهور مواهب عديدة وفي كل المجالات، ما فتئت أن بصمت الساحة بمنجزاتها.
وهكذا برز من التلاميذ الداخليين شباب بمؤهلات قوية في المسرح والشعر والرسم والرياضة وغيرها، والاسماء عديدة ما زلت احتفظ بها ، ولا يسعني الا أن أحييها بالمناسبة.
والى جانب انكشاف المواهب الدفينة، فان أجواء الداخلية، كان لها الفضل الاكبر في ارتفاع منسوب الوعي.
وهكذا، وبالنظر لتزامن مرورنا بالداخلية مع توهج الحركة اليسارية التي كان الاتحاد الوطني لطلبة المغرب أحد أبرز تجلياتها، فقد كان من الطبيعي أن نتأثر بما يجري من حولنا.
كان اساتذة الفلسفة والادب يحولون دروسهم الى فرص للشحن الايديولجي، الى درجة أن التسابق كان على أشده لحضور حصص معظم هؤلاء الاساتذة التي ينهل منها المناضلون الحالمون وقود التعبئة الفكرية.
وهكذا، تمكن معظم التلاميذ المؤطرين من تبادل كثير من المؤلفات الممنوعة والتي جعلت الاخرين يتهافتون على الالمام بها لاستعراض زادهم امام زملائهم بالفصل، لاسيما وان مثل هذا التميز، كان ييسر الطريق الى قلوب التلميذات اللواتي يذكي أعجابهن البحث عن مزيد من التألق !
لقد جرب التلاميذ الداخليون مكتسباتهم ،،النضالية،، في فضاء الداخلية نفسها، حيث اعتمدوا التضامن وسيلة لبلوغ الاهداف.
انعكس التضامن في كثير من الحالات، أهمها وبالدرجة الاولى، الامتناع عن تناول الوجبات حين تختل فيها الشروط، اذ كانت الادارة تبادر الى حل المشاكل فورا لتفادي التخريب.
وكان الداخليون يتضامنون اذا تعرض احدهم لتعسف ما، خاصة على يد بعض المسؤولين الذين طبعوا الساحة الداخلية بسلوكات صادرة عن نفوس بعيدة كل البعد عن المجال التربوي.
ما زلت أذكر أن احد هؤلاء الذين نالوا حظا وافرا من كراهية التلاميذ الداخليين قد أوقع نفسه في ورطة لا اظن انه سينساها.
في بداية الموسم الدراسي من سنتنا الاخيرة،فوجئ الداخليون بهذا الشخص الذي كان مدرسا بالمؤسسة يحشر انفه في شؤون الداخليين متوعدا بترويضهم بعدما شاع بانهم يخوضون الاضرابات للدفاع عن حقوقهم ، وهو ما اعتبره تمردا على النظام يتعين اجهاضه!
شرع،،الاستاذ،، في ممارسة عمل اضافي يتوخى تركيع الداخليين باعتماد العنف بكل اشكاله وسيلة لتحقيق الهدف .
لقد قبل الرجل ان يكون مساعدا لحارس الداخلية ليتمكن من ممارسة ساديته.
كان ،،المساعد،، يبدي صرامة تعكسها قسمات وجهه الذي طلق الابتسامة الى غير رجعة ليتلذذ بمعاقبة شباب انفلتوا من قبضة الفقر وينغص عليهم حلاوة اللقمة التي لم يحلموا بها يوما ما !
كانت يد،،المساعد،،أطول من مستواه، حيث ظل يتصيد اول هفوة ليسدد لكمات قوية للضحية مرفقة بما يختزن في قاموس الشتم والفحش من ألفاظ !
أصبح ،،المساعد،،كابوسا حقيقيا،بل شغلا شاغلا خاصة حين أصدر الامر بأن نرتدي الوزرة على الموائد وكذلك في الفصول لنظل مميزين ويتأكد من سريان حكمه!
لم تجد الملتمسات السلمية، فتوجهنا الى بيت النائب الاقليمي ليلا لوضعه في الصورة.
تفهم المسؤول مطلبنا ورفض ان نرتدي الوزرة خارج المطعم، مما جعلنا نعود منتشين بتحقيق النصر!
ما كدنا نزهو بالانجاز بضعة ايام حتى جاء الأمر بالغاء القبول والعودة الى الوضع الذي ارتاه ،، المساعد،،لسبب لم نهضمه.
عندما سد الباب في وجوهنا،عملنا على توريط زملائنا الخارجيين في مازقنا فقرروا الوقوف الى جانبنا.
اذكر أنه تقرر أن نقاطع الدراسة زوال احد الايام ونلتحق بالخارجيين بمحاذاة المؤسسة لاعلان مطلبنا.
كان الجميع في الموعد،مما جعل مدير المؤسسة- رحمه الله-يتوجه نحو الحشود مستفسرا،فجاءه الجواب فورا:
يجب ابعاد فلان عن شؤون الداخليين،والا فان الدراسة لن تستانف ! ليس هذا فحسب، فقد انطلقت الشعارات التحقيرية لتصيب المساعد في كبريائه المفتعل،وحين حاول ان يندس بين اساتذة الرياضة، ارغموه على الخروج من بينهم ليواجه خصومه ان استطاع الى ذلك سببلا !
كان موقفا مذلا انتهى بانسحاب اذل تحت مفعول التضامن الذي جاء ليصحح مسارا سليما حاولت بعض الطفيليات تغييره نحو المجهول !
عادت الامور الى نصابها، وعدنا الى الدراسة مرفوعي الرؤوس، بينما عاد ،،المساعد،،يجر ذيول الخيبة المهانة المجانية !
يتبع.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *