Home»International»الخرافات مطايا العقائد الفاسدة لاستقطاب الأتباع واستغلالهم

الخرافات مطايا العقائد الفاسدة لاستقطاب الأتباع واستغلالهم

0
Shares
PinterestGoogle+

حينما تؤسس العقائد على أسس واهية لا تستقيم نقلا ولا عقلا تضطر إلى ركوب الخرافات ، والخرافات من الخرف ـ بفتح الراء ـ وهو فساد العقل. وفساد العقل هو ضعفه وعطله ، وعند فساد العقل يمكن تمرير الباطل بسهولة. والقرآن الكريم يبطل خرافات الباطل عن طريق دعوة العقل إلى التفكر والتدبر من أجل الاقتناع .

وقد ضرب الله لنا أمثلة على تسفيه الخرافات من قبيل خرافة تأله النمرود الذي استخف قومه بمعنى اعتبر عقولهم خفيفة ، وخفة العقول تعني ضعفها وفسادها ، وقد أسقط سيدنا إبراهيم عليه السلام خرافة النمرود بمنطق العقل السليم فأفحمه ،و بهت الذي كفر. ولقد أسقط أنبياء الله ورسله صلواته وسلامه عليهم الخرافات التي شاعت في الناس في أزمنتهم بمنطق العقل السليم. وختم الله عز وجل الرسالات السماوية المناهضة للباطل وخرافاته بآخر رسالة وهي رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم التي علمت البشرية كيفية التصدي لخرافات الباطل المستخف بالعقول باستعمال العقل السليم . ولم يعد بإمكان خرافات الباطل أن تغزو العقول السليمة ، ولكنها تعشش في العقول الخرفة .

ومن مميزات الخرافة افتقارها إلى الترابط المنطقي الذي يسلم به العقل السليم إذ تنتقل من أمر إلى آخر نقلات لا يوجد ما يبررها لا نقلا ولا عقلا ، وتبقى حلقاتها مفقودة بين أمر وآخر. ويكون الاستخفاف بالعقول الخرفة هو إرغامها على قبول الانتقال من أمر إلى آخر والتسليم بذلك مع وجود حلقات مفقودة من المفروض أن تصل بين هذا الأمر وذاك لترتاح العقول وتطمئن القلوب. لقد احتار عقل نبي الله إبراهيم عليه السلام في قضية الانتقال من حالة الموت إلى حالة الحياة ، وفقد الحلقة الرابطة بين الحالتين فسأل ربه الكشف عن الحلقة المفقودة طلبا لراحة عقله واطمئنان قلبه ، فعرض عليه ربه سبحانه وتعالى دليلا تجريبيا حسيا وعمليا تدركه الحواس ، وتبرره للعقل المحتار من خلال تقطيع أربعة من الطير ، وجعل على كل جبل جزءا منهن ثم دعوتهن ليأتين سعيا كما كان حالهن أول الأمر، وهكذا عاين إبراهيم عليه السلام بحواسه التي أقنعت عقله بالحلقة المفقودة بين حالة الموت وحالة الحياة. وهذا منطق القرآن الكريم في كل الأحوال ، وهو منطق يمكن أن نسميه (( قل يحييها الذي أنشاها أول مرة )) ردا على من يعترف رغما عنه بالإنشاء الأول ولكنه يرتاب في الإحياء بعد الإماتة ، علما بأن الحيرة يجب أن تكون ـ إذا كان لا بد منها ـ في عملية الإنشاء الأولى والسابقة لا في عملية الإحياء الثانية واللاحقة ذلك أن الإنشاء الأول يكون من لا شيء في حين أن الإحياء يكون من شيء سبق وجوده من قبل .

وبمنطق القرآن المفحم لكل خرافة تجد العقائد الخرافية نفسها في ورطة لا مخرج لها منها. فعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر خرافة العقيدة الرافضية في عاشوراء والمتمثلة في الاحتفال بمقتل الحسين سبط النبي الكريم رضي الله عنه وأرضاه وبطقوس لا أساس لها في العقيدة الإسلامية وهي الحج إلى قبره والطواف به ، والبكاء والتباكي عنده ، ولطم الوجوه ،وشق الجيوب ، وضرب الصدور ، وجلد الأجساد بالسياط وبالسلاسل ، وجرحها بالمدى…. إلى غير ذلك من الأفعال التي وردت فيها نصوص قطعية لا مجال للتشكيك فيها لأن الإسلام يعتبر الحياة مرحلة عابرة إلى حياة أخرى خالدة ، لهذا لا يجيز الحسرة والأسف والحزن على فراق هذه الحياة التي سماها القرآن لعبا ولهوا، وقد حدد مدة الحداد في وقت وجيز وبكيفية معلومة ، ولا يمكن أن يستمر لقرون طويلة ، وبطقوس خرافية لا تستقيم نقلا ولا عقلا. فإذا كان الاحتفال بمقتل شخص عبارة عن شأن ديني فأولى أن يكون هذا الحدث سابقة تاريخية لا يمكن أن تتأخر إلى ما بعد نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بل كان لا بد أن تكون مع فجر التاريخ كما هو شأن أحداث يحتفل بها منذ أزمنة بعيدة من قبيل الاحتفال بمذبح نبي الله إسماعيل عليه السلام. وإذا جاز أن نحتفل بمقتل الحسين رضي الله عنه فأولى أن نحتفل بمقتل أبيه علي رضي الله عنه لأنه أسبق زمنيا . وإن جاز الاحتفال بمقتل الصالحين فما المانع من الاحتفال بمقتل الفاروق عمر رضي الله عنه ، وبمقتل ذي النورين عثمان ومقتلهما أسبق من مقتل علي والحسين رضي الله عنهما ؟ أم أن العقيدة الرافضية تنصب نفسها حكما قبل الله عز وجل وتحكم فوق حكمه على هذين الصحابيين الجليلين بالفساد ، بل وتحتفل بمقتل المجوسي قاتل الفاروق ؟ وإذا كان مقتل شخص ما يستوجب الاحتفال ألا يكون الاحتفال بموت الأنبياء والرسل وقد قتل منهم عدد كبير أولى من الاحتفال بمقتل سبط نبي ؟ إن القضية بعد النظر المتعقل لا تعدو مجرد تقليد العقيدة الرافضية الفاسدة الأعمى للعقيدة النصرانية المحرفة بشهادة القرآن العظيم .فالنصارى ابتدعوا بدعة الاحتفال بمقتل عيسى عليه السلام مع أنه لم يقتل ولم يصلب وإنما رفعه الله إليه كما تقول العقيدة الإسلامية ، وجعلوا المناسبة فرصة للاستخفاف بالعقول الخرفة التي تمرر عليها بسهولة فكرة الثالوث وأبوة الله عز وجل للمسيح ـ تعالى الله عما يصفون ـ وتأليه المسيح مع القول بقتله وصلبه دون الانتباه إلى خرافة الجمع بين الأمرين إذ لا يمكن قتل الإله أو ابن الإله وإلا صارت الألوهية موضوع عبث . والصليبية لا تجد صعوبة في إقناع العقول الخرفة بغياب الحلقات المفقودة بين مقولاتها من تثليث وأبوة الله للمسيح ـ تعالى الله عما يصفون ـ لهذا فمن السهل القول إن الله قد ضحى بابنه من أجل الخلق لتكون هذه المقولة مطية لركوب العقول الخرفة واستغلال أصحابها بطرق شتى سياسيا واقتصاديا ، ويكفي أن نقول للعقول الخرفة لقد تحمل المسيح من أجل حمل خطاياكم الصلب والقتل فكيف لا تتحملون دفع أجور صكوك الغفران ؟

ولقد تحمل المسيح من أجلكم العذاب فكيف لا تستجيبون إذا ما دعاكم إلى غزو بلاد أعدائكم ؟ وهلم جرا من المقولات المستغلة للعقول الخرفة . وتلقفت العقيدة الرافضية المقولات الصليبية فجعلت من حدث مقتل الحسين رضي الله عنه فرصة لتحريف العقيدة الإسلامية ، وتبرير مظاهر الشرك من خلال سؤال الحسين عند قبره ، وفي كل مكان حيث أقنعت العقول الخرفة بالنداء عليه في كل المواقف خصوصا مواقف الشدة التي لا يسأل فيها إلا رب العزة وحده جل جلاله والذي لا يشاركه مخلوق في الحكم سواء كان ملكا كريما أم نبيا ورسولا كريما. وقد تقنع العقول الخرفة بربط خرق على رؤوس أصحابها عليها عبارة :  » يا حسين  » والعبارة تدل على نداء ، والنداء أسلوب إنشاء طلبي يخاطب به من يسمع و يجيب ، ولا يمكن للحسين رضي الله عنه أن يسمع أو يجيب لأنه في ذمة الله عز وجل ، ولو ربط هؤلاء على جباههم خرق فيها عبارة :  » يا رب أو يا الله  » لقيل لهم حسبكم أنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ولا مبرر للخرق والعبارة عليها إلا أن يكون ذلك رياء يقصد به الخلق ، ولا يراد به الإخلاص للخالق سبحانه. وعندما تنجح العقيدة الرافضية في اقتحام حمى العقول الخرفة يسهل عليها بعد ذلك أن تتحكم فيها بما تشاء من مقولات ، فتفرض عليها الأخماس لجمع المال كما تجمع العقيدة الصليبية إتاوات صكوك الغفران ، ويقال لأصحاب العقول المستخف بها إذا كان الحسين قد قتل من أجل إحقاق الحق فكيف لا تضحون بجزء من أموالكم ؟ وإذا كان الحسين قد قتل من أجل أن تصلكم عقيدته ـ حسب زعم العقيدة الرافضية ـ فكيف ترضون بوجود عقيدة خلف قاتليه بينكم لماذا لا تقتصون منهم وتهدرون دماءهم وقد أبيحت لكم ؟ لماذا لا تلعنون من أخذوا حق علي والحسين ؟ ولماذا لا تلعنون من يحب الذين أخذوا حق علي والحسين ويترضون عليهم ؟ لماذا لا تلعنون من يترضى على والد قاتل الحسين ؟

ولا تملك العقول الخرفة المعطلة إلا أن تستجيب فيصير اسم الحسين أشهر من اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويصير النداء على الحسين أشهر من سؤال ودعاء رب الحسين جل جلاله ، وترتكب باسم الحسين الحماقات من سفك للدماء وهتك للأعراض ، وسطو على الأموال ، وتعاون مع المحتل الصليبي على سفك دماء المسلمين واحتلال أرضهم ، واستغلال ثرواتهم .ويمكن للعقول الخرفة أن ترى ما لا تراه العقول السليمة فكم من مخبول أو مجنون يتحدث عن أشياء يراها وحده ولا يراها معه العقلاء . لهذا لا غرابة أن يرى أصحاب هذه العقول مريم العذراء في سماء القاهرة في ظرف أريد للعقول الخرفة أن تراها فيه لحاجة في نفس يعقوب. وربما شوهد الحسين أيضا فوق سماء كربلاء لنفس الحاجة فلا غرابة إذ إذا ضعفت العقول فسد استعمالها ، وصارت الخرافات مسلمات .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. فريدة -نيابة الناظور
    28/12/2009 at 00:04

    تحدثت أستاذي الكريم عن فساد العقيدة التي تقوم على الخرافات و أرجو ان تزودوني بحجة أجيب بها عن اسئلة بعض التلاميذ و انا أدرس التربية الإسلامية بشأن وجود خرافات عندنا في فهم الناس للمذهب المالكي تماما كالخرافات التي وصفتها من قبيل تقديس بعض الفقهاء و تنزيههم عن الخطإ كالانبياء بل حتى بعض العلماء الأجلاء الأحياء سبق لك أن نزهتم عن الزلل بل إنك عبر هذا الموقع انتقدت من ينتقد خطباء الجمعة و كأنهم ملائكة مع اننا عندنا هنا في الناظور و في وجدة كثير من الذين يسردون بركات بعض اولياء الله بل و يزعمون ان بعض الصحابة كعمر رضي الله عنه كانوا يتلقون ما يشبه الوحي أو الرؤيا و قصة سارية الجبل معروفة
    فهل في عقيدتنا مكان لمثل هذه الامور ام ان الغيبيات هي أمور لا تتأتى إلا للأنبياء و الرسل
    مع كل الشكر

  2. الورطاسي عز الدين / بركان
    29/12/2009 at 23:35

    استاذي الكريم ماتقول عنه خرافة هو عند بعض الناس حب وعقيدة مثلا عندنا في مجتمع بركان كثير من الناس يحبون اهل ورطاس لانهم شرفاء ادارسة . يحبونهم ويقدرونهم حبا في الله فقط هل هذا خرافة وخروج على الدين وشكرا لكم.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *