Home»International»الرد على من يستغل لفظة قرآنية لتبرير عقيدة فاسدة

الرد على من يستغل لفظة قرآنية لتبرير عقيدة فاسدة

0
Shares
PinterestGoogle+

علق أحدهم على مقالي المتعلق بالطائفة الباغية والتي قصدت بها الشيعة الرافضة ووقف عند استشهادي بقوله تعالى : (( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء)) والذي يفهم منه أن تفريق الدين هو تشيع ، فقال المعلق : وماذا تقول في قوله تعالى : (( فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه )) ، وقوله تعالى : ((وإن من شيعته لإبراهيم )) . وظن المعلق أنه قد أقنع و أفحم ،وأنه قد حصل على مشروعية استعمال الرافضة للفظة شيعة من خلال ثبوت اللفظة في سياق الحديث عن النبيين الكريمين إبراهيم وموسى عليهما السلام . ونسي المعلق أن اللفظة كما جاءت في سياق الحديث عن خير الخلق جاءت أيضا في سياق الحديث عن شر الخلق في قوله تعالى : ((إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا )) فإذا كانت لفظة شيعة تشرف باقترانها باسم نبيين كريمين ، فماذا يقول المعلق عن اقترانها باسم طاغية ؟؟ والذي أردت التنويه به أن الطائفة الباغية بمعنى المفرقة للدين أي المتشيعة بهذا التفريق للدين تماما كما شيع فرعون قومه فرفع من شأن طائفة ووضع من شأن أخرى ، فكذلك الرافضة يشيعون المسلمين فيرفعون من شأن أتباعهم ويضعون من شأن غيرهم ممن ليس على اعتقادهم وهو المقصود بقوله تعالى : (( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا )). وقول المعلق إن الشيعة الرافضة يشايعون آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوحي بأن باقي المسلمين يعادونهم وهو أمر غير صحيح فلا يوجد في المسلمين من يعادي آل البيت إلا ما كان من أمر يزيد بن معاوية الذي يتحمل دم سبط النبي الكريم الحسين بن علي كرم الله وجهيهما وليس يزيد ناطق باسم المسلمين ولا يحمل المسلمون عنه جريرته ، ولا أحد يوافقه على فعلته الشنيعة إلا أن الرافضة يخلطون ويخبطون عمدا وعن سبق إصرار لإقناع أتباعهم من السذج والعوام بأن كل من ليس على عقيدتهم هو يزيد بن معاوية فجعلوا أنفسهم شيعة وجعلوا ليزيد بن معاوية شيعة مقابلة لها ، وهكذا ورث عنهم العامة لعن وشتم الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان بأثر رجعي ، قبل مقتل الحسين وباقي الأمة الإسلامية بعد مقتله . وقد وجد الرافضة في جريمة يزيد شماعة لتبرير تفريقهم للدين بالتعبير القرآني. وقضية استعمال الألفاظ والعبارات القرآنية لتبرير ولشرعنة ـ إن جاز التعبير ـ العقيدة الرافضية أمر معروف. فما من لفظة امدحها الله عز وجل إلا ونسبوها إلى أنفسهم ، وما من لفظة قدح وردت في القرآن الكريم إلا وألصقوها بمن خالفهم الرأي.وليس ذلك بغريب في عقيدة تقوم على أساس التفسير الباطني البعيد لآي الذكر الحكيم ، من أجل توظيفها لفائدة العقيدة الفاسدة بالتأويل المتمحل الذي لا يستقيم لا نقلا ولا عقلا . فعلى سبيل الذكر لا الحصر يقولون في قوله تعالى : (( الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )) إنها نزلت في علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حيث تصدق وهو راكع إذ مر به سائل سأله ، فأعطاه خاتمه . وقد تمحل أصحاب هذا التأويل تأويلهم فظنوا أن الجملة في موضع الحال أي يؤتون الزكاة في حال ركوعهم ، ولو كان الأمر كذلك لكان شرط دفع الزكاة في حال الركوع لأنه ممدوح عند الله عز وجل ، علما بأن الركوع جزء من الصلاة التي من مبطلاتها القيام بأعمال مصاحبة لها . فإذا كره فيها التثاؤب وإغماض العين فماذا عن الانصراف عن الله تعالى والاستماع إلى سؤال السائل والاستجابة له ومد اليد للخاتم لنزعها من الإصبع وتقديمها له في حركات متتالية وفي حالة انحناء للركوع ؟ والذي أغرى الشيعة الرافضة بالوقوع في هذا التمحل هو قوله تعالى السابق لهذه الآية : (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )) فلتأويل الولاية ونسبتها لعلي بن أبي طالب وحده دون سائر المؤمنين كما تنص على ذلك الآية بوضوح صارت جملة (( وهم راكعون )) حالية تربط إيتاء الزكاة بعملية الركوع وهو ما لا يستقيم لا نقلا ولا عقلا. كما أن الذي أغرى الرافضة بهذا التمحل في التأويل هو ما تلا الآية من امتداح الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين في قوله تعالى : (( ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون )) وقد سبق أن ذكرنا أنه ما من مدح في القرآن إلا ويتصيده الرافضة وينسبونه لأنفسهم دون غيرهم . فمن أجل إقناع عوام الناس بعقيدة الولاية التي هي أساس العقيدة الرافضية يساق بين يديها هذا الوصف المغري الوارد في كتاب الله عز وجل . وتأويل الرافضة بأن لفظة المؤمنين تدل على علي بن أبي طالب تحديدا وعينا يعني أن ما سواه من المؤمنين لا يشملهم الوصف القرآني وبالتالي حق لعنهم وشتمهم إن أنكروا الولاية حسب الفهم والتخريج الرافضي. ويضرب الرافضة صفحا عن خبر الصحابي الجليل عبادة بن الصامت الذي تبرأ من حلف اليهود ورضي بولاية الله ورسوله والمؤمنين. وقال المفسرون في راويات نسبة نزول الآية في حق علي بن أبي طالب أنه لا يصح شيء منها بالكلية لضعف أسانيدها وجهالة رجالها. فهذا نموذج من نماذج التعسف في التفسير والتأويل من أجل إقرار عقيدة فاسدة تقوم على أساس تفريق الدين كما هو شأن التفريق بين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره من المؤمنين في صفات امتدحها الله عز وجل ، وأرادت الرافضة نسبتها لنفسها دون غيرها من خلال ركوب آل البيت من أجل إضفاء الشرعية على عقيدة تستعمل لأغراض سياسية لا غير.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *