أصابتك اللعنة يا شروق
آه يا شروق فعلك الشنيع أمسى خبرا وحديثا من أحاديث المجالس والمنتديات, فتن أنت موقظتها ولعنة الله لن تخطئك , كيف تبررين تطاولا على أسياد حضنوك و لقمة العيش قاسموك يوم لم تجدي ملجئا و لا مأوى إلا في ديارهم , و شرق المغرب شاهد على تضحية الجيران في سبيل حريتك و انعتاقك من ربقة الاستعمار و كانت أرضه قاعدة زعماؤك الخلفية لتنظيم الجهاد و تسلم شحنات الأسلحة و حصيلة التبرعات التي ساهم بها المغاربة تضامنا معكم في محنتكم و لدى مجموعة وجدة أو ما تبقى منها الخبر اليقين فما زالت بمدن وقرى بركان والناظور آثارا تدل على مرورهم من هناك ولقائهم بخلايا المقاومة المغربية التي سهلت لهم المأمورية و ساندتهم ماديا ومعنويا و بالمشاركة الفعلية في الكفاح المسلح , وطبعا لا ننتظر منكم اعترافا بالجميل ولا جزاءا ولا شكورا , فالوفاء من شيم الكرام والغدر من صفات اللئام .
و قد أدينا ثمن مؤازرتكم بقصف عدواني فرنسي على وجدة في بداية الستينات و لن ننسى هجومكم الغادر على فجيج وما تبعه من حرب الرمال التي استعملتم فيها معدات عسكرية قدمت لكم من طرف الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله عند استقلالكم وبذلك أكدتم مقولة » الخيانة تنشأ من الثقة » وصدق الشاعر العربي حين قال ..
أعلمه الرماية كلَّ يوم
ولمَّا اشتد ساعده رماني
فمواقفكم ليست وليدة اليوم بل وراءها تاريخ حافل بالغل والحقد والكراهية, وقد رضعها حكامكم من أثداء أمهاتهم خاصة أمهم فرنسا التي زرعت فيهم عقدة التعالي و » النخوة على لخوا » هدفها فرق تسد, والغاية تبرر الوسيلة وفق المنطق الميكيافلي . وحتى الحدود الموروثة عن الاستعمار صارت مقدسة لديكم رغم أن الصحراء الشرقية ضمت إليكم نكاية في المغرب في أفق تأبيد حكم فرنسا لكم , و حاولت فيما بعد مقايضة المغرب بها , إلا أن الملك محمد الخامس طيب الله ثراه أبى أن يطعنكم من الخلف فرفض العرض جملة وتفصيلا , إلا أن غدر فرنسا كان أرحم من غدركم والتاريخ شاهد على ذلك .
أعود إليك يا شروق وقد زالت عنك المساحيق و ظهر زيفك وتعرى وجهك القبيح , وتبين أنك مجرد دمية في يد جنرالات يستعملونك ككومبارس في حرب دعائية تخوضينها بالوكالة بعد أن قبضت الثمن , فسخريتك لا طعم لها ولا رائحة , فقد ألبسوك ثوبا أسود لا يليق بك , تقلدين برامج فرنسية ليس لها نفس الأهداف و لا نفس المغزى و لن يستطيع منشطوك ولا صحافيوك إتقان هذه اللعبة فالفارق صارخ , وأين لهم بملكة التحليل و التحقيق و التحري وهم مجرد كراكيز تحركها الأيادي وتملي عليها السيناريوهات البئيسة والطرق المبتذلة الدنيئة التي لا تليق حتى بالمبتدئين في التمثيل المسرحي والإخراج السينمائي . و لا تحترم حتى الحد الأدنى من أخلاقيات المهنة .
يا شروق خاب أملك و انقلب السحر على الساحر , فها هم المغاربة مجمعون على إدانتك و يعبرون أمام العالم عن حبهم لملكهم ويعتبرونه خطا أحمر لكل من يتجرأ على محاولة المس بصورته ومكانته التي تحظى بالاحترام والتقدير داخليا وخارجيا , ولك أن تقرئي ما يكتبونه في مختلف المنابر الإعلامية وما يصرحون به في الفيديوهات المتداولة على نطاق واسع , فهي عبرة لمن يريد أن يعتبر يا منبع الشرور.
و لجنرالات من كارتون أقول كفى ضحكا على الذقون خسئتم و خاب مسعاكم , خسرتم المعارك الدبلوماسية والميدانية وظل المغرب شامخا رأسه مرفوعا وسط الأمم منخرطا في الجهود الرامية لإحلال السلام وواضعا يده على الزناد لردع كل معتد أثيم وكل من تسول له نفسه تجاوز الحدود , وملكه محمد السادس صره الله القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية هو الضامن لوحدته الترابية من طنجة إلى لكويرة و جيشه الباسل يقف سدا منيعا للذود عن حدوده برا وجوا وبحرا وشعاره الخالد .. الله, الوطن, الملك.
وإمارة المؤمنين التي سخرتم منها هي عنوان الأمن الروحي للمغاربة الذين يتسم تدينهم بالاعتدال ونبذ التطرف ومحاربة الإرهاب الذي يعشش في بعض الأقطار حيث وفرت له التربة الخصبة و يتحرك وفق أجندات أطراف معينة و أياد خفية تصطاد في الماء العكر, وهذا لا يخفى عن المنتظم الدولي و المختصين في الدراسات الإستراتيجية.
يا شروق شمس الحقيقة تشرق دائما من المغرب فلا تحاولي اللعب بالنار فما عاد شيء يخفى في هذا الزمان , أوضاع بلادك السياسية والاقتصادية سارت بذكرها الركبان و أولى لك الخوض فيها و تشريحها لتدارك ما يمكن تداركه قبل فوات الأوان و لا حاجة للدخول في تفاصيل مطبخكم الداخلي , فنحن المغاربة الأحرار لا نحشر أنوفنا في شؤونكم و ما يعنيكم كما تفعلون أنتم , فأخلاقنا و تربيتنا تنزهنا عن تصرفات مماثلة.
يا شروق حافظي على شرفك و لا تقتاتي من ثديك , واعلمي بأنه بعد أن تنتهي صلاحيتك و يقضي منك الجنرالات أوطارهم سيرمونك في القمامة كالمناديل الورقية المستعملة , فان كان لك ماء وجه فصونيه , وإذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الغير بالحجارة .
و سيكون وداعي لك شعرا ..
واللّه إني ما تركتك سلوة
ولم يحل لي هجر ولا مر في بالي
ولكن أرى القالين زادوا وإنني
عليك الذي أخشى من القيل والقال
و إن عدت عدنا.
Aucun commentaire