Home»Débats»الفتوى من مصر ورجع الصدى في الجزائر

الفتوى من مصر ورجع الصدى في الجزائر

1
Shares
PinterestGoogle+

مع استمرار وسائل الإعلام بأرض الكنانة في بث سمومها تجاه المغرب وشحذ سكاكينها للإساءة لرموزه السيادية وقيمه الأخلاقية ووسطيته واعتداله الديني , فتحت الأبواب للأبواق الدعائية لنفث حقدها والتنفيس عن مكبوتاتها والتعبير عن لا شعورها الذي ينضح بما فيه من رواسب وبقايا الحرب الباردة والزعامة الوهمية والشعارات التي رفعت ذات زمن تتبنى الوصاية على الأقطار العربية بنوع من الكبرياء والتعالي , كيف لا وهي أم الدنيا التي ملأت العالم ضجيجا وصياحا تبين ساعة الحسم أنهما غثاء أحوى فكانت النكسة وما تلاها من تنازلات إلى يوم الناس هذا  .

كانت البداية مع صحافية مغرر بها قالت في حق المغرب ما لم يقله مالك في الخمر وتم التبرؤ منها بعد رد الفعل الشعبي المغربي واعتذرت جهات رسمية وغيرها , فاعتبرنا الأمر منتهيا وقد تكون مجرد زلة لسان المذيعة أو اجتهاد منها لا يلزم غيرها , إلا أن توالي الضربات بين بما لا يدع مجالا للشك أن النية مبيتة وان هناك جهات  تستهدف المغرب تقف وراء هذه الحملات المسعورة وترتب لها وتدرسها في مختبرات مخابراتها وتختار لخرجاتها التوقيت المناسب , لذلك لا نستغرب  استمرارها في الزمان والمكان وتفويض الصحافة والقنوات الخاصة  والمواقع الالكترونية …الخ للقيام بهاته المهمة القذرة بالوكالة عن الجهة المستفيدة والتي ليست غير الجارة الشرقية للمغرب والتي تسبح فوق حقول البترول والغاز الطبيعي تلك البقرة الحلوب التي توفر ريعا يستثمر في كل ما يسيء للمغرب ووحدته الترابية ومؤسساته الدستورية  ويمس أمنه واستقراره , وفق مخطط ينم عن خبث واضعيه .

الجديد في هذا المسلسل المصري هي  » الفتوى  » الصادرة عن الدكتور عيد يوسف, أمين عام الفتوى في الجامع الأزهر ومضمونها أن احتفال المغرب بعيد الأضحى يوم الأحد باطل لخرقه للإجماع بالخضوع في يوم عرفة لحساب السعودية الفلكي حتى ولو اختلف مع التوقيت المغربي  , وقد انبرى عدد من العلماء المغاربة من ذوي الاختصاص للرد  بالحجة والبرهان على عالم زمانه ومفتي الديار المصرية الذي يفتي تحت الطلب وحسب الأهواء السياسية والعطايا البترو دولارية  , والذي انضاف بدوره إلى الجوقة  المغردة خارج السرب ووفق حسابات بعيدة عن الجانب الديني وبلغة شبه تكفيرية ليس لها من مرجع إلا المذهب الداعشي الذي لا يمت للإسلام بصلة وابعد ما يكون من تحقيق الإجماع الذي لم نر له تطبيقا في أي جانب من جوانب  حياة الأمة الإسلامية حتى نتهم المغرب بخرقه والخروج عنه وهو الأشد حرصا على تطبيق تعاليم الإسلام وممارسة شعائره طبقا للكتاب والسنة .

وتأبى بعض وسائل الإعلام الجزائرية  الباهتة إلا أن تستغل هذه المناسبة لترديد أصداء شبه الفتوى الأزهرية نكاية بالمغرب وبإمارة المؤمنين الحامية للملة والدين, كما هو الشأن لقناة  » النهار » التي هي قناة لرجع الصدى ونفث السموم وتصريف الأحقاد والضغائن للمغرب , وذلك غير مستغرب طالما أنها لسان حزب الجنرالات والحاركيين ومن يدور في فلكهم .

ولجميع هؤلاء المتهافتين نقول لقد انكشفت اللعبة وتبينت خيوطها, أما آن لهاته المهازل أن تنتهي ؟ أين هي شعارات الوحدة والأخوة والتاريخ المشترك ؟ ألا يشكل الخروج عنها خروجا عن الإجماع المفترى عليه ؟  فالحيلة لن تنطلي على المغاربة المقتنعين بصواب رأيهم والسائرين في طريق الحق مصداقا لقوله تعالى =  

  فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ (17)( الرعد) .

                          جمال مصباح 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *