هرب من  همجية الحرب الطاحنة في  سوريا ، بحثا عن  مكان آمن ينعم فيه ببراءته الملائكية ، ليجد المسكين  نفسه وجها لوجه امام امواج البحر العاتية ، التي تلقفته  لتلطخ بذلك سمعة الغرب الذي يتبجح  يوميا  بالحديث عن الانسانية  ، انها مأساة ليس بعدها مأساة حينما  يقتل الغرب ـ امريكا وحلفائها الغربيين ـ القتيل ثم يمشون في جنازته …الغرب الذي دمر العراق  عن آخره ، ثم دمر سوريا عن آخرها ، ثم دمر ليبيا عن آخرها ، ثم دمر اليمن عن آخرها ، وما زالت اللائحة مفتوحة …ماذا ينتظر من هذا الدمار غير  الصور الشبيهة بصورة الصبي السوري الغريق  ـ ايلان ـ  صورة البراءة التي دمرتها آلة الحرب الغربية  التي خططت ، وما زالت تخطط  لتدمير العالم العربي والاسلامي
الصبي السوري  » ايلان  » الذي هرب من ويلات الحرب الأهلية في سوريا ليغرق في البحر المتوسط وهو ينوي الوصول الى جزيرة  » كوس  » اليونانية … الهدف الذي لم يتحقق ابدا …ليغرق الصبي  ايلان ـ 3 سنوات ـ وأخوه ـ 5 سنوات ـ وأمه 35 سنة …
مأساة قد تغير اوضاع الفارين من مآسي تسبب فيها الغرب ، الغرب الذي اشعل نار الحروب الأهلية في بلاد الاسلام ، دون ان يطفئها ، بل ما ان تقترب هذه الحروب من  تخمد  يقوم الغرب بصب البنزين عليها لتستعر من جديد .
رحمك الله يا ايلان …فقد اديت مهمتك …لقد زلزلت العالم  برمته ، والعالم العربي خاصة …فهل  يستوعب قادتنا المتصارعون على الكراسي الدرس …ام ان الحروب  الأهلية الطاحنة ستاتي على الأخضر واليابس في بلداننا