Home»Débats»من بيداغوجية الإدماج إلى بيداغوجية التخراف

من بيداغوجية الإدماج إلى بيداغوجية التخراف

0
Shares
PinterestGoogle+

من بيداغوجية الإدماج إلى بيداغوجية  »التخراف  »

بقلم : ذ. عبد الفتاح عزاوي

في الوقت الذي كانت فيه الشغيلة التعليمية ومعها الرأي العام الوطني ينتظران تهدئة الأجواء المكهربة في قطاع التربيةوالتعليم ،الذي أعلنت أعلى سلطة في البلاد فشله  وأوكلت مهمة التقييم والإصلاح إلى المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي الذي لم يجف بعد حبر تقريره المنتظرفي القادم من الأيام ، أبى وزير التربية والتكوين إلا أن يخلق الحدث بخرجاته الإعلامية المثيرة للجدل وغير المحسوبة . فعن أي إصلاح نتحدث والوزير يكيل الإتهامات لنساء ورجال التعليم الذين يعتبرون بمثابة العصب الحركي للمنظومة التربوية ؟ ومامدى جدية الإصلاح في ظل قفز وزراء من طينة الوزير الحالي على قطاع يعتبر قاطرة البلاد نحو التنمية المنشودة ؟

ليس هناك أدنى شك أن القطاع يعيش احتقانا كبيرا، جراء الإبتزاز الخطير الذي يتعرض له تارة بذريعة تكلفته الثقيلة ،وهو ماعبر عنه السيد الوزير باستهلاك نساء ورجال التعليم ل % 27 من ميزانية الدولة بدون فائدة ، وتارة أخرى بذريعة التشكيك في كفاءاتهم المهنية ووصفهم  بتدريس  »الخرايف  » .

هذه الإتهامات الخطيرة تبزر بجلاء المحاولات الدنيئة للجهات الوصية على القطاع ، تحميل فشل التعليم إلى الحلقة الأضعف في المنظومة التربوية (نساء ورجال التعليم ) ، كما تظهر أنه ليس هناك إرادة سياسية حقيقية للإصلاح المنتظر، وأن كل مايطبخ في  »جلسات الإستماع   » العلنية  ليست سوى مجرد مساحيق لتجميل وجه مليء بالتجاعيد .

إن الإصــــــلاح الحقيقي يقـــوم عـــلـــى تهــدئـة الأجواء وتصفية ملـــفات المفاوضات الإجتماعية  وإرجـــــاع الثقة المفقودة في المدرسة العمومية التي تتعرض إلى عملـــية تدميررهيبة والقطع مع سياسة الإصلاح العمودي ، هذا فضلا عن تحسين الأوضاع المادية والمهنية والإجتماعية للشغيلة التعليمية  . أما مــــــاعدا ذلك فلن يكون سوى هدرا للزمن الوطني ، وبالتالي إخلاف الموعد مرة أخرى مع التاريخ الذي يجهلونه ، فمهما حاولوا دفن نساء ورجال التعليم  ،فإنهم لايعرفون أنهم  في الأصل بذور .

fattahazz@yahoo.fr

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. نورالدين استاذ منكم
    28/03/2015 at 11:13

    يا نساء و رجال التعليم ان الحكومات السابقة منذ التقويم الهيكلي و زيادة ساعات التضامن على الاساتذة و الحكومة الحالية و اللاحقة ،و الدولة بصفة عامة تريد التخلص من القطاعات المكلفة التي لها علاقة بخدمة المواطن و هي الصحة و التعليم و الشغل.
    وعقلية الدولة ان تمسح فشلها في رجال التعليم و نسائه حتى يفهم الشعب ان من اراد ان يتعلم فليؤدي ثمن تعليمه فليذهب الى القطاع الخاص و المستشفيات الخاصة و المقاولات الخاصة.لن يكون هناك اصلاح كما تريدون. وستبدي لكم الايام ما تجهلونه اليوم

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *