Home»National»جمعية متصرفي جماعة وجدة تحقق التميز

جمعية متصرفي جماعة وجدة تحقق التميز

0
Shares
PinterestGoogle+

أحمد الجبلي
لم أكن أتوقع أن أجد نفسي وسط عرس بهيج تقرع فيه كؤوس الفرح والحبور، وتنتشي فيه النفوس عبير الحب والصداقة والإخلاص لرفاق الدرب الإداري الطويل.
لم يخالجني أي تفكير، ولو مجرد تفكير أنني سأجدني في عمق شهد ترامى رحيقه ليحولني إلى تائه في دروب حفل انقشع في دجى المستحيل.
ولم أكن لأصدق لولا أنني كنت واعيا بلحظتي وزمني كامل الوعي، ويقظا جاحظ العينين أرى بنفسي جنبات هذه القاعة الحمراء الجميلة الأشبه بقصر مؤتمرات، هذه القاعة الأليق لتكون مكان تكريم وتتويج هؤلاء الأسود الأشاوس.
ولم أكن لأصدق لولا أنني كنت حاضرا أصغي  للأستاذ هريشي  وهو يرحب بالضيوف والزوار والحضور من المتصرفين أصحاب الشأن والغاية، وهو يعلن عن افتتاح هذا المؤتمر العرس المؤتمر الحفل بتلاوة خاشعة مما جادت به حنجرة المقرئ الكبير ذي الصوت الرخيم جواد.
لم أكن لأعي موقع قدمي، لولا صدى كلمات الأستاذ عبد العزيز الخوضري وهي تتسرب إلى أعماقي تاركة شذرات أفكارها المتسلسلة عن تاريخ الإدارة في بلادي.
كعادتها فعلت اليوم وقد فعلت من قبل، وهذا ديدنها وعهدنا بها، إنها جمعية المتصرفين وهي تقوم بتنظيم حفلها السنوي المميز لتقول كلمتها من خلال كل شيء في هذه القاعة، من خلال لافتتها الإعلانية المتناسقة الألوان، وذات المضمون المفعم بالحب والاحترام والتقدير لأبطالها المتقاعدين، ومن خلال ملصقاتها التي صدحت في كل جدار وكل باب وفي كل مكان علقت فيه لتكون شاهدة على هذا الفعل الحضاري الشامخ الذي ينضح بالجميل والعرفان لكل ما قدمه هؤلاء الإخوة الإداريون المخلصون والمتفانون، ولتكون شهادة إدانة في سجل باقي المتصرفين الغائبين الذين ليس لهم عذر شرعي مقبول. ومن خلال هذه الهدايا وهذه الشواهد وهذه الأزهار المعطرة بنفحات الود وصفاء الأخوة وجميل التقدير. وحتى من خلال حفلة الشاي المتناسقة المنظمة الرائقة والتي فتحت المجال لجميع الأحباب والأصدقاء ليكونوا قريبين من إخوانهم وهم على وشك أن يستودعوهم مسارهم الجديد وحياتهم الجديدة حيث تبدأ الحياة الحقيقية وهم في كنف الأحباب والعائلة وما أجمل الراحة بعد التعب.
وحتى من خلال تلكم الصورة الجماعية ذات الثغر الباسم، فإنها فتحت بابا كبيرا في جدار التاريخ وستبقى أبدية سرمدية تشهد على أنهم كانوا هنا معنا في يوم الجمعة عيد المومنين الثاني عشر ماي من سنة 2017، إن حتمية الزمن والمكان، وحتمية القدر الذي شاء له الله أن يتجلى في اقتسام هؤلاء المتصرفين الأيام الحلوة والمرة في خدمة الوطن والمواطنين، ستجعل من تلك الصورة ترجمانا، وحياة، وذكرى طيبة، ستنطبع  في العقول والقلوب، وسيظل أولائك الأبطال منقوشة أسماؤهم في السجل الذهبي لجمعيتهم الغراء في ترتيب تماما كما كرموا وذكروا وشَنَّفَت أسماؤهم مسامع الحاضرين: حبيب الله حسين، مليكة التيزاني، بلغالي عبد القادر، حسن رحالي، رشيد عتيقي، أحمد مختاري، حسن بنعيسى، تيكنت حادة، وسويدي بوجمعة،
إن جمعية متصرفي جماعة وجدة ستظل فاتحة أبوابها لكل هؤلاء الأصدقاء الرائعين دوي الباع الطويل في خدمة الإدارة العمومية والمواطنين، وما عليهم سوى أن يسهموا من خلال تجاربهم الكبيرة في التأطير والتنظيم والتفعيل حتى تستمر هذه المؤسسة شعلة لا تنطفئ ونبراسا لا يخبو.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *