Home»Correspondants»الثور الاسباني يجب أن يموت في الحلبة

الثور الاسباني يجب أن يموت في الحلبة

3
Shares
PinterestGoogle+

يعتقد الأسبان أنها لعبة يتسلون بها كل يوم سبت.وهم يرونها كرياضة يتدرب عليها الأبطال.البطل الشجاع يجب أن يصارع أقوى حيوان و أشجعهم على الإطلاق وينبغي أن يقتله في نهاية المطاف شر قتلة. إنها أسطورة الصراع الأبدي بين الحيوان القوي و الحيوان الذكي الذي هو الإنسان. شمشون في الأسطورة اليهودية يقتل أسدا بدون استعمال السلاح ليبرهن على قوته.

لقد نظر الإنسان إلى الانتصار على الحيوان انه انتصار على الطبيعة.حتى في الأساطير الفارسية أن الملك الحقيقي الجدير بالملك في الدولة الساسانية و الذي تجري في  عروقه دماء الملوك ، عليه أن ينتصر على الأسد(ملك البشر ضد ملك الحيوانات) و بدون استعمال سلاح.

 الملك الفارسي الساساني كي يملك رقاب الرعية عليه أن يبرهن على شجاعة نادرة لا توجد في البشر العاديين الذين من طبيعتهم الخوف.و لهذا كان الفرس ينظرون إلى ملوكهم أنهم  أنصاف آلهة وتجري في عروقهم دماء الآلهة.

الثور الاسباني لا يكتب له الحياة إن دخل حلبة المصارعة مع المصارعين .فقدره أن تكون نهايته في وسط الحلبة على يد مصارعين مختلفين.تحت تصفيقات الجمهور المستمتع بلحظة الموت للحيوان وهو ينزف دما.إنها لحظة سادية حقيقية  و مأساة  مغرقة في العنف و الوحشية على الحيوان ،أن ترى البشر المتفرج يستمتع بلحظة الموت البطيء الذي يدب في جسم الحيوان قطرة قطرة و لحظة لحظة  كمن يحكم عليه بالإعدام وهو  يتجرع السم و يسري في أوصاله.

كتب على الثور الاسباني أن يموت أمام الجمهور المصفق للبطل  البشري القاتل. انه قدر الثور الاسباني  أن تكون  نهايته المأساوية شبيهة  بموت المال العمومي من طرف آكليه بلا عد و لا حصر. وهم بعدد  متنوع. وهم موجودون في جميع المرافق و الأروقة و لا ينتظرون إلا ساعة الصفر لإفراغ الصناديق التي لن يسأل عنها احد. حتى المجلس الأعلى للحسابات لا يملك لا العنصر البشري و لا القوة  القانونية لإصدار العقوبات على مجرمي سرقة المال العمومي  .

تتكلم الصحافة عن ما يصرف على  المجلس الأعلى للتعليم بالمليارات، وكذلك أجور وتقاعد نواب البرلمان و سائر موظفي المجالس العليا و المجالس الاستشارية و المدراء العامون للمكاتب و الوكالات ،وأجور و تقاعد وزراء  الحكومة بوزرائها و كتابها(ما أكثر عددهم في هذه الحكومة حتى أصبح لكل وزير من ورائه وزير منتدب) وهلم …

و رغم الفاقة و التقشف الذي يفرض على الشعب من خلال البراءة من صندوق المقاصة في المواد الأساسية من دقيق و سكر و شاي وزيت و صابون  التي عرفت زيادات مهمة  كانت هزيمة نكراء على جيوب المغاربة الخ، وزيادات صاروخية في فاتورة الماء و الكهرباء، و الضريبة على القيمة المضافة، و الزيادة الملتوية في الضريبة على السيارات، و الزيادة في الاقتطاع بالنسبة للموظفين العاملين، و الزيادة في سنوات العمل، و الاقتطاع من منح المتقاعدين، رغم الاحتجاجات الشعبية… و اللائحة طويلة من الزيادات التي لم تتوقف منذ مجيء الحكومة  الملتحية بألوان سياسية متناقضة: أحزاب إدارية يمينية وحزب شيوعيي يساري  وحزب يميني ديني . فقد سمى الشعب هذه الحكومة بحكومة الزيادات.إن المواطن و ماله العام، الآن شبيه بالثور الاسباني الذي  ينبغي أن يموت في وسط حلبة المصارعة مغطى بدمائه أمام متفرجين دمويين يجدون لذة سحرية في مشاهدة الموت عن قرب.الثور المغتال و الذي حكم الناس عليه بالإعدام ،سينزع جلده و يؤكل لحمه و ترمى عظامه أو تستغل كعلف للماشية و الطيور و الأسماك.

 إن الضربة القاضية للمال العام  آتية من الحزب الإداري المؤلف للحكومة: فلقد رفض وزير الاقتصاد و المالية تضريب المواد الفاخرة التي يقتنيها الأغنياء ،وهو من يفرض أن يتضامن الفقراء بينهم(عن طريق فرض زيادات على المواطن قيل أنها توجه إلى المهمشين من الأرامل و المرضى … ولكن؟)، رافضا أن يتضامن الأغنياء عن طريق الزيادة في ما يستهلكونه من الخمور و المشروبات الكحولية و العطور الفاخرة و الألبسة  الغالية و السيارات الرفيعة و اقتناء الطائرات الخاصة.

 في جريدة الصباح ليوم الاثنين 04 يناير 2016 نقرأ هذا الخبرالمتعلق بوزارة الاقتصاد والمالية  »أن صندوقين أحدثا إلى جوار صندوق المصالح المالية الذي كان مخصصا لمنح التعويضات لموظفي و مراقبي وزارة المالية حيث أن موارد الصناديق الثلاثة البالغة قيمتها 110 مليار سنتم توظف في منح (بريمات) ،الصندوق الأول تم تخصيص 35 مليار سنتم و الثاني 39 مليار سنتم للعلاوات و المكافآت و الصندوق الثالث 36 مليار توجه للعلاوات أيضا إلى جانب نفقات تحسين إجراءات تحصيل الديون العمومية و مصاريف عصرنة مصالح الخزينة العامة و الجوانب الاجتماعية لموظفي وزارة المالية » .

أليس هذا البرنامج المعتمد من طرف وزارة الاقتصاد و المالية هو برنامج واضح المعالم اسمه وعنوانه  » اغناء  الموظفين الكبار عن طريق النفخ في العلاوات  وإفقار الفقير بالضرائب من كل نوع ورفع اثمان المواد الاستهلاكية لعامة الشعب.

 بل نرى أن الأمر قد وصل إلى سحق الفقراء و قتلهم بالجوع و المرض و الجهل  وما تبقى منهم  عليهم أن يعيشوا عبيدا لأسيادهم .أما  الموظفون السامون مصاصي الدماء هم الأغنياء  بالمال العام الذي يأخذونه طوعا و كرها  باسم شرعي (العلاوات).وهم المواطنون و الموظفون  الحقيقيون الذين من حقهم أن يكونوا أسياداز. وذلك ما يصبو إليه الحزب الإداري الذي سبق أن دبر ملف المغادرة الطوعية  بشكل اقل ما يقال عنه انه اعترته المحسوبية و الرشوة  و الزبونية والعلاقات الحزبية و النقابية و العلاقات العائلية . وهو الحزب الذي أثيرت حوله شبهات الترامي على المال العام من طرف أمينه العام عندما كان وزيرا للمالية في الحكومة السابقة …و أشياء أخرى كانت الصحافة الوطنية تكشفها بين الحين و الآخر عن صفقات مشبوهة اختفت فيها الشفافية و المنافسة الحرة….

وأمام هذه المنكرات (عاين باين و على عينك يا بن عدي) والتي يستحي منها إبليس نفسه و عشيرته،مع ذلك يصر بعض  الناس أن يقولوا إنها حكومة متدينة شريفة و طاهرة  و نزيهة لا تمد يدها و لا رجلها إلى المال العام،ولا  تكل من إصلاحات ما أفسده الساخرون من السابقين رغم ما ظهر على السطح من شكلاط السيد الوزير و ملعب السيد الوزير وهلم… فما الفرق بين السابقين و اللاحقين؟

.صحيح إنها حكومة إصلاحات بالمعنى الشعبي (المصلحة هي الشطابة) فالحكومة شطبت  ومسحت و نظفت  كل شيء، و أدخلت يدها القذرة إلى ما تبقى من جيوب الفئة المتوسطة من أجل رميها في سلة العوز و الفقر و القهر و الحرمان، وأما  بطالة الخريجين من المعاهد العليا والكليات المتخصصة  و أصحاب الشواهد  و المتعلمين و غير المتعلمين فحدث بدون حرج. حيث ضربت البطالة أرقاما قياسية في وسط أبناء الفقراء، و ما دونهم، و ما كان يسمى سابقا أبناء الطبقة الوسطى التي انمحت من الوجود بسبب الزيادات الماراطونية و الإفراغ  الممنهج لجيوب المواطنين و قذفهم إلى جهنم الفقر و العوز .

 فهل ما يصبون إليه هو  أن يصبح جل المواطنين متسولون أمام مقرات الوزارات و قبة البرلمان  و في الطرقات و الممرات ؟أو مقبلين على الانتحار بشتى الوسائل حتى بالغرق في البحر ؟

 الإمعان في إفقار الفقراء هو منهج الحكومة الحالية تحت غطاء الدين من أجل أن  لا يبقى في هذا الوطن إلا  فئة عريضة من المحرومين تتغذى على الفتات و المزابل و فئة قليلة فاحشة الثراء تنعم بدون وجه حق في  لحم الثور الذي قتل في وسط حلبة المصارعة (المال العام مصدره عرق ودم  الفقراء).

ملحوظة1:- صرح وزير الصحة العمومية أنه تم توزيع 9 مليون بطاقة راميد على المواطنين ،فهل هذا العدد هو إحصاء غير مباشر لمن يعيش تحت سقف الفقر ؟

فكم عدد الفقراء ببلادي إذن ؟هل 20 مليون؟

وهل هؤلاء(الفقراء و ما تحت سقفهم )مواطنون من الدرجة الثانية أم بدون مواطنة؟(البدون على النمط الكويتي)؟

الفقراء الذين ليس لهم إلا الحق في الهواء الذي هو منحة الله سبحانه لكل الكائنات الحية التي خلقها و دبر أمرها؟ حتى الماء الصنيعة الربانية والذي جعل الله به كل شيء حيا، زيد في ثمنه أضعافا مضاعفة  كأنهم هم من صنعه ؟

 المغاربة الفقراء لم يبق لهم إلا الحق في الموت البطيء أو الاختياري؟

 وهل هؤلاء  5 مليون الباقية -عدد الساكنة المغربية 34 مليون تقريبا حسب الإحصاء الأخير- هم المواطنون الحقيقيون المعترف لهم بانتمائهم للوطن هم من أصحاب النعم بلا كرم و الملايين و الملايير التي  سرقوها تحت بند العلاوات من العمل في الوظيفة العمومية لحسابهم الخاص؟

ملحوظة 2: من اكتسب ثروته  بعرق جبينه و كده، خارج استغلال منصبه في  الوظيفة العمومية و بالطرق الشرعية و المشروعة (المال الحلال) الله يزيده من فضله و كثر  أمثاله .

انتاج : صايم نورالدين

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. غيور على الوطن .
    07/01/2016 at 15:28

    مع احتراماتي للاستاذ الصايم اقول له انك بكل صدق تبالغ والصورة القاتمة التي تسوق على الوضع صورة مغلوطة .حكم ضميرك وحاول ان تراجع نفسك ستحاسب عن كل كلمة كتبتها . من خلال مقالك فالمغرب على حافة الهاوية . انك تزرع الفتنة في البلد من خلال ما كتبت.. نعم هناك مشاكل ولكن ليست بالحدة التي تظن. نحمد الله على نعمة الامن والامان و بلدنا يسير في الطريق الصحيح تحت الرعاية السامية لملكنا محمد السادس .تاتي حكومات وتذهب حكومات لكن تستمر الملكية ويستمر الوطن بخطى امنة نحو مزيد من التقدم والازدهار .

  2. يحي
    08/01/2016 at 00:23

    عن أمن و أمان تتكلم أيها الغيور على الوطن و النساء يادن في الشارع والعنف و التشرميل و الكريساج بالنهار الكهار في كل مكان و …أما ان تكون غيورا على الوطن فإن الأستاذ نور الدين الصايم لا ينافق الوطن.

  3. معارض و غيور على الوطن
    08/01/2016 at 09:04

    صاحب المقال يعنيه امر الوطن و المواطنين و النظام الملكي الذي نستظل بظله وهو الضامن الوحيد لوحدة المغاربة و المغرب،و الغيور على الوطن تعرف ان ما تمارسه هو التسلط على الناس بالصاق تهم هم براء منها. من يحب الفتنة في هذا الوطن لا شك علينا جميعا محاسبته.و المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها الناس بادية للعيان.عليك ان تتجول في الجوطية و في الاسواق لترى كيف يعيش الناس .نريد لهذا الوطنالازدهار و التقدم و نريد للمواطنين ان يعيشوا عيبشة كريمة اما ان يقتسم اطر عليا في الوزارات خيرات البلاد فهذا لا يقبله الا مغفل. جلالة الملك اشار الى التوزيع العادل للثروات و كان خطابه واضحا لمن يهمه الامر.فلماذا هذا التعتيم.و لماذا هذه السلطكوية على انسان قدم مساهمة في التفكير ام تريدون ان تخرص الاصوات يا ملتحين بلا دين .وجدة سيتي و القائمون عليها يقراون الموضوع قبل نشره ،وهم ادرى ان كان يدعو الى الفتنة ام لا و نظن نحن القراء ان ما تقوم به ايها الغيور هو ما يدعو الى الفتنة عن طريق مصادرة الراي كما يعمل حزبك

  4. صايم نورالدجين
    08/01/2016 at 09:40

    الى السيد الغيور على الوطن لست وحدك هناك 34 مليون مغربي غيورين على الوطن و المواطنين و النظام السياسي الراعي لهذا الوطن في شخص جلالة الملك الضامن الوحيد لوحدة المغاربة ووحدة الوطن. و السيد الغيور على الوطن لست وحدك غيورا بل اقرا ما تكتبه الصحف الوطنية المغربية التيليس لها انتماء سياسي و اقرا تصريح السيد الوردي وزير الصحة و اقرا ما قرره وزير الاقتصاد و المالية الحالي من توزيع للعلاوات في الوقت الذي يعيش فيه المغاربة وضعا صعبا . لست فقيها ياخذ المنابر للدعاية للفتنة . هي قراءة فقط للوضع، واذا لم تعجبك فهذا شانك،اما ان تصدر احكاما انفعالية لانك تنتمي لهذا الحزب او ذاك فهذا ما نرفضه لانه مصادرة للرايي. و لا تقولني ما لم اقله لا صراحة او ضمنا. و الاخ المشرف على وجدة سيتي حريص كل الحرص على مستقبل جريدته لو راى اي تطاول على اي شيء لا يدخل في التفكير الملتزم فانه يلغيه و لا يسمح بنشره و لا نسمح لانفسنا بقراءته حتى. و لهذا لا نوزع التهم يمينا و يسارا على كل من يخالفنا الراي. وخاصة عندما يتعلق باتهام خطير كهذا ، نرجو لك الهداية من الله و السلام على من اتبع الهدى

  5. Anonyme
    09/01/2016 at 02:19

    .لقد جلت في البلد شمالا وجنوبا شرقا وغربا واعرف عن بلادي ما لا يعرفه الكثير. لقد تراجع الفقر وتراجع العنف والامن الذي ننعم به في مدننايقل نظيره . البعض يتحدث عن التشرميل اين هو هذا التشرميل. انكم تبالغون في الوصف . ادليت برايي حول مقال الاستاذ و لكل واحد الحق في التعبير عن هذا الراي. وادييات الكتابة لا تسمح لي بتوجيه اي تهمة لاي كان او الإساءة لاحد . . احترم اراء الجميع .انت يا استاذ عبرت عن رايك ومقالك في نظري بعيد عن الواقع وقلت لك ببساطة انك بالغت في وصف الوضع ولم اقصد او اتعمد اي تجريح اوايذاء في حقك. ولم اوجه لك اي تهمة وكلمة فتنة ان اعتبرتها تهمة خطيرة فاظنها غير ذلك .لكن استاذي المحترم اتمنى ان تشخص الوضع بكل امانة تقارنه بما كان عليه المغرب قبل سنة 2000 وكيف اصبح اليوم .اليس هناك تغيير ؟ الم يتمكن البلد من الحفاظ على استقراره بغض النظر عن من يسير . الم يتحسن مستوى المعيشة عند جل المغاربة ؟ لماذا يتم تبخيس عمل هذه الحكومة ؟ اتفق معك ا ن هناك امور عديدة لم تعالج وهناك تقصير .تمنيت لو انك كتبت ولو شيئا ايجابيا واحدا اقدمت عليه هذه الحكومة . (التخفيض في ثمن الادوية مثلا ).اتفق معك لو انتقدت مقاربة الحكومة لمعالجة ملف التقاعد.مراجعة اجور للوظائف السامية، تقاعد الوزراء والبرلمانيين…..الكشف عن التماسيح والعفاريت …..
    ان بعض المشاكل التي يعرفها البلد ليست وليدة اليوم ومنها الفقر والبطالة بل عايشناها كمغاربة منذ مدة وليست حكرا على المغرب فقط بل في العديد من البلدان. اتمنى ان يتسع صدرك للانتقاد وتتقبل الراي الا خر.قد يكون رايي خاطئ يحتمل الصواب ورايك صائب يحتمل الخطأ .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *