Home»International»« الطرب الغرناطي بين الحفاظ على الأصالة وإمكانية التجديد »

« الطرب الغرناطي بين الحفاظ على الأصالة وإمكانية التجديد »

0
Shares
PinterestGoogle+

« الطرب الغرناطي  بين الحفاظ على الأصالة وإمكانية التجديد »
محور الندوة الفكرية لفعاليات الدورة 23  للمهرجان الوطني للطرب الغرناطي بوجدة
ميلود بوعمامة
احتضن معهد الموسيقى والرقص بمدينة وجدة مؤخرا ندوة فكرية، انعقدت ضمن فعاليات الطبعة الثالثة والعشرين للمهرجان الوطني للطرب الغرناطي بوجدة، تحت شعار: « الطرب الغرناطي بين الحفاظ على الأصالة وإمكانية التجديد » المنظم من طرف وزارة الثقافة وبدعم من الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وشركاء آخرين، وقد شارك في هذه الندوة كل من : لحسن قناني ومحسن الزموري وأحمد الطنطاوي ورشيد الماحي، ونسق فقراتها مصطفى الرمضاني.
الندوة الفكرية  سلطت  بعضا من الضوء على مجموعة من المفاهيم الغامضة بالنسبة لهذا الفن العريق، وأوضحت بالتالي معالم واقع الحال واستشراف آفاق المستقبل، إن على مستوى الإنشاد والعزف وكذا النوبات الإثنى عشرة المتضمنة للطرب الغرناطي، كما أصبح المهرجان الوطني للطرب الغرناطي موعدا سنويا يجمع جل الفرق والجمعيات الغرناطية بالمدينة ويستضيف له أجود المجموعات الغرناطية الجزائرية والأوروبية، وصار اليوم كما قال مصطفى الرمضاني « شابا » وصل سن الرشد يمشي بين الناس ليؤثث فضاءات المدينة الألفية في كل مرة، وأصبحت الفرق والجمعيات الغنائية المولعة به تسافر به وتبرزه من الفينة لأخرى في ملتقيات وطنية ومغاربية وأوروبية وحتى في الولايات المتحدة الأمريكية.
مداخلة لحسن قناني أسهبت في التحليل الفلسفي لهذا الموضوع، استنادا لأقوال فلاسفة غربيين وعرب حول مفهوم الأصالة في الفن، وأكد قناني أن لابد أن يعاد التأسيس لهذا الفن العريق وإبرازه من جديد في إطار من الإبداع والخلق، واستشهد بقولة الفيلسوف الراحل محمد عابد الجابري حول الأصالة، حيث قال: « الأصالة لا تعدم الأفكار بقدر ما تتيح فرصة الإنتاج »، وكذا إتاحة فرصة الدمج بين كل مكونات هذا الفن، كان طرب الآلة الملحون أو الطرب الغرناطي…
بينما رشيد الماحي ناقش مداخلته انطلاقا من مقاربة موسيقية تقنية، بحيث أشار إلى أن الفن الغرناطي يحتاج للتطوير والرقي به من خلال الأبحاث والدراسات الموجهة لأساليبه، ويخضع بالضرورة لعملية البحث على غرار باقي الفنون التراثية الأخرى، وأشار هنا لعدد من الأساليب اللحنية الخاصة بالطرب الغرناطي التي يمكن إدخال عليها بعض التغييرات، لكن في نفس الآن يمكن الحفاظ على جوهر النوبة… وذكر بعدة تقنيات يمكن أن يشملها التغيير: كالقالب والتشكيلة والإنشاد، واقترح بالمناسبة إدخال على الطرب الغرناطي بعض التعديلات إن على مستوى الزمن (5 موازين) التي يمكن تطعيمها وتجديدها، على مستوى ابتكار ألحان جديدة تتماشى والنوبات 12 المعروفة في الطرب الغرناطي.
مداخلة أحمد طنطاوي عن الجمعية الموصلية للطرب الغرناطي،  استند في مداخلته على بعض مشايخ هذا الفن الجزائريين، من بينهم رائد الفن الغرناطي دحمان بن عاشور رحمه الله، والذي برع في المجال بمعية الجمعية الأندلسية بالبليدة الذي أكد على دور التعلم  في هذا المجال، وقال « مهما أبدع الفنان فهو دائما يتعلم »… وطرح عدة أسئلة حول تطوير وتحديث هذا الفن الأصيل المعروف بالطرب الغرناطي.
بينما مداخلة محسن الزموري، الممارس والباحث في المجال، استشهد في تدخله على مؤلف الكاتب الجزائري رشيد كربة، الذي قال: « الثرات الذي لا يتجدد كل يوم يموت كل يوم »، وأضاف  الزموري حول عملية التطوير والتحديث في الفن الغرناطي، أنه مع من يعطي هذا النمط الغنائي الأصيل رونقه وجماليته، وضد كل من يشوه أشعاره وألحانه، مضيفا أن الاعتماد على البحث والدراسة العلمية يؤدي دون شك إلى تطويره وتحديثه حتى يساير الزمن كباقي الدروب الفنية الأخرى، وأضاف هنا أن التجديد يجب أن يمس الرتابة في الأشعار، والأخطاء الشائعة، وإضافة وحذف بعض ما يشوه النوبات.
وفي الأخير، اقترح عدة اقتراحات كضرورة تكوين الفرق والجمعيات تكوينا علميا وفنيا، أما عملية التأليف أضاف الزموري فهي مهمة صعبة للغاية في الظرفية الحالية.
وفي الختام الجلسات أكد مصطفى الرمضاني أن مثل هذه الندوات الفكرية المهمة كان من الضروري على جميع الفرق والجمعيات الغرناطية أن تحضرها، وأن لا تضيع الأفكار التي جاءت فيها، مع العلم أن الفن الغرناطي إذا أراد أن يتطور، يجب أن يتطور من أهله وممارسيه، فهذا الغياب عن الندوة يطرح أكثر من تساؤل. كما أكد أن وزارة الثقافة يجب أن تلعب دورها  كاملا في التشجيع والدعم، وكذا نشر وطبع كل المداخلات التي جاءت في الندوة والندوات السابقة، التي يمكن أن يستفيد منها الباحثين والمولعين والمهتمين والطلبة، خاصة وأن المهرجان وصل عقده الثاني وحضي بالدعم الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أيده الله، في الوقت الذي أضحت فيه المدينة الألفية قطبا من أقطاب هذا الفن يأتيها المولعين من كل بقاع العالم.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *