Home»Enseignement»نافذة على المدرسة العمومية الوطنية :التربية على الطوارئ

نافذة على المدرسة العمومية الوطنية :التربية على الطوارئ

0
Shares
PinterestGoogle+

يعرف المجتمع المغربي تحولات عميقة ،على مستوى القيم ،وانتقالا نوعيا، من الأسرة المركبة الغنية بالرضى، والطاعة  ،والانسجام ،والمنتجة للقيم الأصيلة، والمكرسة للنموذج الإنساني المنشود … إلى أسرة نووية ،أنهكها عنف المعيش اليومي،  وأرهقها زيغ المعاش العاطفي ، فعوضنا البيت الفسيح ،بشقة في عمارة، وجلسة الأرض  المريحة الحميمية ،بالكراسي والأرائك، فكرسنا سلوك الاستعلاء، وتخلينا على فطرتنا ،و بداوتنا، وتباهينا بتحضرنا، ومدنيتنا… فوقع لنا ما وقع للغراب مع الحمامة ،لانحن استوعبنا مقتضيات  الحداثة، وتحكمنا في شروطها ،ولانحن تمسكنا بهويتنا ،فاختل جراء هذا التمزق النفسي ،والتذبذب الاجتماعي ، نظام الأسرة باعتبارها وحدة صغرى للتحليل الاجتماعي، بانية للمجمتع، ومؤثرة على مساره ،وانعكس ذلك سلبا على كل مؤسساته النافذة، و الضابطة ،والحاضنة للتنشئة ،و المحافظة على القيم، وفي مقدمتها المدرسة، التي تقلص دورها، وتراجعت مهامها ،فغرقت في عدة مشاكل ،كتدني المستوى اللغوي، وتراجع التحكم في المستوى العلمي، واهتزت صورة المعلم ،كما ارتجت مكانة الأب والأم في المنزل، وفقدت الشهادة العلمية قيمتها، وانكسر سلم القيم ،وأصبحنا نعيش في زمن  الاختلاط، واهتزاز القناعات، والسلوكات الحشدية ،التي تشهد على وجود اضطرابات بين المدرسة ومحيطها ، تعقد التكيف ، وتغذي الشذوذ، وتنمي التطرف، فاستحال الغش تعاونا، والمكر والتحايل ذكاء ،والتفسخ ،والانحلال حداثة…ولا حول ولاقوة ،إلا بالله العلي العظيم .

فبدل أن يواجه صناع القرار، المشكلة المعرفية وتداعياتها  ،ورتب المنظومة غير المشرفة، في الاختبارات الدولية ،وجودة التكوين، وارتباطه بالاقتصاد المخطط  الرقمي، و التحكم في التدفق والانسياب ،وتحويل مداخل المنظومة التعليمية إلى مخارج ،يستوعبها سوق الشغل…أصبحوا يواجهون مشاكل إضافية  ،كالتكيف ورعاية الأحداث ، وإعادة الإدماج ،ومحاربة الفاقد الدراسي، والهدر، وإعادة تأهيل المؤسسات، والترميم ،وتعويض العتاد، والتجهيزات …والحق أن أزمة المدرسة المغربية ، ترجع لعدة عوامل وأسباب  فصل في تحليلها علماء التربية ،و النفس ،والاجتماع …لكن ما نقترحه في هذا المقام بعد تصاعد وتيرة السرقة، والعنف والاعتداء ،والانحلال الأخلاقي  وغيرها من الظواهر، التي هزت المدرسة المغربية ،وخلقت ارتجاجا في منظومة القيم والمعرفة، بسبب عدم التدخل السريع  ،أو التساهل في المناولة، أوالتعاطي  الأحادي الأمني، أوالقانوني،أوالاجتماعي،أوالاقتصادي ، أوالنفسي ،أوالتربوي دون تدبير الملف بشكل نسقي…مما حولها إلى  ظواهر عادية ،ألفها الوسط المدرسي ،وتصالح معها المجتمع… لذا أصبح من اللازم اللازب تبني مبدأ  التربية على الطوارئ، استعدادا للأسوء الذي ينتظر المدرسة المغربية، إذ أصبح من الضروري الزيادة، في حصص التوعية ،والتحسيس بخطورة الظاهرة، وإعداد النشء على التربية على المواطنة ،و إبرام اتفاقيات مشتركة، بين الأطقم الإدارية ،والتربوية الساهرة على سير المؤسسة التربوية المغربية، وفرق الأمن، والحماية المدنية، والإسعاف، والأخصائيين النفسيين ،والاجتماعيين..بموجبها  يتم تكثيف الاتصال ،والتعاون  ،وتنظم تدريبات ميدانية ، لمواجهة هذه الآفات،  وزجرها قبل أن تتفاقم.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *